سلط برنامج “مدار الغد”، الضوء على الاتهامات المتبادلة التي تتصاعد حدتها ما بين أثينا وأنقرة، فتركيا تتهم اليونان بالكذب والتهرب من الحوار، بينما تطالب اليونان تركيا بالكف عن تهديداتها قبل بدء أي محادثات برعاية حلف شمال الأطلسي.
و ما بين الكذب والتهديد، تتزايد التوترات في شرق المتوسط، وتتصاعد معها الدعوات بفرض عقوبات أوروبية على نظام أردوغان.
في هذا السياق، قال المحلل السياسي شادي الأيوبي، إن الحوار يتعرقل لأن جميع الأطراف التي لها علاقة بالمشكلة في شرق المتوسط ثابتة على مواقفها ولكن بشكل دبلوماسي.
وأوضح في تصريحات لـ”الغد”، أن اليونان لا تزال مصرة على شكل ومضمون الحوار، وتركيا على موقفها بأن لها حقا في هذه المنطقة ولا تخضع للتهديدات، وكذلك الفرنسيون الذين يتمسكون بإخضاع تركيا إلى اختبار حسن نوايا، ويؤكدون أن أنقرة تلقت الرسالة، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
فيما أكد الكاتب والمحلل السياسي طارق وهبي، أن فرنسا تصر على تطبيق عقوبات اقتصادية ضد تركيا في القمة الأوروبية المقبلة.
وأشار وهبي إلى أن فرنسا تتمسك بمسار التوافق بين المصالح المشتركة للدول، ورغبت عبر قيادة حلف أوروبي في جنوب المتوسط، مساندة اليونان وقبرص ضد ما يسميه الفرنسيين “الهيمنة التركية” في شرق المتوسط أي العبث بمواقع لها علاقة بالقانون الدولي وقانون البحار الذي وقعت عليه اليونان وقبرص في حين أن تركيا لم توقع على هذا القانون.
بينما لفت أستاذ العلاقات الدولية جامعة إسطنبول الدكتور سمير صالحة، إلى وجود 3 مسارات أساسية مقبلة ستحدد مستقبل الخلاف بين اليونان وتركيا.
وقال صالحة إن المسار الأول يتعلق بنتائج القمة الأوروبية المقبلة، والمسار الثاني حول ما يحدث بين أنقرة وآثينا، والمسار الثالث عن وضعية التكتلات الإقليمية في الأيام المقبلة.
يأتي ذلك، وسط تصاعد لهجة التهديد بين تركيا وفرنسا واليونان بسبب الأزمة حول موارد الطاقة شرق البحر المتوسط، في حين يخفي حلف الشمال الأطلسي “الناتو” أسرار التحقيق الذي يجريه حول المواجهة البحرية بين سفينتين فرنسية وتركية في يونيو الماضي.
ويؤكد دبلوماسيان أن التحقيق الذي يجريه حلف الناتو حول الحادث البحري بين أنقرة وباريس صنف على أنه “حساس للغاية” بحيث لا يمكن مناقشته علنا وإلقاء اللوم على طرف بعينه، في ظل الحرب الكلامية بين الطرفين، وفقا لصحيفة “إيكاثيمرني” اليونانية.
وتصاعدت مؤخرا حدة النزاع بين أنقرة وأثينا بعدما أرسلت تركيا سفنا للتنقيب عن النفط في المتوسط، في حين أرسلت فرنسا الشهر الماضي قطعا بحرية إلى المنطقة لمساعدة سفن حربية يونانية في المياه المتنازع عليها.
