- صحفيون لـ«الغد»: ما جرى هو جريمة قتل متعمدة من جيش الاحتلال
لم تكن تعلم إسرائيل أن تورطها في استهداف الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة سيثير الرأي العام العربي والدولي ضدها خلال ساعات، لذا سارعت في إطلاق التصريحات الإعلامية على لسان مسؤوليها لإخلاء مسؤوليتها عن الحادث، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر، وتوالت الإدانات الغربية ضدها. في اغتيال «الصوت والصورة»، واستهداف الطواقم الإعلامية التي تظهر فضائحهم وجرائمهم الإنسانية عبر الشاشات.
وعلى الرغم من أن إسرائيل تسخّر كافة الوسائل لخدمة مصالحها وإخفاء جرائمها، إلا أن شهادات الذين رافقوا أبو عاقلة في الدقائق الأخيرة من حياتها دحضت السيناريوهات الإسرائيلية كافة، إذ أكدوا خلو مكان الحادث من عناصر المقاومة الفلسطينية، لافتين إلى اعتلاء القناصة الإسرائيلية أسطح البنايات لاستهداف الصحفيين على بعد أمتار منهم.
وبعد أن هز الحادث الرأي العام الغربي، وخرجت بيانات الإدانات من أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، سارعت الحكومة الإسرائيلية بإصدار بيان «كاذب» ينفي مسؤوليتها عن اغتيال شيرين أبو عاقلة.
ورجح رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، في بيان له، أن “فلسطينيين مسلحين” مسؤولون عن استشهاد أبو عاقلة. بحسب مزاعمه.
وأضاف بينيت “وفقا للمعلومات التي جمعناها، يبدو على الأرجح أن فلسطينيين مسلحين كانوا يطلقون النار بشكل عشوائي حينها، يتحملون مسؤولية الوفاة المؤسفة للصحفية” التي كانت تغطي عملية عسكرية في مخيم جنين”.
ووفقًا لرواية الصحفي الفلسطيني على السمودي، فإن “لم يكن في المنطقة سوى الصحفيين والجيش الإسرائيلي الذي بادر بإطلاق النار”.
وأكد أن” الاحتلال قتل شيرين أبو عاقلة بدم بارد ودون سبب ولم يستطع أحد إنقاذها”.
ومن جانبها، أكدت الصحفية شذى حنايشة، التي رافقت أبو عاقلة خلال تغطية الأحداث، وشاهدة عيان على استشهادها، أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد استهداف الطواقم الإعلامية على الرغم من ارتدائهم لسترات وخوذات تحملان شعار الصحافة ودون أي طلقات تحذيرية.
وأشارت إلى أن قناصة الاحتلال استهدفتهم بشكل مباشر، ما أدى إلى إصابة على السمودي برصاصة في الظهر واستشهاد شيرين أبو عاقلة.
ووفقًا لرواية شاهد عيان آخر، أكد الصحفي مجاهد السعدي، أن الاحتلال أطلق النار بشكل عشوائي على المنطقة التي تواجد فيها الصحفيين، رغم إظهار ما يثبت هويتهم، لاسيما السترات التي كانوا يرتدونها.
وفي تصريحات للغد قال مجاهد إن قناصة الاحتلال استهدفت الطاقم الصحفي لقناة الجزية.
وأكد أن المنطقة كانت خالية من أي عناصر المقاومة الفلسطينية.
وتابع السعدي، في تصريحات لمراسل الغد من أمام مستشفى ابن سينا، أن شيرين كانت ترتدي الخوذة، وتحركت ببطء وكشفت نفسها لقوات الاحتلال أثناء توقف إطلاق النار، ثم تجدد إطلاق النار أثناء عبورها الطريق، ليجد بعدها زميلته ملقاة على الأرض.
وأضاف أنه وجد زميله أيضا علي سمودي مصابا وسط استمرار إطلاق النار، ما دفعه إلى الرقود على الأرض لحماية نفسه، مؤكداً أن الاحتلال استهدف كل من حاول إسعاف شيرين أبو عاقلة، رغم ارتداء الصحفيين خوذ وسترات واقية مطبوع عليها شعار الصحافة.
فيما أشار المصور الصحفي فادي العاروري، الذي كان قد أًصيب برصاص الاحتلال في وقت سابق، إلى أن نتائج التحقيق الإسرائيلي لم تنته لصالحه.
وأكد أن الجيش الإسرائيلي يستخدم ذرائعه عندما يستهدف الصحفيين بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن أي لجنة تحقيق لن تنصف الشهداء في فلسطين سواء من الصحفيين والمدنيين.
وصباح اليوم الأربعاء، استشهدت الصحفية شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لجنين ومخيمها، كما أصيب الصحفي علي السمودي برصاصة في ظهره لكنه بحالة مستقرة.
وأوضحت النيابة العامة الفلسطينية في بيان لها أنها ستتابع القضية من خلال نيابة الجرائم الدولية المختصة بتوثيق الجرائم الداخلة باختصاص المحكمة الجنائية الدولية، تمهيداً لإحالتها لمكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية.
