شهادات مروعة لأطباء في حلب: «أحيانًا نترك الأطفال للموت»

في مدينة حلب السورية، يعود الأطفال وهم يحملون أغراض البقالة من على بعد 15 قدما من الأنقاض في مناطق المتمردين، ويتجاهلون في طريق العودة الاهتزازات الناتجة عن القنابل، والمباني المهدمة واجهتها، ويظهر فيها الأثاث، حيث لا زالت عائلات تعيش هناك، في هذا الوضع يكون أمام الأطباء ثانية واحدة ليقرروا أي طفل سيقومون بإسعافه، وأي طفل سيتركونه للموت، في الوقت الذي يصرخ فيه الآباء وتهز الانفجارات الأرض.

صحفية «نيويورك تايمز» الأمريكية نشرت تقريرًا عن ثلاثة من الأطباء الأمريكيين يتذكرون مشاهد الرعب في حلب، بعد زيارة إلي مناطق المعارضة، ويقدمون شهادات حية، «لأن زملائهم السوريين سئموا من وصف الأوضاع المريعة هناك بعد أربعة سنوات من القصف، بعدما توقف العالم الخارجي عن الملاحظة»، بحسب ما نقلت الصحيفة.

الدكتور سامر العطار، أحد الأطباء الأمريكيين من الجمعية الأمريكية السورية للطب، والذي تطوع لمدة أسبوعين في مناطق المعارضة بحلب، ثم هرب إلي الحدود التركية في الوقت الذي قطعت فيه القوات الموالية للحكومة السورية آخر طريق للخروج.

يقدم سامر شهادة حية عن الأطباء في سوريا، قائلًا «كانت مهمتهم الإسعاف، وتقديم الدعم للفريق الطبي المنهم، والشهادة على محنة المدنيين في حلب ومخاطبة العالم لمساعدتهم، لكن الآن، حالة الطواريء أصبحت كارثية أكثر، فشرق حلب تمت محاصرته للتجويع من قبل القوت الحكومية، وهي الطريقة التي استخدمتها لاستعادة المناطق من المتمردين سابقًا، مع استمرار مكثف للقصف.

01ALEPPODOCS1-master675

ويتذكر جراح العظام تزاحم ثلاثة أطفال على نقالة إسعاف واحدة لإجراء الإسعاف القلبي، وصبي كان عمره يقترب من عشر سنوات، لم يكن يتنفس، وكانت ساقيه مفتوحة، وقال «كانت الفوضي عارمة، المرضي على الأرض، حينها قال لنا كبير الجراحين، أريدكم أن تركزوا على رجل ينزف حتى الموت لأنه مازال واعيًا ويتنفس، ويملك فرصة أكبر في الإنقاذ».

أكثر شيء بالنسبة للدكتور العطار، كان أن الرعب يهددء كفاءة الأطباء، حيث قال «في كل يوم نأخذ قرارات بشأنهم، فالهجوم ليس هجومًا واحدًا أو معزولًا مثل هجوم بنجلادش أو هجوم نيس في فرنسا، في حلب التفجيرات تحدث كل يوم»، «أتذكر الأوضاع هناك كلما سمعت صوت عجلات النقالات الطبيةۚ، أشعر أن قطارًا يمر برأسي».

وتعتبر حلب نقطة الحسم في الحرب السورية، منذ أن قسمت أكبر المدن السورية والتي يبلغ عدد سكانها إلي مليوني شخص، في عام 2012 بين الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة في الغرب، والمناطق التي يسطير عليها المتمردين في الشرق.

وعلى الجانبين يعاني المدنيين منذ أربعة سنوات من الهجمات العشوائية، لكن فقط الحكومة هي من تمتلك طائرات من خلال حليفها الروسي، والتي تستطيع أن تقصف جويًا مناطق الشرق مٌخلفة ورائها دمارًا أكبر. وقٌصفت أربعة مستشفيات الأسبوعه الماضي، وقٌتل 6 أشخاص في هجوم على محافظة درعا.

وتقول المنظمات الطبية، إن الحكومة تستهدف الطواقم الطبية في كل أنحاء سوريا، ووثقت مجموعة من الحقوقيين، مقتل ما يزيد عن 700 شخص من الطواقم الطبية، على يد القوات الموالية للحكومة، وتقول مجموعات معارضة إن هذا جزء من سياسية الأرض المحروقة التي ينتهجها النظام لطرد السكان من الأراضي من خلال حلامانهم من حقوقهم الأساسية.

المسؤولون السوريون وحلفائهم الروسيون ينكرون هذا، ويقولون أنهم يستهدفون الإرهاب، وأن المدنيين بإمكانهم مغادرة شرق حلب، وفي الأسبوع الماضي نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، أخبارًا عن أن بعض العائلات بدأت في مغادرة مناطق المتمردين في حلب الشرقية، بحثًا عن مأوي في غرب حلب، وهم ما تم تكذيبه من بعض نشاء المعارضة.

 

كلا الطرفين يتهم بعضهما البعض بمنع المدنيين من المغادرة، وبعض السكان يقولون أنهم خائفون من أن تلقي بهم الحكومة في السجن، وتقول الأمم المتحدة أن ما يقرب من 300.00 ألف شخص مازالوا يعيشون في الشرق، وهناك أيضًا العديد من المجموعات المتمردة، بعضها مدعوم من الولايات المتحدة، وهانك أيضًا المقاتلون من جبهة النصرة، ومجموعات ترتبط بالقاعدة، ولكن تنظيم داعش الذي خطف الأنظار عن سوريا بهجماته في أوروبا، لا يملك تواجدا رئيسيا في المدينة، لكنه يسيطر علي بعض المناطق في شمال شرق الإقليم.

ثلاثة مستشفيات رئيسية فقط مازالت مفتوحة وتعمل، وخمسة أصبحت خارج الخدمة، وفقًا لجمعية الأطباء، وكل المستشفيات التي تعمل تعتمد على المعونات والإمدادت من أجل دفع رواتب موظفيها وتوفير الاحتياجات الطبية، كما تحيطها الحواجز الرملية والحديدية.

وأغلب المستشفيات نقلت الكثير من أعمالها إلى أقبية وممرات تحت الأرض تم حفرها قريبًا، ويتواجد بها عدد قليل جدًا من الأطباء.

01ALEPPODOCS3-master675

وكلما يشتد الحصار، تصبح الظروف أسوأ، فالإمدادات الطبية قد تنفد في غضون شهر، وسوء التغذية يمكن أن يضعف الناس أكثر، ولا يوجد عدد كاف من الأطباء، ولا المعدات والمستلزمات الطبية، ولا يمكن إجلاء المرضي بأمان.
ويقول الدكتور زاهر سهلول، الذي زار حلب كمتطوعًا، ويدير برنامج المساعدات العالمية في جميعة الأطباء «من الصعب جدًا فهم كيف يتعامل الأطباء في سوريا مع كل هذا، كل يوم وكل دقيقة»، وأضاف متذكرًا علاجه لرجل أحضروه إليه ورأسه تنزف، أن هذا الرجل هرع إلى منزله من متجره بعدما سمع صوت انفجار، لكن قذيفه أخرى أسقطته أرضًا، وعقب ذلك بقليل جاءت زوجته وأبناؤه الثلاثة إلى المستشفي، اثنان من أبنائه قتلا، ونجا واحد، وفقدت زوجته طفلًا لم يولد بعد.

طبيب آخر يدعى محمد الأحمد نقل عائلته إلى تركيا، يتذكر أنه شاهد في الآونة الأخيرة صبيان وثلاث فتيات يتم سحبهم من تحت أنقاض مبنى، عاش الأولاد، ولكن توفيت البنات، كان يشاهد ذويهم يعانقون أجسادهم المسجاة، مضيفًا «في بعض الاحبان لا تستطيع منع نفسك من البكاء، لكن حين أنظر أمامي، لا أجد طريقًا آخر، الله أوكل لي هذه المهمة».

وقال الأحمد، «أعرف أن الأطباء الذين يأتون من الخارج يغامرون بحياتهم لمساعدة سكان حلب، ويذكر الطبيب سامر العطار الذي قال له ذات مرة روحي ودمي ليسا أغلي من روحك ودمك».

على جانب آخر، توقع الدكتور جون كلير الذي كان يقوم بأول زيارة له لسوريا أن يجد شيئًا مثل دمار زلزال «هايتي» في عام 2010 لكنه وجد الدمار أقوي.

وقال كلير، «في مثل هذه الفوضي من الصعب متابعة المرضي، ومعرفة من عاش ومن مات، الأجساد تجسد في أكفان بيضاء، بعضهم أطفال مجهولي الهوية، لا يأتي آباؤهم لرؤيتهم، ربما لأن لن يمكنهم التعرف عليهم بسبب تعرضهم لجروح وحروق شديدة».

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]