شعبية بايدن.. أزمة أوكرانيا تطال ساكن البيت الأبيض
يبدو أن تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا، ستطال الداخل الأمريكي، خاصة مع افتقار إدارة البيت الأبيض للحزم في التعامل مع روسيا، وفق ما يراه كثير من مواطني الولايات المتحدة.
استطلاع للرأي أجرته شبكة “إن بي سي نيوز” أظهر أن 7 من كل 10 أمريكيين لديهم ثقة ضئيلة للغاية في طريقة تعامل بايدن مع الحرب في أوكرانيا.
وأشار الاستطلاع كذلك إلى أن 12% فقط، أبدوا قدرا كبيرا من الثقة بمواقف بايدن منذ بدء الأزمة، فيما أعرب 74% ممن شملهم الاستطلاع، عن قلقهم إزاء إمكانية إرسال الولايات المتحدة قوات إلى أوكرانيا.
وبشكل عام، أشارت نتائج الاستطلاع إلى انخفاض نسبة التأييد الإجمالية لبايدن لنحو 40%، وهي الأدنى خلال فترة رئاسته حتى الآن.
وتتوافق تلك النسبة إلى حد بعيد مع استطلاع أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، توقع من خلاله ما يزيد على نصف الأمريكيين أن بايدن لن يترشح لولاية ثانية في انتخابات 2024.
غموض الرسالة
في هذا السياق، يرى كريج كاتز المستشار السياسي للحزب الديمقراطي، أن الرئيس بايدن لديه شخصية متميزة جدا، لكن ثمة قلقا لدى الشعب الأمريكي من تدخل جنود الولايات المتحدة في الحرب الأوكرانية، وهو ما نفاه ساكن البيت الأبيض في كلمته، مؤكدا أنه لن يتدخل عسكريا في كييف بجنود أمريكيين.
وأوضح كاتز خلال استضافته ببرنامج مدار الغد، أن المشكلة تكمن في الرسالة المقدمة للجمهور، إذ إن على إدارة بايدن تقديم رسالة أفضل للشعب الأمريكي.
ولفت إلى أن بايدن أوضح الكثير من الأمور التي أسئ فهمها، مثل أن بوتين يجب أن يخلع من منصبه، كما أن ردة فعله كانت طبيعية لما رآه وسمعه من اللاجئين الأوكرانيين الذين التقاهمفي بولندا.
وأوضح المستشار السياسي للحزب الديمقراطي، أن الشعب الأمريكي سيستعيد رأيه الإيجابي تجاه بايدن وتعامله مع الوضع إذا حصلوا على معلومات أفضل.
وردا على وجود تخوف ديمقراطي من فقد أغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، قال كاتز إن الحزب قلق بشأن هذا الأمر.
“وتاريخيا لدى الحزب رئيس في البيت الأبيض لا يحصل على أغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب، لذا هذا مقلق. مشكلة الاتصال هي مشكلة الديمقراطيين والبيت الأبيض.. رسالتهم لا تصل للجمهور، والواضح الآن أن الرئيس وحزبه في حالة فوضى، ولن ينجح بايدن وحزبه إلا إذا غيروا هذه الرسالة”، بحسب كاتز.
أجندة الديمقراطيين
فيما قال إريك هام الكاتب الصحفي، والباحث في الحزب الجمهوري، إن الرئيس بايدن استطاع التعامل بشكل جيد في بعض الأزمات مثل البطالة وكوفيد 19، لكن ليست هذه هي المشكلة.
وأضاف أن بايدن يتعامل مع مشكلات كثيرة، غير أن الديمقراطيين لهم أجندتهم التي يسيطرون عليها، ومن ثم يصعبون على الرئيس أن يرسل رسالة مقبولة حتى في حال أنه يقدم أفضل ما لديه.
وذكر هام في تصريحاته لمدار الغد، أن على الحزب الديمقراطي الالتفاف حول بايدن وتمرير التشريعات الأخيرة، إلا أن رفض اثنين من السيناتور الأمريكي جعل الناس ترى أن الرئيس عجز عن تحقيق أهدافه رغم أنه حقق الكثير منها.
وتابع أن البيت الأبيض يحاول أن يبرر ذلك من خلال قولها إن ذلك ناجم عن مشكلة اتصال.
وقال إن الديمقراطيين سيئون فيما يخص الرسالة الإعلامية، ورغم محاولات إدارة بايدن استعادة سيطرتها عليها، فإنهم لا ينجحون في تحقيق ذلك.