سياسي كردي تركي بارز ينظم حملته الانتخابية وراء القضبان

تمنى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حظا سعيدا لنظيره الأميركي، جو بايدن، في حملته لإعادة انتخابه في عام 2024، بعد أن قدم أردوغان لبايدن نصرا دبلوماسيا من خلال تيسيره مسار انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال أردوغان لبايدن، حين التقي الزعيمان على هامش قمة الحلف في ليتوانيا: «الآن، تستعدون للانتخابات المقبلة، أود أيضا اغتنام هذه الفرصة لأتمنى لكم أفضل الحظوظ».

وأجاب بايدن ضاحكا: «شكرا.. أتطلع للقائك في السنوات الخمس المقبلة».

والتبادل الودي لأطراف الحديث الذي شهده الصحفيون مَثَّل تحولا في العلاقات التي توترت أحيانا بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي بعد أن تخلى أردوغان عن معارضته لمسعى السويد للانضمام إلى الحلف العسكري ضمن سلسلة خطوات أسعدت الولايات المتحدة وأغضبت روسيا.

ويسعى الرئيس الأميركي الديمقراطي البالغ من العمر 80 عاما لفترة ولاية ثانية مدتها 4 سنوات في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

ويريد بايدن جعل قيادة تحالفات دولية جزءا من برنامج حملته الانتخابية.

وفاز أردوغان بفارق طفيف في إعادة انتخابه لفترة ولاية مدتها 5 سنوات في مايو/ أيار ليضيفها إلى عقدين قضاهما في السلطة.

تركزت اهتمامات الصحف التركية، الصادرة اليوم الثلاثاء، على ردود الفعل داخليا  وخارجيا المصاحبة لفوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثالثة، واشارت الصحف إلى مضمون برقيات التهنئة من قادة العالم، باستثناء  «تهنئة باردة» من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبينما المغارضة التركية تلملم جراح الهزيمة، ترى أن فوز الرءئيس أردوغان، أشسبه بـ «انتصار بيروسي»!

رئيس حزب: أردوغان حقق  «نصرا بيروسيا»

ونشرت الصحف التركية، تصريحات رئيس حزب النصر التركي، أوميت اوزداغ، التي جاءت تعليقا على فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثالثة.

 ووصف أوزداغ انتصار أردوغان في الانتخابات «بالنصر البيروسي»، قائلا:  «أدعو جميع المواطنين الذين ينقادون من هزيمة لهزيمة منذ 21 عاما إلى للانضمام لحزب النصر من أجل نصر الشعب التركي..الفترة القادمة ستكون غاية في الصعوبة لتركيا.. أردوغان فاز بالفعل، لكن ما حققه هو نصر بيروسي، فهو هزم أثناء تحقيق هذا النصر.. باختصار لا مجال لليأس.. سنتوج هذا النضال الذي نخوضه بانتصار الشعب التركي».

• ما المقصود بالنصر البيروسي؟

في عام 280 قبل الميلاد أعلن بيروس ملك تارانتوم،  الحرب على الإمبراطورية الرومانية. وفقد بيروس جزء كبير من جيشه نظير الانتصار على الإمبراطورية الرومانية..ولهذا يستخدم مصطلح «نصر بيروسي» للتعبير عن الانتصارات المحققة نظير تكبد خسائر فادحة.

ربيع المعارضة انقضى قبل أن يحلّ..قيادي بـ «حزب الخير» يدعو ميرال أكشنار للاستقالة 

وكتبت صحيفة الزمان التركية: دعا رئيس اللجنة التأديبية بحزب الخير التركي، أدهم بيكال، رئيسة الحزب، ميرال أكشنار، للاستقالة من منصبها عقب نتائج الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بولاية رئاسية ثالثة، متفوقا على مرشح تحالف الأمة المعارض، كمال كيليجدار أوغلو.

 ونشر بيكال تغريدة قال خلالها: إن «الربيع انقضى قبل أن يحل»، في إشارة منه إلى شعار «سيحل الربيع» الذي اختارته المعارضة لحملتها الانتخابية.. واضاف قائلا: «سينقضي الصيف مع المعارضة. الشتاء قادم».

• ولاحقًا نشر بيكال تغريدة أخرى شدد خلالها على ضرورة استقالة ميرال أكشنار من منصبها. ولاقت هذه الدعوة أصداء واسعة بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقدها العديد من أنصار الحزب.

صويلو: السنوات الخمس المقبلة ستكون ذروة قيادة أردوغان

وتناولت الصحف تصريحات وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، عقب فوز الرئيس رجب طيب أردوغان بالانتخابات الرئاسية.

• وقال صويلو، نائب الرئيس أردوغان في حزب العدالة والتنمية الحاكم :«الجميع سيتفهم بشكل أفضل في السنوات الخمس المقبلة ما سيحدث في تركيا».

 وأضاف صويلو: لقد بدأنا للتو. ستكون السنوات الخمس المقبلة ذروة قيادة أردوغان. ستتحول الجغرافيا من حولنا نحو تركيا في السنوات الخمس المقبلة.

إمام أوغلو: عشرات الملايين يشعرون بخيبة أمل شديدة

ومن زاوية المعارضة التركية.. نشرت صحيفة الزمان، بيان عمدة بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بعد الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية وفوز الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات.

• وقال إمام أوغلو في البيان: «لقد انتهت انتخابات 28 مايو. كسياسي يسير على خطى المخضرم مصطفى كمال أتاتورك، الذي قال: السيادة للأمة دون قيد أو شرط، بالطبع، آمل أن تجلب هذه النتائج الخير لأمتنا وبلدنا».

 وأضاف إمام أوغلو: «إنني أدرك أن هناك اليوم عشرات الملايين ممن يشعرون بخيبة أمل شديدة. أولادي الأعزاء، لا تحزنوا. أيها الشباب الأعزاء، لا تثبط عزيمتكم. سيداتي، لا تغضبن أبدًا. أيها السادة، استمروا في السير ورأسكم مرفوعة»

وتابع إمام أوغلو: «حدثت خيبة أمل مماثلة منذ 5 سنوات. لكن بعد تسعة أشهر فقط حققنا نتائج هائلة في الانتخابات المحلية. لقد فعلنا الأشياء الصحيحة وحصلنا جميعًا على نتائج معًا، ونجحنا معًا. لا تقلقوا، كل شيء يبدأ من جديد. تذكر أن الثابت الوحيد هو التغيير».

مصر تسعى لتعزيز العلاقات مع تركيا بعد فوز اردوغان بالرئاسة

وكتلبت صحيفة حريت (أحوال تركيا): وجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، التهنئة لنظيره التركي رجب طيب أردوغان بإعادة انتخابه رئيسا وذلك في اتصال هاتفي بينهما، بحسب بيان لدائرة الاتصال بالرئاسة التركية حيث سيفتح فوز اردوغان على ما يبدو المجال أمام استمرار مسار التطبيع التام للعلاقات بعد جهود بين البلدين لتحقيق التقارب وطي صفحة الخلافات خاصة مع الدعوة لتبادل السفراء، رغم وجود بعض الملفات العالقة على غرار تدخل انقرة في عدد من الساحات ودعم جماعة الاخوان المسلمين التي تصنفها القاهرة إرهابية.

• وقال البيان: إن السيسي أعرب لأردوغان عن «أمله في أن تجلب نتائج الانتخابات الرئاسية الخير للشعب التركي».كما بحث الجانبان «الخطوات التي من شأنها تعميق العلاقات التركية المصرية على كافة الأصعدة وفي مقدمتها الاقتصاد، واتفق الرئيسان على تبادل السفراء بين أنقرة والقاهرة.

نيوزويك: بوتين يفوز في الانتخابات التركية

وتناولت الصحف التركية، تقرير مجلة «نيوزويك» الأمريكية، حول نتائج الانتخابات الرئاسية التركية، بعنوان «بوتين فاز في انتخابات تركيا».

• وجاء في التقرير، يعتبر فوز أردوغان بشرى سارة لبوتين، الذي توترت علاقاته مع العديد من زعماء العالم بعد حرب أوكرانيا التي بدأت في فبراير الماضي.

 وهذا يعني استمرار الوضع الراهن في العلاقات بين أنقرة وموسكو..أردوغان يسير بخط رفيع من خلال دعم أوكرانيا مع الحفاظ على علاقات دبلوماسية وثيقة مع روسيا.

وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن شرعية انتخابات تركيا مأخوذة من نسبة المشاركة العالية للناخبين، إلا أنها أثارت أيضًا تساؤلات حول عدالة النظام الانتخابي.

تهنئة باردة من ماكرون للرئيس أردوغان

وكتبت صحيفة الزمان التركية: بعث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تهنئة فاترة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على فوزه بالانتخابات الرئاسية التركية.

• وهنأ الرئيس الفرنسي ماكرون أردوغان «ببرود» على تويتر، ولفت الانتباه إلى المشاكل القائمة بين البلدين.

وقال الرئيس الفرنسي في تدوينته باللغة التركية: «تواجه فرنسا وتركيا تحديات كبيرة يجب التغلب عليها معًا. عودة السلام إلى أوروبا، من أجل مستقبل حلفنا الأوروبي الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط».

وأضاف ماكرون: «سنواصل المضي قدمًا مع الرئيس أردوغان، الذي أنقل إليه تهنئتي على إعادة انتخابه رئيسا لتركيا».

يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تمديد حكمه إلى عقد ثالث من خلال جولة إعادة الانتخابات الرئاسية التي تجري، اليوم الأحد، في ظل زخم يبدو أنه يسير لصالحه بعد أن انتهت الجولة الأولى بتقدمه على منافسه كمال كليجدار أوغلو.

ويعزز فرص أردوغان في الفوز الأغلبية البرلمانية التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية وحلفاؤه في انتخابات 14 مايو/ أيار.

كما حصل أردوغان على دعم آخر، يوم الإثنين، بعد إعلان السياسي القومي سنان أوغان، الذي حل ثالثا في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، تأييد الرئيس التركي في جولة الإعادة.

ولن تحدد انتخابات يوم الأحد فقط من سيقود البلاد بل وطريقة حكمها، وإلى أين يتجه اقتصادها ومسار سياساتها الخارجية.

أما كليجدار أوغلو، الذي حصل هو الآخر على دعم جديد من زعيم يميني متشدد، فمدعوم من تحالف من 6 أحزاب معارضة منها حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعمه.

ودافع أردوغان، الزعيم الأطول بقاء في السلطة في تركيا الحديثة، عن الاعتبارات الدينية وأسعار الفائدة المنخفضة مع تأكيد النفوذ التركي في المنطقة وتقليص صلات البلد العضو في حلف شمال الأطلسي مع الغرب.

وتجري الانتخابات بعد 3 أشهر من وقوع زلازل مدمرة في جنوب شرق تركيا أودت بحياة أكثر من 50 ألفا.

ماذا ينتظر تركيا بعد الانتخابات؟

أردوغان هو أقوى زعيم للبلاد منذ أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة قبل قرن من الزمان، وأبعد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية البلاد عن نهج أتاتورك العلماني.

كما ركَّز أردوغان الصلاحيات في رئاسة تنفيذية مقرها قصر يضم ألف غرفة على مشارف أنقرة، وترسم من خلاله السياسات فيما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية والمحلية والدولية.

ويقول منتقدوه إن حكومته كممت أفواه المعارضة وقوضت الحقوق وأخضعت النظام القضائي لنفوذها، وهو اتهام ينفيه المسؤولون الذين يقولون إنها وفرت الحماية للمواطنين في مواجهة تهديدات أمنية من بينها محاولة انقلاب عام 2016.

ويقول خبراء اقتصاد إن دعوات أردوغان لخفض أسعار الفائدة أدت إلى ارتفاع التضخم لأعلى مستوى في 24 عاما عند 85% العام الماضي، كما أدت لهبوط الليرة إلى عُشر قيمتها مقابل الدولار على مدار العقد الماضي.

ماذا عن بقية العالم؟

تحت حكم أردوغان، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، فقد شنت 4 عمليات توغل في سوريا وحملة على مسلحين أكراد داخل العراق وأرسلت دعما عسكريا إلى ليبيا وأذربيجان.

خاضت تركيا أيضا سلسلة من المواجهات الدبلوماسية مع القوى الإقليمية، إضافة إلى مواجهة مع اليونان وقبرص بشأن الحدود البحرية بشرق البحر المتوسط، حتى غيرت مواقفها قبل عامين وسعت إلى التقارب مع بعض خصومها.

وأدى شراء أردوغان لأنظمة دفاع جوي روسية إلى فرض عقوبات أمريكية على أنقرة استهدفت صناعة الأسلحة، في حين أثار قربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيكا من منتقدين بخصوص التزام أنقرة إزاء حلف شمال الأطلسي. كما أثارت اعتراضات أنقرة على طلبي السويد وفنلندا الانضمام للحلف العسكري توترات.

ومع ذلك، توسطت تركيا في اتفاق سمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، مما يشير إلى دور ربما يلعبه أردوغان ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. ولم يتضح إلى الآن ما إذا كان هناك خليفة محتمل له قادر على أن يحظى بنفس المكانة التي اكتسبها أردوغان على الساحة الدولية، وهي نقطة أثارها في حملته الانتخابية.

ما هي وعود المعارضة؟

تحالف حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الجمهوري العلماني والحزب الصالح القومي المنتمي ليمين الوسط، مع أربعة أحزاب أصغر على أساس برنامج من شأنه إلغاء الكثير من السياسات التي اتسم بها حكم أردوغان.

فقد تعهدت هذه الأحزاب بإعادة استقلال البنك المركزي والتخلص من سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية.

كما أن المعارضة تعتزم إلغاء رئاسته التنفيذية والعودة للنظام البرلماني السابق، فضلا عن إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

كما تهدف الأحزاب إلى تحسين العلاقات مع الحلفاء الغربيين بما في ذلك الولايات المتحدة، وإعادة تركيا إلى برنامج طائرات إف-35 المقاتلة الذي استُبعدت منه بعد شراء الدفاعات الصاروخية الروسية.

ويعتقد محللون أن السياسات التي تعهدت بها المعارضة قد تحفز الاستثمار الأجنبي.

واستضافت تركيا ما لا يقل عن 3.6 مليون لاجئ سوري يتزايد عدم الترحيب بهم وسط المتاعب الاقتصادية في البلاد.

وسعيا وراء الدعم من الناخبين القوميين في جولة الإعادة، زاد كليجدار أوغلو من حدة نبرته المناهضة للمهاجرين في الأسبوعين الماضيين وتعهد بإعادة المهاجرين إلى بلادهم.

إلى أي مدى يحتدم السباق؟

حصل كليجدار أوغلو على 44.9% من الأصوات في الجولة الأولى مقابل 49.5% لأردوغان، مما يعكس الدعم القوي الذي يتمتع به الرئيس على الرغم من تفاقم أزمة غلاء المعيشة واستطلاعات الرأي التي أظهرت قبل الانتخابات تقدم كليجدار أوغلو.

وعزت مراكز الاستطلاعات في وقت لاحق تلك النتيجة إلى زيادة غير متوقعة في دعم القوميين وقت التصويت.

ويقول أردوغان إن التصويت لصالحه سيضمن الاستقرار بعد أن حصل تحالفه على أغلبية برلمانية.

وكان الصراع التركي المستمر منذ 4 عقود مع حزب العمال الكردستاني عاملا مهما في الحملة الانتخابية، إلى جانب دور الأحزاب السياسية الكردية الرئيسية.

ورغم أن حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد ليس جزءا من تحالف المعارضة، فإنه يعارض بشدة أردوغان بعد حملة استهدفت أعضاءه في السنوات الماضية مما دفعه إلى إعلان تأييده لكليجدار أوغلو.

وشملت انتقادات أردوغان لمنافسه اتهامات، بدون دليل، بتلقيه دعما من حزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمردا منذ الثمانينيات قُتل فيه أكثر من 40 ألفا، وينفى كليجدار أوغلو هذه الاتهامات.