إجراءات صارمة اتخذتها قوات الأمن الكاميرونية بسبب وجود تهديدات خطيرة لمنتخبات المجموعة السادسة بكأس الأمم الإفريقية، والتي تضم مالي وتونس وموريتانيا وجامبيا، وصلت إلى اضطرار المنتخب التونسي لإلغاء تدريباته، التي كانت مقررة  الأربعاء الماضي.

وتلقت بعثة تونس تعليمات واضحة من السلطات في مدينة ليمبي الكاميرونية، بضرورة الالتزام بالبقاء في مقر الإقامة بسبب الوضع الأمني الخطير في المدينة.

كل ذلك؛ كان وراء خوض المنتخب التونسي تدريباته، أمس الخميس، في مدينة ليمبي الكاميرونية تحت حراسة مشددة من قبل قوات الجيش الكاميروني، بعد التهديدات الأخيرة من قبل جماعات مسلحة باستهداف الوفود المشاركة في كأس الأمم الإفريقية 2021.

وتستضيف مدينة بويا، التي شهدت العديد من الاشتباكات بين الجيش الكاميروني والمتمردين، مباريات المجموعة السادسة بكأس الأمم الأفريقية، حيث تقع على مسافة ساعة بالسيارة ابتعادا عن مدينة ليمبي غرب الكاميرون التي تشهد أحداث عنف.

تخوفات من سيناريو مرعب

تلك الأجواء أعادت إلى الأذهان المشهد المروع الذي وقع في الثامن من يناير 2010،  عندما كانت القوات المسلحة الأنجولية ترافق حافلة منتخب توجو لكرة القدم عبر المنطقة المتنازع عليها عسكرياً في كابيندا.

وتعرضت تلك الحافلة التي تقل المنتخب التوجولي لهجوم عسكري مسلح، بينما كانت في طريقها إلى كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 2010, وأدى تبادل إطلاق النار إلى مقتل مساعد مدرب المنتخب والمتحدث باسمه وسائق الحافلة، فضلاً عن إصابة عدة أشخاص آخرين.

أحداث إرهابية في المدينة

وعلى الرغم من التعزيزات الأمنية لمنع وقوع أحداث عنف في المدن الكاميرونية خلال البطولة، أصيب 11 طالبا بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة فى جامعتهم بمدينة بويا جنوب غربي الكاميرون عاصمة إحدى المنطقتين الناطقتين بالإنجليزية، اللتين تخوض فيهما جماعات مسلحة تمردا انفصاليا.

وقال نائب عميد الجامعة هوراس نجومو مانجا فى تصريح لإذاعة “سى ار تى في” الحكومية الكاميرونية، إن “العبوة الناسفة ألقيت من سطح مدرج الجامعة وسقطت على الأرض وانفجرت”.

تلك العملية الإرهابية جعل القلق يدب في قلوب المنظمين للبطولة الإفريقية وسط تخوفات من وقوع أضرار للمنتخبات المشاركة، والقريبة من مناطق التي تشهد توترات أمنية.

ويشير مراقبون إلى أن السبب وراء التخوفات يتمثل في وجود العديد من التنظيمات الإرهابية في مناطق حدودية، فعلى سبيل المثال أدى اختراق جماعة بوكو حرام الكاميرون من خلال بحيرة تشاد والحدود مع نيجيريا إلى حدوث أعمال العنف التي شنتها ضد سكان بلدات وقرى أقصى شمال البلاد في مقتل أكثر من 27 ألف كاميروني وتشريد نحو مليوني آخرين في الفترة ما بين 2009 و2019.

ويخشى البعض من لجوء تنظيم داعش أو بوكو حرام إلى تنفيذ هجمات انتحارية خلال البطولة بهدف إحداث صدى إعلامي

انطلاق المواجهات بتعزيزات أمنية

وانطلقت أولى مباريات البطولة الأفريقية الأحد المنصرم، وسط مخاوف أمنية لا سيما في المناطق الغربية، التي تشهد هجمات متباعدة بين متمردين انفصاليين على المدنيين والجيش منذ عام 2017.

انفجار الأربعاء الماضي، وقع في في مطعم وجبات موضّبة بليمبي، ذاتها، ما يجعل تهديدات الانفصاليين بتعطيل البطولة الإفريقية “جدية”.

بوكو حرام ومجموعة مصر والسودان

على الرغم من ابتعاد المجموعة التي تضم فريقي مصر والسودان عن المناطق التي تشهد توترات أمنية، إلا أن ذلك لم يمنع بعض المتابعين للوضع الأمني في الكاميرون من الإشارة إلى وجود «قلق محدود» على منتخبات المجموعة الرابعة التي تضم مصر ونيجيريا والسودان وغينيا بيساو.

تلك التخوفات مصدرها أن المقر الرئيسي لجماعتي بوكو حرام وداعش في غرب أفريقيا يقع في نيجيريا، ما يجعل من مدينة جاروا الشمالية، التي تستضيف المجموعة الرابعة، هدفا للعمليات المحتملة التي يتوقع البعض حدوثها بغرض إحداث صدى إعلامي واسع.