شاهد| دفن زين العابدين بن علي في المدينة المنورة

يحيي التونسيون الذكرى الـ 12 للثورة وسط تباين للمواقف الشعبية والسياسية حول حصيلة هذه الأعوام، وما إن كانت الثورة قد تمكنت من تحقيق أهدافها التي ثار من أجلها التونسيون.

ففي 14 يناير/كانون الثاني من عام 2011، رفع التونسيون شعارات: “الشغل والحرية والكرامة”، وخرجوا في مظاهرات حاشدة مطالبين برحيل الرئيس، زين العابدين بن علي، ومحاسبة الفاسدين في أجهزة الدول.

ورغم أن بن علي رحل، إلا أن الشعب بقي بثورة حققت لهم حرية التعبير دون تحقيق باقي الأهداف الاقتصادية والسياسية، إذ تراجع مستوى عيش التونسيين ومقدرتهم الشرائية واستفحلت مؤشرات الفقر والبطالة.

وعاش التونسيون طيلة الـ 12 عاما الماضية بين انقسامات السياسيين وصراعاتهم.

وقال أحد المواطنين إنه طيلة تلك الأعوام لم يحظ التونسيون بأي شيء يفرحهم، فقط الكدح والحزن، بينما قال آخر إن الثورة لم تحقق أهدافها، بل على النقيض ازدادت الأمور صعوبة.

وفي ظل الأزمات المتراكمة، بات جزء كبيرا من التونسيين يشككون في صحة مسار ثورتهم التي استغلتها عديد الأطراف من الداخل والخارج وفق مقارباتهم.

فإلى اليوم ما زال واقع الاحتجاجات كما هو وما يزال الشارع الغاضب يرفع نفس المطالب الشغل والكرامة رغم ما تحقق من حريات عامة لم تكن موجودة، من بينها: حرية التظاهر وحرية الصحافة والنشر.

وقال الباحث في الشأن السياسي، مراد علالة، إن حصاد الثورة كان سلبيا في مجمله، وكانت الآمال أكبر بكثير مما تحقق، مؤكداً أن التونسيين يتمتعون اليوم بهامش من الحرية لا يمكن لأحد انتزاعه منهم، وربما تتغير الأوضاع إذا توافرت الإرادة السياسية.

في 2011 تخلص التونسيون من منظومة حكم الرئيس بن علي، واليوم، باتوا يحاربون منظومة أخرى أشد فتكا بحسب رأيهم، منظومة “حكم الإخوان” التي مسكت زمام الحكم لسنوات وما زالت انعكاساتها على الوضع ملموسة.

أفاد مراسل الغد، بأن التونسيين يحتفلون بذكرى الثورة الـ 11 للمرة الأولى بتاريخ 17 ديسمبر، إذ كان الاحتفال خلال الـ 10 سنوات الماضية يجرى في الـ 14 من ديسمبر، وهو تاريخ إسقاط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وأضاف مراسلنا، اليوم الجمعة، أن أعدادا غفيرة من أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد تجمعوا وسط العاصمة بشارع الحبيب بورقيبة، للاحتفال بذكرى الثورة وسط إجراءات أمنية مشددة.

وأشار إلى أن من المرتقب أن يلقي الرئيس التونسي كلمة خلال الساعات القادمة، لتوضيح النقاط التي كان قد أعلن عنها بشأن تعطيل الدستور، وعدد من القضايا الأخرى.

وأكد أن التونسيين المشاركين في إحياء ذكرى الثورة طالبوا الحكومة بتطهير القضاء، وحل المجلس الأعلى للقضاء.

وأشار إلى أن عددًا آخر من المواطنين الرافضين لقرارات الرئيس التونسي، تجمعوا في الجهة المقابلة من إقامة الاحتفالات، بينما فصل بينهما سور حديدي.

ورفع المحتجون شعارات مؤيدة لقرارات الرئيس ومنددة بالفساد والإرهاب.

وكان الرئيس قيس سعيد قد أعلن تغيير تاريخ الاحتفال بثورة 2011 إلى السابع عشر من الشهر الحالي بدلا من الرابع عشر من يناير.  وفي المقابل خرجت مظاهرات رافضة لقرارات الرئيس التونسي منذ الخامس والعشرين من يوليو.

قالت الرئاسة التونسية، يوم الأربعاء، إن سويسرا حولت 3.5 مليون دينار تونسي (1.27 مليون دولار) من أصول خاصة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي إلى البنك المركزي التونسي.

وتابعت الرئاسة، في بيان مساء الأربعاء: «تندرج هذه التحويلات في إطار إنابة قضائية دولية مؤرخة في 10 سبتمبر 2020 في ما يتعلق بقضية الرئيس الأسبق زين العابدين بن على وأقربائه صادرة عن السلطات القضائية التونسية وتبعا للمساعي الديبلوماسية المبذولة في هذا الشأن».

وأردفت: «وإذ يبدو هذا المبلغ زهيدا مقارنة بمبالغ أخرى لا تزال في الخارج، فإن استرجاعه يعد دليلا على أن العمل بجد وإخلاص يمكن أن يساهم في استعادة بقية المبالغ».

وجددت رئاسة الجمهورية، في هذا الإطار، التزامها بمواصلة المساعي الديبلوماسية واتخاذ الخطوات القانونية اللازمة لاسترجاع الأموال المنهوبة وعدم التفريط في أي مليم من أموال الشعب التونسي.