«سيناريو قاتم» يهدد منظومة الأمن والسياسة في لبنان
يبدو أن أزمة لبنان «مستعصية على الحل»، مع تعقيدات ثلاثية: «أزمة تعثر تشكيل الحكومة الجديدة»، و«أزمة التوافق على اسم الرئيس الجديد» قبل يوم 31 اكتوبر/ تشرين الأول، و «أزمة تدهور الوضع الاقتصادي والمالي»، مما فرض مخاوف داخل الشارع اللبناني، على المستويين الرسمي والشعبي، من «سيناريو قاتم» في صورة انفلات أمني، بحسب تعبير الدوائر السياسية في بيروت، يؤدي إلى «فوضى عارمة» تهدد منظومة الأمن والسياسة في لبنان .
دوافع الفوضى والانفلات الأمني
وبات الخوف والقلق متلازمين داخل لبنان من «الفوضى والانفلات الأمني»، وهي حالة قد تكون القوى الأمنية غير قادرة على ضبطها، في ظل استفحال الأزمة المالية والاقتصادية وانعكاسها على الوضع المعيشي، والتفلّت المستمر للدولار وملامسته عتبة الأربعين ألف ليرة مما يضع اللبنانيين أمام منعطف خطير لا قدرة لهم على مواجهته، وتشير صحيفة اللواء اللبنانية، إلى أن لبنان الغارق في الظلمة الدامسة منذ أكثر من أسبوعين لم يعد أهله ينتظرون من المسؤولين أن يحلّوا أزمتهم، فالدولة بكافة أجهزتها وإداراتها ورئاساتها لا يحرّكون ساكناً إزاء الوضع القائم وكأن الأمر خارج عن إرادتهم جميعهم.
ارتفاع معدلات السلب والسرقة
ولعل ما فاقم هذه المخاوف من الفوضى والانفلات الأمني، حالات الاقتحامات لعدد من المصارف من قبل مودعين احتجزوا رهائن، وهددوا بالسلاح الموظفين للحصول على ودائعهم المحتجزة منذ عام 2019، وهي ظاهرة يرجح كثيرون أن يكون من الصعب ضبطها بعدما بات القسم الأكبر من هؤلاء المودعين على يقين أنهم لن يحصلوا على أموالهم في وقت قريب في ظل تلكؤ الحكومة، بعد مرور 3 سنوات على الأزمة، في إقرار خطة اقتصادية مالية واضحة تحدد مصير ودائعهم.
وتترافق هذه الظاهرة مع ازدياد معدلات السلب والسرقة، مع ترجيح مصدر نيابي في تكتل نواب «التغيير» أن ترتفع هذه المعدلات مع ارتفاع سعر الصرف وبلوغه مستويات غير مسبوقة.
استعداد الأجهزة الأمنية
بينما لا يخفي وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، بسام المولوي، القلق من احتمال أن الأسوأ قادم، وقال في تصريحات صحفية: إن «الأزمات الاجتماعية الناتجة عن الواقع المالي والاقتصادي المعروف تجعلنا نتحسب لإمكانية حدوث فوضى، وبذلك تبقى الأجهزة الأمنية حاضرة ومتيقظة وبحالة جهوزية، ونحن نعول على وطنية القوى الأمنية ووعي قياداتها، فتبقى هذه القوى واعية وحاضرة لخدمة الوطن وحماية المجتمع..»
- وهكذا.. بات الخوف حقيقياً من فوضى، سواء كانت نتيجة رد فعل الناس على مآسيهم، أو نتيجة سعي فرقاء داخليين لتأزيم الوضع في مرحلة نهاية ولاية الرئيس ميشال عون لخلق مبررات لإبقاء الرئيس الحالي بالقصر أو تشكيل حكومة بشكل مشوه، بحسب تعبير رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري – أنيغما» رياض قهوجي
تشكيل الحكومة.. خطوة لحل الأزمات
وترى قوى سياسية وطائفية في لبنان، أن الخطوة الأولى على طريق مواجهة الأزمات تمثل في تشكيل الحكومة الجديدة.. ويؤكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله»، الشيخ نبيل قاووق، أن “تشكيل الحكومة هو مصلحة لجميع اللبنانيين، لأن مواجهة هذه الأزمات والتخفيف منها لا يمكن أن يتم من دون حكومة كاملة الأوصاف والصلاحيات، وهي مصلحة لبنانية لجميع اللبنانيين والأحزاب والقوى، لا سيما وأن لبنان في أسوأ مراحله وأزماته، ولا يحتمل مزيدا من افتعال أي أزمات جديدة. وبينما جدد البطريرك بشارة الراعي، في عظة اليوم الأحد، مطالبته بتشكيل حكومة جديدة قادرة، وبانتخاب رئيس للجمهورية قبل 31 اكتوبر/ تشرين الأوّل، يكون رئيساً متمكّناً من كل المواصفات التي يُجمع اللبنانيون عليها.
توقعات بتشكبل لحكومة.. قريبا!!
وفي هذا السياق، تحدث النائب السابق علي درويش عن معطيات جديدة تشير الى وجود تقدم على مستوى تشكيل الحكومة، وأن «رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي أكثر من جديّ لتشكيلها اليوم قبل الغد، وأن كلامه للإعلاميين أثناء مغادرته القصر الجمهوري يعطي انطباعاً بأن تشكيل الحكومة أصبح قريباً جداً، ومن المفترض أن يقوم فور عودته من بريطانيا ونيويورك بعمل حثيث وعالي الوتيرة حتى تشكيل حكومة»..
ورجح «درويش»، أن تتشكل الحكومة من ٢٤ وزيراً مع تعديلات تسهيلاً لإعادة خلط التوازنات.