«شهيدة الحقيقة» كشفت إرهاب الاستعمار الإسرائيلي

في حالة استثنائية فلسطينية، وقف العالم أمام مشهد من مشاهد التوحد الفلسطيني العربي في تشييع شهيدة الحقيقة شيرين أبو عاقلة، التي كشفت ممارسات إرهاب الاستعمار الإسرائيلي، منذ لحظة الاغتيال برصاصة شيطانية لرأس الصحفية الفلسطينية، وحتى ممارسات عنف وبطش سلطات الاحتلال التي منعت رفع ووضع صور أبو عاقلة في البلدة القديمة في القدس المحتلة، أو رفع للأعلام الفلسطينية خلال التشييع، وحاولت فرض عدد محدود من المشاركين في الوداع الأخير.

«شيرين» أوقعت هزيمة بدولة الاحتلال

ولكن شيرين أبو عاقلة انتصرت صباحًا.. أوقعت هزيمة بدولة الاحتلال ليس لها مثيل، حسب تعبير الكاتب الأردني، عبد الهادي راجي المجالي، مؤكدا أنها انتصرت لأنها العربية الفلسطينية المسيحية، التي صعدت إلى السماء حاملة صليبها، وأجراس الكنائس، وحاملة معها التراتيل، وهويتها الفلسطينية، وأطلقوا تكبيراتهم على مسمعها.. وسبحان من وّحد هذا الصباح بين صلاة الرهبان وتكبيرات المقاوم.. هي فلسطين وحدها من توحد.. هي وحدها من جعلت الشهيد يحتضن صليبه بيديه.. ويغفو على صوت التهليل، الله أكبر.

فضيحة مدوية لدولة الاحتلال

ويؤكد السياسي الأردني ـ الوزير والبرلماني السابق محمد داودية، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الدستور الصحفية ـ أن اغتيال شيرين أبو عاقلة، أثناء قيامها بتغطية الاقتحام الإسرائيلي لمخيم جنين البطل، جعلها أيقونة. كانت قبل الاغتيال حالة، فصارت هالة.

واضح لكل ذي عينين، أن اغتيال الصحفيين عموما واغتيال شيرين، هو محاولة اغتيال الحقيقة، ومحاولة كتم الأصوات الحرة، ومحاولة تغطية على جرائم الاحتلال الوحشي.

وأضاف داودبة: لقد أماط اغتيال شيرين الأستار والتضليل عن جرائم القتل المماثلة ضد أبناء الشعب العربي الفلسطيني، التي تتم بحجة حمل السلاح ونية تنفيذ عملية استشهادية.. إن اغتيال شيرين أبو عاقلة العزلاء، الذي تم بطلقة جاءت بين خوذة الرأس الواقية وبين السترة الواقية من الرصاص التي كانت ترتديها على صدرها، يشكل ورطة كبرى لإسرائيل وفضيحة مدوية لا يمكن طمسها. وهي ورطة تكبر وتكبر لتسهم في المزيد من فضح ممارسات الاحتلال الوحشية التي لم تنقطع.. وستؤدي هذه الجريمة الجديدة، إلى المزيد من إدانة الاحتلال، سبب كل البلاء.

صوت الفلسطينيين ضد الاستعمار الإسرائيلي

وذكرت الصحف الفرنسية، أن شيرين أبو عاقلة، كانت «صوتا للفلسطينيين ضد الاستعمار الإسرائيلي، وأن شيرين لم تكن صحفية بل جزءا من كل بيت فلسطيني».

وقالت صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن شيرين أبو عاقلة، كانت وجه فلسطين في العالم العربي، وقد نشأ الفلسطينيون الذين تقلّ أعمارهم عن 30 عامًا على متابعة الأحداث اليومية للانتفاضة الثانية (2000-2005) مع هذه الصحفية اللطيفة والمرموقة والمشاكسة، حيث غطت الصحفية الأمريكية الفلسطينية الموت الهادئ لعملية أوسلو للسلام والاحتلال اليومي للأراضي الفلسطينية من قبل الجيش الإسرائيلي.

اعترافات صحوة الضمير

وفيما يشبه صحوة الضمير، كتبت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: إن «مقتل شيرين جاء بعد شهر من مقتل الطالبة حنان خضور في جنين أيضا، وشكك حينها أيضا المتحدث العسكري الإسرائيلي في منفذي عملية إطلاق النار، ولم ينتج عن التحقيقات أي شيء إلى حد الساعة».

وأضافت الصحيفة العبرية: إن الجريمة بدأت قبل وقت طويل من إطلاق النار على شيرين، بدأت بمداهمة كل بلدة ومخيم للاجئين وقرية وغرفة نوم في الضفة الغربية كل ليلة..والخلاصة أن الجيش الإسرائيلي قتل شيرين أبو عاقلة، الصحفية التي فاقت شجاعتها شجاعة جميع الصحفيين الإسرائيليين».

  • وأشار الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي، إلى أن مقتل شيرين أبو عاقلة قصة مختلفة، فهي تحمل الجنسية الأمريكية وصحفية معروفة عربيا وعالميا، وذلك عكس الأبرياء الفلسطينيين من المدنيين والأطباء والصحفيين، الذين قتلوا ولم يعاقب الفاعلون على ما اقترفوه، مشككا في إمكانية معاقبة الفاعلين حتى لو ظهر وجه قاتلها للعلن «فسيراه الإسرائيليون بطلا فوق جميع الشبهات»

أيقونة الإدانة للاحتلال وجريمته التي لا تغتفر

صحيح أن شيرين خسارة مهنية صحفية، فقد كانت أداة متابعة، ورصد للصورتين المتناقضتين:

1- صورة المشهد الكفاحي الفلسطيني.

2- في مواجهة بشاعة صورة المستعمر وجرائمه المتراكمة، وحقيقة مشروع استعماري، ينتظر العزلة والمذلة والنبذ من المجتمع الدولي الإنساني المتحضرـ بحسب المحلل السياسي الفلسطيني حمادة فراعنة ـ مضبفا، إنه لوصول الفلسطينيين للحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال وهزيمته، يدفعون الثمن بتضحيات خيرة قياداتهم وشبابهم وصباياهم، وشيرين أحد أعز الأثمان التي كانت أداة من أدوات التعرية، وارتفعت شهيدة لتكون حقاً أيقونة الإدانة، وآخر مشهد قدمته لتكون ضحية الاحتلال وجريمته التي لا تُغتفر.

حتمية نهاية الاستعمار الإسرائيلي

ولوصول الاستعمار الإسرائيلي إلى نهايته كما حصل للولايات المتحدة في فيتنام، وفرنسا في الجزائر، وبريطانيا عن مستعمراتها، بل ليسير على طريق جنوب إفريقيا العنصرية المهزومة، عليه أن يرتكب المزيد من الجرائم حتى ينفض المجتمع الدولي برمته عنه، ويخجل من وقوفه مع شرعيته المزيفة، ويكتشف حقيقته كمستعمر يستحق النبذ والعزلة والاحتقار، كما كل المجرمين الذين نالوا عقابهم بالاندحار والهزيمة.

  • يومياً شعب فلسطين، يواجه الأذى والقتل والحرمان من حق الحياة، وأرضه ومقدساته الإسلامية والمسيحية يتم التطاول عليها والمس بكرامتها، وهي جرائم تراكمية ستؤدي بالفعل إلى النتيجة الحتمية: انتصار فلسطين وشعبها، وهزيمة الاحتلال والمستعمرة نهائياً وإلى الأبد.

إرهاب إسرائيلي تحت مظلة «تخاذل المجتمع الدولي»

ليس مستغربا هذا السلوك الهمجي المتغطرس الذي لا يقيم وزناً لحياة الإنسان الفلسطيني سواء كان شيخاً أو امرأة أو طفلاً أو صحفياً او مسعفاً طبياً، ولا يتعامل مع ما تفرضه الأعراف والمواثيق الدولية من حق الصحفيين وطواقم الإسعاف والاخلاء الطبي بالحماية الكاملة وعدم التعرض لهم اثناء ممارستهم دورهم المهني والإنساني ولكنه في سياق سعيه الدائم لطمس جرائمه البشعة بحق الشعب الفلسطيني وتغييب الحقائق عن العالم لم يتردد في سلوك الاغتيال المباشر عبر إطلاق الرصاص في منطقة قاتلة.

شهداء الكلمة والصوت والحقيقة

ويضيف الكاتب الأردني، زيد نوايسة: لم تكن الشهيدة الصحفية شرين أبو عاقلة الصحفية الأولى التي تغتالها قوات الاحتلال؛ لقد سبقها شهداء كثر مثل الشهداء عزيز التنح ومحمد البيشاوي وجميل نواوره ونزيه دروزة وفضل شناعة وغيرهم، والمؤكد أن عقلية وعقيدة قوات الاحتلال لن تتردد في اغتيال المزيد في المستقبل خاصة في ظل تخاذل المجتمع الدولي وعجز المؤسسات والمنظمات الدولية المعنية بحماية حق الإعلاميين في أداء مهامهم في ظل ظروف آمنة عن ردعه ومعاقبته بفعل الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود مما يعزز تجاهله غطرسته والمضي في سلوكه الشائن.

الانتهاكات بحق الإعلاميين الذين يعملون على تغطية الأحداث في الضفة الغربية وقطاع غزة تتزايد كل عام، فقط في العام الماضي وبشهادة مؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية موثوقة تم تدمير 59 مؤسسة إعلامية فلسطينية بالكامل وسجلت حوالي 652 انتهاكاً مباشراً وسجن 24 صحفياً وخلال العشر سنوات الأخيرة استشهد العشرات بين صحفي ومراسل ومصور اثناء عملهم.

  • من يقتحم دور العبادة على المصلين الآمنين ومن يقتحم المستشفيات ومن يقتحم المنازل ويهدمها ويشرد أهلها لن يتوانى عن قتل كل من يعري همجيته ووحشية سلوكه العدواني بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يقاوم منذ أربعة وسبعين عاماً أعتى واسوء احتلال عرفته البشرية.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]