سياسي أمريكي يحذر من «ثغرة دفرسوار» وتسلل إيرن إلى القلب!!
حذر السياسي الأمريكي البارز والأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية، د. وليد فارس، من تسلل إيران إلى القلب، عبر «دفرسوار الأنبار»، موضحا أن طهران تبغي السيطرة على العراق بكامله وبكل مكوناته.
«دفرسوار الأنبار».. جسر إيراني إلى القلب
وأضاف د. وليد فارس، كبير الباحثين في «هيئة الدفاع عن الديمقراطيات» في الولايات المتحدة الأمريكية، ومستشار الكونجرس في الإرهاب: على الرغم من أن سكان الأنبار أقل عدداً من المحافظات الأخرى الأكثر اكتظاظاً، فإن معارضتهم التاريخية للنفوذ الإيراني تجعل من هذه المنطقة حاجزاً أمام ابتلاع البلاد وترويض مكوّنها العربي، لا سيما السني فيه. لذلك تستمر القوى المؤيدة لطهران بالضغط على الأنباريين وتياراتهم وبلداتهم، وتحاول تقليص نفوذهم في بغداد.
وتسعى في الوقت نفسه إلى خرق صفوفهم وتخلق مجموعات مؤيدة لـ «الحشد» داخل منطقتهم، مثلما تفعل إيران في المجتمعات المعارضة لها من العراق إلى لبنان. إلا أن الهدف الأعمق للنظام الإيراني في الأنبار هو جيو-سياسي فائق الأهمية استراتيجياً:
- أ- الأنبار بشكل عام، وبخاصة الفلوجة والرمادي، هي مناطق على تماس جغرافي مع بغداد الكبرى، وبالتالي فإن أي قوة متمركزة في المحافظة، أو عابرة لها، قد تشكل خطراً مباشراً على الميليشيات المؤيدة لإيران. وبالتالي على هذه القوات غير النظامية أن تنتشر في عمق الأنبار «لحماية» مراكز النفوذ الإيراني في العراق.
- ب- تأوي المنطقة قوات أمريكية، لا سيما في موقع قاعدة عين الأسد جنوب حديثة، وهي القاعدة الاستراتيجية الكبرى، القادرة على استيعاب الطيران الحربي، والصواريخ، والرادارات، والمشاة، والقوات الخاصة، إذا قررت واشنطن أن تتحدى الميليشيات الإيرانية، أو أن تمنعها من التواصل مع مجموعاتها المنتشرة في سوريا.
- ج- تضم منطقة الأنبار بنظر الإيرانيين معارضة شديدة لنفوذهم، وهي ملاصقة لمناطق قد تتأثر بمَن يسيطر على المحافظة بعد الانسحاب الأمريكي الكامل. وأهم تلك المناطق كربلاء والنجف حيث يريد الإيرانيون سيطرة بلا منازع، وأيضاً نينوى، حيث الجسر الجيوسياسي الذي يربط الأنبار بالموصل، وعبرها التواصل مع كردستان.
ومن الواضح استراتيجياً أن الترابط بين كردستان ونينوى والأنبار يرفع جداراً عالياً وعميقاً قد يقطع التواصل بين إيران وسوريا و«حزب الله» في لبنان. فإذا خرجت الأنبار عن سلطة الحشد والميليشيات الأخرى، ستخرج نينوى معها ويقوم الجدار. وإذا سيطرت القوات الخمينية، بطريقة أو بأخرى على هذه المساحة الاستراتيجية في العراق، لن تتمكن أي قوة مناهضة لإيران من أن تقيم عازلاً على الحدود مع سوريا.
- لذا فمن زاوية استراتيجية بحتة، تهدف القيادة الإيرانية إلى أن تتحكم بالأنبار بعد الجلاء النهائي للقدرات الأمريكية من كل أنحاء المحافظة والالتزام بعدم العودة إليها.
المعادلة الأخطر
وأضاف وليد فارس، الخبير الأمريكي والأستاذ في جامعة الدفاع الوطنية: إلى جانب هذه الأجندة، وأبعد منها إقليمياً، تشكل الأنبار جغرافياً منصة للانطلاق من العراق باتجاه الجنوب وجنوب الشرق، نحو الأهداف القصوى، التي قامت على أساسها النظرة العالية للثورة الخمينية. وتقدمتُ بهذه القراءة الاستراتيجية المستقبلية للكونغرس، والقيادة المركزية CENTCOM، وأجهزة التحليل لدى الاستخبارات منذ 15 سنة، إبان قمة الوثبة الميدانية الأمريكية ضد فصائل «القاعدة» في العراق الذي عرفت بالـSurge.
دور ميليشيات الحشد
وأساس التقييم (Assessment) يدور حول الطرق الاستراتيجية التي تريد إيران، سلوكها لتنفيذ سيطرتها في المنطقة. وحاولت أن تسلكها ما بين عامَي 2012 و2014، ومهدت لذلك خلال حملة أولية في السنتين المذكورتين لتركيع الأنبار بعد سحب إدارة أوباما القوات الأمريكية في نهاية عام 2011. إلا أن اجتياح «داعش» الأنبار دمر المشروع، ولكن سرعان ما تموقعت ميليشيات «الحشد» لاسترجاع الأنبار، وتبين أن الاستماتة لإعادة غزو الأنبار من قبل الخمينيين تستهدف إعادة الانتشار على الحدود الدولية لهذه المحافظة العراقية.
- 1ـ الهدف الحيوي لـ «الحشد» هي أطراف الأنبار على طول الحدود العراقية – السورية. فإذا سقطت هذه الحدود نهائياً بأيدي إيران، يتأمن التواصل الجيوسياسي الثابت بين إيران و«مستعمراتها» على المتوسط..والمساحات الأنبارية هي الأسهل للسيطرة العسكرية.
- 2ـ تتشارك الأنبار بحدود مع الأردن، ما سيسمح لطهران أن تضع ضغطاً متصاعداً على المملكة الأردنية عبر منطقة صحراوية ثابتة وغير متداخلة في الحرب الأهلية السورية. استراتيجياً، ستتمكن إيران، عبر ميليشياتها، من نشر صواريخ باليستية على طول تلك الحدود مع الأردن، لتوجيهها باتجاه إسرائيل، كتكملة للقواعد الصاروخية في سوريا ولبنان، بمثابة طوق واسع. ويلي ذلك دعم إيراني للمجموعات الإرهابية داخل الأردن انطلاقاً من الأنبار
- 3ـ الحدود مع السعودية..للميليشيات الخمينية قدرة على شن اعتداءات على السعودية والإمارات والخليج، عبر انتشارها على حدود محافظات النجف والمثنى والبصرة، مع الكويت وبخاصة السعودية.. إلا أن مخططي الحرب في طهران مدركون أن حدود الأنبار مع السعودية قد تتحول إلى «دفرسوار Deversoir » ضد أي انتشار معادٍ للمملكة من داخل العراق. لذلك ستسعى إيران إلى استخدام الأنبار كدفرسوار شمالي ضد المملكة، مع كل ما يعني ذلك من تهديد صاروخي.
عقبات تعترض أهداف إيران
وتابع الخبير الأمريكي، في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية the Independent : هذا السيناريو هو ما تريده إيران من مسألة الاستيلاء على الأنبار. ولكن ما بين هذا الهدف الثقيل وتحقيقه تقف عوائق عدة:
- أولاً، القوات الأمريكية المتبقية في العراق، وتلك المنتشرة في الشرق الأوسط.
- ثانياً، الجيش العراقي ومواطنو الأنبار.
- ثالثاً، قراءة إسرائيل لتطور كهذا، وهي التي تشتبك مع إيران في سوريا.
- رابعاً، وربما الأهم إقليمياً، هو موقف التحالف العربي من مشروع كهذا. فلا المملكة ولا شركاؤها سيقبلون بتطويق الإرهاب الجزيرةَ العربية من أراضٍ عربية.