شاعرة فلسطينية: على “عباس” إعادة التفكير في لهجته الناعمة
أثار الخطاب السياسي للسلطة الفلسطينية، المتمثل في رئيسها محمود عباس، والذي حمل موقفها إيذاء تصريحات بنيامين نتنياهو- رئيس حكومة الاحتلال، قبل يومين، بأن الحاج أمين الحسيني هو مرتكب الهولوكوست، استهجان الكثير من المثقفين الفلسطينينعبر صفحاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو في تصريحاتهم للصحف العربية المختلفة.
“الغد العربي” التقت الشاعرة الشابة أثير صفا، بنت الداخل الفلسطيني، التي علقت على الخطاب قائلة، “على السلطة الفلسطينية، إعادة التفكير باللهجة الودية التي تحافظ عليها في خطابها السياسي، فهذا الفجور في المغالطة التاريخية لا يُقابل بأية “نا” ناعمة تتوخى السلمية، والسلمية مصطلح أفضى التلاعب اللغوي والسياسي والأيديولوجي إلى إلصاقه أيضًا بالمقاومة.. أي إقحام هذا؟! يبدو أن مثل هذا الواقع المشوه يستوجب الكثير من التهجينات على كل المستويات.
علقت «أثير» على كلمة عباس “نحن نمد أيدينا للسلام“، قائلة: ولكن “نا” هنا ضمير عائد على من؟! ما أراه في الواقع هو شبان وأولاد مثل التفاح يمدون أيديهم بالحجارة والسكاكين! فهل الـ”نا” هنا تعبّر عن تضخّم في الأنا وصيغة جمع لمفرد اختص بها الرئيس الفلسطيني نفسه؟ أم تعبّر عن الكليّة الفلسطينية التي قد تقطع يدها قبل أن تمدها للسلام؟!
أما عن وصف الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة، بـالـ”هبّة”، من قبل بعض وسائل الإعلام، قالت ساخرة: هذا اسم “الدلع” للانتفاضة الفلسطينية الأخيرة، وهي التسمية التي اصطفاها الإعلام، للنأي بالواقع عن الحقل الدلالي التاريخي، الذي تنضوي عليه الانتفاضة.
وأضافت الشاعرة أن هذه التسمية في النهاية لا تخلق إلا المفارقة، لأن المشهد في الشارع لا يتطابق مع المشهد المصور والمصدر والمعدّل والممنتج والمخفف، الذي يتصدّر المنصات الإعلامية والسياسية.
وتصف الشاعرة جيل المقاومة الجديد: قد لا تخلق الهزائم انكسارًا في النفس بقدر ما تخلقها الاتفاقيات، المدهشة منها، تلك التي لم يمهّد لها التاريخ كفاية، ولم يعطنا الزمن حقنا في استشراقها. وجيل هذه الانتفاضة جاء إلى الحياة بعد أوسلو، لا عهد له بكسرة العين، عرف شر المحتل ولم يُجِد بعد اختصاره، لا تخاطبه الصحف أو النشرات الإخبارية أو التصريحات السياسية العقلانية.
هو جيل لا يعي المعنى المجرد والمتخيّل للسلام والتسوية والتهدئة، ولا عبثية المفاوضات، لأنه لم يتعاطَ مع غير الواقع ولم يُدفع إلا به، هو الذي دكهم دكًا فيتشكلوا وفق وقعه ومعطياته، والواقع في الآخر “احتلال”.
