سيناريو خليج الخنازير في فنزويلا.. روسيا تظهر عضلاتها وأمريكا تبحث عن «حليف اضطراري»

تهب على البحر الكاريبي رياحا تحمل مناخ أزمة خليج الخنازير في بداية العام 1961 بين واشنطن وموسكو، والتي أعقبتها أزمة الصواريخ 1962 في كوبا، وكأن التاريخ يعيد نفسه على شواطئ الكاريبي جنوبا في فنزويلا،نفس المشاهد ونفس المواقف تقريبا  في فنزويلا بعد كوبا، وبين واشنطن وموسكو.. وبعد إعلان الإدارة الأمريكية، أمس، أنها تدرس بجدية إمكانية استخدام القوة العسكرية في فنزويلا، وقال ممثل عن الإدارة الأمريكية في مؤتمر صحفي عقده عبر الهاتف مع مجموعة من وسائل الإعلام: «الخيارات الدبلوماسية للعمل تنفد، مما يتسبب في تشديدنا الضغوط الاقتصادية، وكذلك الخيار العسكري، الذي، كما أكده الرئيس ترامب، لا يزال على الطاولة ويستمر النظر فيه، وهذا الخيار جدي للغاية، رغم أنه لا يرغب أحد في حدوث ذلك، لكن لا شك في أن دراسته تجري بجدية».

 

  • وفيما أعربت روسيا والصين عن دعمهما للسلطات الشرعية في البلاد، كشف الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أن بلاده أصبحت ساحة تدريب لحرب من نوع جديد، تركز على استهداف مرافق الدولة الحيوية بالسلاح الكهرومغناطيسي والسيبراني.

 

 فشل عملية النمس الأمريكية : «غزو خليج الخنازير»

وكان خليج الخنازير ـ أحد الخلجان على ساحل كوبا الجنوبى ـ شهد محاولة أمريكية فاشلة لقلب نظام الحكم فى كوبا، بقياده كوبيين منفيين تم تدريبهم في وكالة المخابرات الأمريكية CIA وفي شهر أغسطس/ آب1962 وبعد عدة عمليات فاشلة للولايات المتحدة لإسقاط النظام الكوبي (غزو خليج الخنازير وعملية النمس ) شرعت حكومتا كوبا والاتحاد السوفيتي في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى في كوبا، والتي تعطي الإمكانية من ضرب معظم أراضي الولايات المتحدة، وانتهت الأزمة بالاتفاق على زالة قواعد الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا.

 

توتر ساخن في الكاريبي

وبعد نحو نصف قرن تقريبا ـ 57 سنة ـ تصاعدت الاضطرابات السياسية بين واشنطن وموسكو، في البحر الكاريبي وفي نفس الفناء الخارجي للولايات المتحدة، حيث أرسلت روسيا طائرتين عسكريتين مع حوالى 100 جندى إلى فنزويلا، وربما تسعى روسيا إلى إحداث تأثير رادع على أى احتمال لغزو أجنبى من قبل الولايات المتحدة فى الأراضى الفنزويلية، بينما اعتبرت واشنطن وصول الطائرتين إلى فنزويلا عملا استفزازيا وتدخل فى الشئون الفنزويلية!

ـ

خطوة روسية حققت هدفها

وتُظهر صور الأقمار الصناعية نشر مجمعات صواريخ S 300 بالقرب من العاصمة الفنزويلية «كراكاس» في قاعدة مانويل ريوس العسكرية، وهي في حالة جاهزية قتالية. ويُرجع بعض المراقبين رفع جاهزيتها القتالية إلى وصول الأخصائيين العسكريين الروس مؤخرا..ربما، يكون في هذه الخطوة الاستعراضية إشارة لواشنطن، وقد حققت هدفها، بالنظر إلى ردة فعل واشنطن التي حذرت روسيا بشأن وجودها العسكرى فى فنزويلا..ووفقا للمحللين فإنه يرجح أن تكون موسكو قد نقلت تقنيات عسكرية فى إطار جهودها لمساعدة الرئيس نيكولاس مادورو، على الاحتفاظ بالسلطة، فى الوقت الذى تسعى واشنطن إلى الإطاحة به، ووافق مجلس النواب الأمريكي،على مشروع قانون يهدف إلى إبطال النفوذ الروسي في فنزويلا، وتم اعتماد الوثيقة بالإجماع.

 

روسيا: حماية سيادة فنزويلا دون صدام عسكري

ورفضت الخارجية الروسية ما تردد حول تدخل روسيا عسكريا في فنزويلا، مؤكدة أن الخبراء الروس موجودون في هذه الدولة الأمريكية اللاتينية وفقا لاتفاق التعاون العسكري التقني بين البلدين، والذي تم توقيعه في مايو/ آيار 2001 وأكد بيان الخارجية الروسية، أن واشنطن تتخذ إجراءات متعمدة لزعزعة الاستقرار في فنزويلا، وقد تستخدم جزيرة كوراساو الهولندية موطئ قدم لتدخل عدواني في فنزويلا تحت غطاء الشعارات الإنسانية.

 

  • ويرى الخبير العسكري الروسي، بوريس روجين، انه عندما يتمركز جنود من قوة نووية في فنزويلا، سوف يغير الوضع، ويجبر الأمريكيين على تعديل سلوكهم بخصوص فنزويلا..ويشير البروفيسور في أكاديمية العلوم العسكرية، المتخصص في الشؤون الأمريكية، سيرغي سوداكوف، إلى أن روسيا تسعى إلى حماية سيادة فنزويلا دون صدام عسكري.

 

قصة «الحليف الاضطراري»

ما وصفته الدوائر العسكرية في واشنطن بـ « استعراض عضلات روسيا في فنزويلا»، كان رادعا لتنفيذ السيناريو الأمريكي بالتدخل العسكري لإسقاط نظام الرئيس نيكولاس مادورو، ولذلك لجأت واشنطن للبديل، وهو «حليف اضطراري»،بالسعي لضم البرازيل إلى حلف الناتو، وهي خطوة فاجأت حلفاء واشنطن في الناتو، ولكن واشنطن تضع في حسبانها، تطبيق المادة 5 من ميثاق الناتو، بعد أن تصبح البرازيل عضوا فيه، والتي تفترض ردا عسكريا من جميع دول الحلف، إذا تعرض أي منها للعدوان. وهكذا، فأي استفزاز ترتبه الولايات المتحدة على حدود فنزويلا والبرازيل يمكن أن يعتبره الأمريكيون «عدوانا على عضو في الناتو من قبل كاراكاس»، الأمر الذي سيجبر الحلف بأكمله على استخدام قوته العسكرية ضد المعتدي.

 

السيناريو الأكثر احتمالا.. ما حدث ضد «نيكاراغوا» في الثمانينات

ويؤكد خبير المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية، إيغور بشينيتشنيكوف، أن جميع الخطط الأمريكية «غير الدموية» تفشل، واحدة تلو الأخرى. لذلك، تبقى القوة سبيلا وحيدا بيد واشنطن، ومن الواضح أن الولايات المتحدة تفكر في كيفية القيام بعمل عسكري ضد فنزويلا، بمشاركة القوات المسلحة الكولومبية والبرازيلية. وفي الوقت نفسه، فإن الفشل المحتمل للغزو المسلح المباشر سوف ينهي آمال ترامب بولاية ثانية. وهذا عامل بالغ الجدية يفسر سبب عدم إصدار ترامب الأمر بعد بمهاجمة فنزويلا. وهكذا، يبقى السيناريو الأكثر احتمالا هو استخدام البرازيل وكولومبيا كقاعدة للمرتزقة، الذين سيشنون حرب عصابات ضد السلطات الفنزويلية. هكذا تصرفت الولايات المتحدة في الثمانينات ضد نيكاراغوا.

 

السلام النووي

ويقول خبراء روس، إنهم في أمريكا، واثقون من أن نزاعا مسلحا بين الولايات المتحدة وروسيا في حال التخطيط السليم لن يؤدي إلى تبادل الضربات النووية، في حين أنه يحقق الأهداف السياسية المطلوبة.. ويشير الخبراء العسكريون: : ناثان جينينغز، وآموس فوكس، وآدم تاليافرو، إلى  الفكرة المنتشرة على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وفي روسيا، وهي أن الحروب الموضعية ممكنة في ظل استقرار السلام النووي، وبمعنى آخر، بحسب المحلل الروسي الكسندر سيتنيكوف، فإن البنتاغون قادر نظريا على إشعال حرب محلية مع الجيش الروسي على أراضي دولة ثالثة دون خوف من «رد نووي»، ففيما كانت المواجهة الكامنة بين الولايات المتحدة وروسيا ممكنة حتى وقت قريب فيما يسمى بالنزاعات الهجينة، فإن الأمريكيين مستعدون اليوم لرفع المستوى إلى معارك خاطفة مع التدخل اللاحق للسياسيين الذين سيجنون الفوائد أو يحصون الخسائر.

 

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]