شكوك حول جدية إيران في العودة للاتفاق النووي

تستمر المناورات الإيرانية لتمرير مشروعها النووي ورفع العقوبات عنها في آن واحد، حيث تشكك تقارير استخباراتية أوروبية وأمريكية في إمكانية تخلي النظام الحالي في إيران عن البرنامج النووي.

ففي 20 أبريل الماضي, صدر تقرير الاستخبارات الألمانية ليحذر من أن إيران لن تتوقف للحصول على الأسلحة النووية خلال العام الماضي وأنها لن توقف تلك المساعي مستقبلا.

وأضاف التقرير أن إيران تسعى إلى توسيع ترسانة الأسلحة التقليدية لديها وإلى تحديث أسلحة الدمار الشامل عبر اتصالات تجارية مع شركات تقنية دولية.

وفي 28 أبريل الماضي كشف تقرير لجهاز الاستخبارات السويدي لعام 2020 أنّ إيرَان سعت للحصول على التكنولوجيا السويدية بغرض تطوير برنامجها الصاروخي وأسلحتها النووية.

كما أشار التقرير إلى أن طهران مارست أنشطة تجسسية حول الصناعات والبرامج التقنية السويدية، ورصدت استثمارات كبيرة في منتجات سويدية يمكن الاستعانة بها في برامج الأسلحة النووية.

كما أنه في 30 من أبريل الماضي وأمام لجنة مجلس الشيوخ للاستخبارات، كشف التقييم السنوي للتهديدات العالمية للولايات المتحدة الصادر عن المخابرات المركزية الأمريكية، أن إيران تشكّل تحدياً كبيراً أمام المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
التقرير رصد أيضا أن لدى إيران مخزوناً مخيفاً من اليورانيوم منخفض التخصيب بنحو أربعة عشر ضعفا عما حدده الاتفاق النووي في 2015 فضلا عن قيام ظهران بإخفاء صادرات نفطها الذي يرتفع حاليا.

في هذا السياق، قال الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، سكوت أولينجر، إنه بعد خروج الويات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، ضاعفت إيران من جهودها للتحايل على العقوبات الأمريكية والقيام بإثبات قدراتها النووية عبر برنامجها واعترفت فعليا بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم.

وأضاف أولينجز، خلال لقاء ببرنامج “مدار الغد”، أن إيران تعمل على تطوير برنامجها النووي للاستفادة به في برنامجها الصاروخي.

وأوضح أن 85% من الأمريكيين، وفقا لإحصاءات، لا يثقون بالمفاوضات مع إيران، مشيرا إلى أن الرئيس جو بايدن شكّل فريق المفاوضات وفقا لما شكله الرئيس السابق، باراك أوباما، لافتا إلى وجود إشارات بأن إيران لا تمتلك النية للالتزام بالاتفاق النووي، لا سيما فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم، وأن هناك عددا من وكالات الاستخبارات تؤكد أن طهران تتحايل على العقوبات من أجل تطوير قدراتها النووية.

وأكد أولينجز أن إيران لا تتفاوض بشكل جاد، ورأى أنه كان من المفترض وقف قدرات البرنامج الصاروخي الإيراني منذ سنوات إلا أنه لم يحدث وتتوجه إيران لزيادة قدراتها الصاروخية ولا يوجد ما يلزمها بوقفه.

وأشار الضابط السابق إلى أن إدارة بايدن مصممة على المضي قدما في مسار التفاوض مع إيران، رغم أن الجمهوريين ضد هذا المسار، وسط تقارير بأن الإدارة الأمريكية لن تخاطر باتفاق جديد رغم التحايل الإيراني، لذا تعمل على إعادة النظر للدخول من جديد في الاتفاق.

ورأى أن إعادة التفاوض بشأن هذا الاتفاق يمكن أن يؤدي إلى خلق قرار من قبل دول عربية بتسليح نفسها والاستعداد لهذه التبعات إذا ما قامت إيران بشراء أسلحة قد يتم استخدامها بشكل نووي.

واستطرد أن إيران مستفيدة من تباطؤ المحادثات لأسباب سياسية، حيث ستواصل تطوير برنامجها الصاروخي والنووي.

ورأى أن الوصول إلى طريق مسدود في المحادثات لا يصب في مصلحة إيران، لأنها ستتعرض لعقوبات مالية في أوروبا أيضا مما يضيق الخناق عليها أكثر.

فيما قال الخبير في العلاقات الدولية، إيفالد كونيغ، إن إيران سوف تسعى عبر المفاوضات للحفاظ على الاتفاق النووي قائماً، وسوف تعمل أيضا على تجنب التدابير الخاصة لتطوير برنامجها النووي.

وأضاف كونيغ أن ألمانيا تدرك تبعات انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، موضحاً أن هناك مخاوف أوروبية من امتلاك طهران أسلحة نووية، لذا هناك أمل في تأسيس اتفاق جديد، لكن الأمر قد يحتاج وقتا لتنفيذه، لافتا إلى أوروبا تحاول إنجاح الاتفاق للسيطرة على البرنامج النووي الإيراني.

وأشار إلى أن الأوروبيين يشعرون بأنهم ضحايا للعقويات أحادية الجانب التي تصدرها الولايات المتحدة وتمنع الشركات الأوروبية من الدخول في معاملات مع إيران، لذا يريد الأوروبيون تطبيع العلاقات حتى تتسنى لهم إعادة تأسيس علاقات تجارية مستقلة بعيدة عن العقوبات والتهديدات الأمريكية.

وأكد الخبير الأوروبي أنه في حالة عدم نجاح المفاوضات فسيكون هناك العديد من المشاكل، فإذا كانت المنطقة غير مستقرة فقد تشهد أوروبا موجة جديدة من اللاجئين كما حدث من قبل في 2015، وإذ يخشى الأوروبيون من عدم الاستقرار في المنطقة.

من جانب آخر، قالت الباحثة في الشأن الإيراني، ديانا محمود، إن التقارير عن تحايل إيران مصدرها اليمين المتطرف في أوروبا وأطراف تحاول إعاقة محادثات فيينا وحققت تقدماً، ورأت أن هناك أطراف تريد وضع عوائق جديدة لوقف تقدم المحادثات أو إعادة إحياء الاتفاق النووي.

ورأت أن مطالب إعادة إحياء الاتفاق النووي هو مطلب جميع التيارات في إيران، كما أنه مطلب شعبي، لافتة إلى أن إيران راغبة في العودة للاتفاق النووي.

كذلك أوضح الباحث في العلاقات الدولية، إميل أمين، أن هناك تقارير عن وجود جبهة داخل الكونجرس الأمريكي تحاول تقييد الرئيس بايدن، من الحزب الجمهوري والديمقراطي سويا، في ظل التقارير التي تكشف المنظومة التي تتبعها إيران في المنطقة والعالم، خاصة أنشطتها.

وأضاف أمين أن المشكلة لم تعد فقط البرنامج النووي الإيراني، ولكن الصاروخي كذلك، وأن تصرفات إيران تضع إدارة بايدن في حرج شديد، خاصة أن تقرير لجنة الاستخبارات تؤكد تعرض حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لاعتداءات إيرانية مستمرة.

وأشار إلى أن “الرئيس الأمريكي هو رئيس مرتبك يقود إدارة قلقة”، ورأى أن الموقف الأوروبي مثير وعجيب ولم يتعلم من الدرس، مؤكداً أن إيران تريد أن تكون “قوة نووية شرق أوسطية” والسيد المهيمن في منطقة الخليج العربي وهو ما لا تفهمه أوروبا، ورأى أن هناك تخبطا في الموقفين الأمريكي والأوروبي ما يجعل إيران تربح.

أيضا، رأى الخبير في شؤون الأمن القومي الأمريكي، بليزز ميشتال، أن الاتفاق النووي لم يوقف البرنامج النووي الإيراني، لافتا إلى أن أعضاء ديمقراطيين في الكونجرس بعثوا برسالة للرئيس الأمريكي أكدوا خلالها أنهم لا يرون أي شيء يتعلق باستراتيجية عودته للاتفاق النووي، وأشاروا إلى أن المطلوب هو التوصل لاتفاق أكبر وأقوى من الاتفاق السابق.

وتابع أن كل شيء يشير إلى أن إيران لا تزال تدعم الإرهاب في المنطقة، وتقدم الصورايخ والمسيرات للحوثيين ولمساعدة الهجمات على السعودية، ودعم الميليشيات العراقية لتوجيه الهجمات ضد القوات الأمريكية في العراق، وغيرها.

ولفت إلى أن بايدن يريد التوصل لاتفاق لإبطاء التقدم النووي الإيراني.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]