شبيجل بعد فوز أردوغان: سيناريوهان أمام تركيا
قالت مجلة شبيجل الألمانية إن تركيا تنتظر سيناريوهين في أعقاب الفوز الذي حققه الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أجريت أمس الأحد، وفقا لما يلي:
السيناريو الأول الضعيف هو أن تسعى المعارضة إلى إثبات تزوير الانتخابات وتدعمها احتجاجات في جميع أنحاء البلاد للحصول على أي فرصة للنجاح، في بلد يخلق أردوغان الحقائق حسب رغبته، بحسب شبيجل.
السيناريو الثاني الأكثر احتمالاً، وهو أن يحكم أردوغان الآن بيد حديدية، ويعاقب المنتقدين بلا رحمة، ويقمع المتظاهرين بمزيد من الوحشية، بحسب المجلة الألمانية.
ومع فوز أردوغان بالانتخابات، يدخل النظام الرئاسي حيز التنفيذ، ويصبح الرئيس التركي، هو رئيس الدولة والحكومة في نفس الوقت، ولديه صلاحيات أكبر من ذي قبل وفقًا للدستور.
وفى حال حدوث السيناريو الثانى، فسيتم إخماد الاحتجاجات في وقت قصير، وستختفى الأصوات الناقدة فى الفترة المقبلة خوفاً من رد فعل أردوغان القاسي، بحسب المجلة.
وأردف التقرير: “في عام 2015 ، عندما خسر حزب العدالة والتنمية امتلاك السلطة الكامل، دفع أردوغان إلى إجراء انتخابات جديدة وأغرق البلاد عمداً في الفوضى، فالرئيس التركى يمكنه توفير الأمن للبلاد، فقط إذا حصل على الأغلبية المطلقة، وحينها، أخذ معه البلد كله كرهينة، وأظهر بشكل صارخ كم هو متمسك بالسلطة”.
وواصلت شبيجل: “العزاء المرير الآن، هو أن تركيا سوف تنجو من صدامات دموية كما حدث في ذلك الوقت”.
ومضت تقول: “مرة أخرى أردوغان هو الفائز، ورغم وجود تزوير وترويع وعنف، لكن الأتراك قرروا هذه النتيجة بأنفسهم، لأنهم يريدون قائدًا قويًا، على حد قولهم”.
وأوضحت المجلة الألمانية أن هناك نمطا سياسيا تسير عليه تركيا منذ عام 2001، وهو أن يفوز رجب طيب أردوغان على الدوام”.
وواصلت: “كم مرة سقطت التنبؤات بنهاية سلطته؟.. وكم مرة تم القول بإنه سيخسر في الانتخابات القادمة بسبب طبيعته السلطوية ، وبسبب الحرب التي شنها في بلاده، وبسبب اضطهاده للمنتقدين وقمعهم، وبسبب وحشيته تجاه المتظاهرين، وبسبب قمعه لحرية التعبير والصحافة، وبسبب التضخم والديون، والانخفاض الكبير في قيمة الليرة التركية، وبسبب أسلمة البلاد، والفساد الذي تورطت فيه عائلته ، وبسبب السياسة الخارجية الكارثية والحرب في سوريا؟”.
وواصلت: “قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ذكرت تقارير أن المعارضة ستضيق الخناق على الرئيس التركى، وأن “محرم إنجه”، قائد أكبر أحزاب المعارضة( الشعب الجمهوري) سينهي سلطة أردوغان”.
لكن كل ذلك لم يعكر صفو الرئيس التركى أردوغان، الذى أعلن فوزه مجددا مرة أخرى لفترة ولاية جديدة.
وحدثت الانتخابات ظل ظروف صعبة، حيث تم إعلان حالة الطوارئ بعد فشل محاولة الانقلاب في يوليو 2016.
وأبلغت المعارضة مراقبي الانتخابات ببعض المخالفات التي ارتكبها النظام التركي لا سيما في جنوب شرق البلاد، حيث يعيش الأكراد، ولا يتمتع أردوغان بشعبية خاصة، وشكوى من وجود مسلحين، حاولوا ترهيب الناخبين.
وأوضحت “شبيجل”، أن كل هذه الادعاءات لا يمكن التحقق منها بنسبة 100 % وربما تكون مجرد “دعاية” للمعارضة.
وتحدث حزب الشعب الجمهوري عن محاولات التزوير الرقمية من وكالة الأناضول الرسمية للدولة بهدف إضعاف معنويات المعارضة.
و أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون التركية أن أردوغان هو الفائز، قبل وقت طويل من تأكيد النتيجة رسميًا، كما أعلن الرئيس التركى نفسه فائزًا، قبل انتهاء الفرز.
وفي وقت لاحق، أكدت لجنة الانتخابات التركية فوز أردوغان.
لكن هناك شيء واحد مؤكد، بغض النظر عن التزوير المحتمل في الانتخابات، أن العديد من الناس في تركيا، صوتوا للرئيس التركي، فهم يتبعونه، ويريدونه كقائد قوي.
وكانت الفرصة الوحيدة أمام المعارضة هي أن يظل أردوغان دون مستوى الـ50 في المئة، وبالتالي يدخل في جولة الإعادة أمام إنجه، صاحب المركز الثاني.
