شروط الروس وحسابات الغرب وراء تعقّد الأوضاع في أوكرانيا
ما زالت الأزمة الروسية الأوكرانية تراوح مكانها، بسبب إصرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) على التمدد شرقا، في حين ترفض موسكو نشر أي أسلحة عبر الحدود لدواع أمنية.
وكشفت صور التقطها قمر صناعي تابع لشركة أمريكية خاصة، أن روسيا واصلت تعزيز قواتها في شبه جزيرة القرم وبالقرب من أوكرانيا في الأسابيع الماضية، في حين تواصل في الوقت نفسه الضغط على الولايات المتحدة لإجراء محادثات بشأن ضمانات أمنية تطلبها.
ويتهم قادة الولايات المتحدة وأوروبا وأوكرانيا روسيا بحشد قواتها مجددا قرب الحدود الأوكرانية منذ أكتوبر، وذلك بعد حشد سابق في أبريل.
وتحشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي عبر الحدود، أما أوكرانيا فتحشد أكثر من 50 ألف جندي.
وتمتلك روسيا 13 ألف دبابة، فيما تمتلك أوكرانيا نحو 2400 دبابة، كما تستعد القوات الروسية لنشر منظومات دفاعية متطورة معروفة باسم “إس 400″، بينما لا تمتلك أوكرانيا أي مضادات حديثة.
تقديم تنازلات
وفي السياق، قال الباحث السياسي، زاهي علاوي، إن أطراف الأزمة الأوكرانية يعلمون جيدًا أنه يجب تقديم تنازلات لأن التعنت والإصرار على المواقف لن يفيد أحدا.
وأضاف علاوي خلال مشاركته في برنامج “من لندن” أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف (الناتو) أبدوا استعدادهم للتفاوض مع روسيا بشأن أوكرانيا.
كما أوضح علاوي أن روسيا تشترط على الغرب عدم ضم أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي مع ضمان عدم نشر أسلحة متطورة بالقرب من الحدود الروسية.
كما أوضح علاوي أن هناك تباينا في مواقف الدول الأوروبية بسبب المصالح المشتركة مع روسيا حيث تمد موسكو أوروبا بالغاز.
يشار إلى أن الأزمة الأوكرانية هي أزمة سياسية نشأت بعد غزو روسيا لبعض المناطق، حيث ضمت (منطقة القرم الأوكرانية) المتمتعة بحكم ذاتي في مارس 2014.
وشجع الغزو الروسي المواطنين الناطقين بالروسية في الاضطرابات، حيث تحولت في أوبلاست دونيتسك ولوهانسك أوبلاست إلى حرب شبه وطنية (من أبريل 2014) ضد الحكومة الأوكرانية ما بعد الثورة.
ومع تقدم النزاع، تحولت المعارضة الأوكرانية الروسية إلى تمرد مؤيد لروسيا، وغالبًا ما يدعمه ويساعده الجيش الروسي وقواته الخاصة.
ويقول الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وغيره من القادة، إن موسكو على ما يبدو تدرس شن هجوم على أوكرانيا بحلول الشهر المقبل، وهو ما نفته موسكو مرارا.
ويرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن توسيع الحلف الأطلسي ليشمل دولا من الكتلة الشرقية السابقة هو السبب العميق للأزمة الروسية الغربية، لأن الحلف في نظر الكرملين هو التهديد الرئيسي لأمنه الإستراتيجي.
واقترح بوتين، هذا الشهر، على الولايات المتحدة وحلفائها توقيع معاهدتين تنصان خصوصا على منع أي توسيع مستقبلي للحلف، وكذلك أي تعاون عسكري في ما تعتبره روسيا منطقة نفوذها.
ووافقت واشنطن على إجراء محادثات في ديسمبر/كانون الثاني، مع أنها تعتبر أن العديد من هذه المطالب غير مقبولة، بهدف إتاحة خفض للتصعيد، بينما يخشى الغرب أن تشن موسكو هجوما على أوكرانيا، الجمهورية السوفييتية السابقة، التي تطمح للانضمام إلى الناتو.
