صحف السودان: تحذيرات من «انقلاب مضاد» والوقيعة بين الجيش والحراك
تناولت الصحف السودانية، الصادرة اليوم الجمعة، تحذيرات المجلس العسكري الانتقالي من محاولات الوقيعة بين الجيش والحراك الشعبي، وفي المقابل شدد معارضون على خطورة حدوث انقلاب مضاد، حال عدم التوصل لاتفاق بشأن تسليم السلطة.
كشف زعيم حزب الأمة القومي المعارض، الصادق المهدي، عن مدى خطورة حدوث «انقلاب مضاد» إذا لم يتوصل المجلس العسكري والمعارضة لاتفاق، وأشار إلى أن الأجنحة المتشددة في حزب المؤتمر الوطني الذي كان ينتمي له البشير قد تنفذ انقلاباً بالتعاون مع حلفائها في الجيش إذا فشل المجلس العسكري والمعارضة في تحقيق تقدم في المحادثات.
ونقلت الصحف عن المهدي قوله، إن المجلس العسكري «سيسلم السلطة للمدنيين حال الخروج من المأزق الحالي»، مضيفاً أنه «يدرس الترشح للرئاسة فقط في حال إجراء انتخابات وليس خلال الفترة الانتقالية»، مؤكدا أن قادة الجيش الذين أطاحوا بالرئيس عمر البشير يوم 11 أبريل/ نيسان، نواياهم طيبة وليسوا مهتمين بتشكيل حكومة عسكرية.
البرهان لأردوغان: لن نفرّط في سواكن
وذكرت الصحف السودانية، أن رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان، حسم ما كان يتردد بشأن مصير جزيرة سواكن السودانية، التي وافق الرئيس السابق عمر حسن البشير على وضعها تحت الإدارة التركية لفترة لم يتم تحديدها تحت ستار إعادة بنائها.
وقال البرهان عبر حسابه على موقع تويتر: «سواكن جزء لا يتجزأ من السودان، قيمتها لا تقدر بثمن وتاريخها لا يمكن أن يباع، ونؤكد أننا نحرص على سيادة أراضينا، ولن نرضى بالتواجد الأجنبي العسكري في السودان».
ويتسق هذا الكلام مع معلومات تداولتها دوائر سياسية سودانية، أكدت أن المجلس الانتقالي منح مهلة لأنقرة حتى نهاية مايو/ آيار لإخلاء سواكن، ورفض أي محاولات ترمي إلى إقامة قاعدة عسكرية تركية في الجزيرة الواقعة في البحر الأحمر.
وسبق أن أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الأتراك يتشبثون بميراث الأجداد في كل مكان، بدءا من آسيا الوسطى وأعماق أوروبا وانتهاء بجزيرة سواكن السودانية.
«العسكري» يحذر
وأكدت الصحف السودانية أن المجلس العسكري الانتقالي لا يخفي قلقه من مساع تخوضها بعض الجهات لإرباك الانتقال السياسي في البلاد والوقيعة بين القيادة الجديدة والحراك الشعبي، عبر خلق مناخ من الشكوك في وعود تسليم السلطة لحكومة مدنية، في وقت تتجه فيه أصابع الاتهام إلى مجموعات الإسلام السياسي المرتبطة بالنظام السابق وداعميها في الخارج.
وكشف البرهان أنه تلقى «تقارير من أعضاء المجلس الانتقالي حول تحرّكات مريبة داخل السودان»، حاثا «الدول التي تقف وراء هذه التحركات على احترام سيادة السودان وعدم استغلال إرادة الشعب لتنفيذ الأجندات التخريبية».
وربط متابعون للشأن السوداني بين هذه التصريحات وظهور محاولات لإرباك المجلس الانتقالي وتوتير علاقته بالمحتجين بعد الحفاوة الشعبية الواسعة التي حظي بها في الأيام الأولى للإطاحة برأس النظام السابق عمر البشير، لافتين إلى التركيز الإعلامي لقنوات ووسائل إعلام قطرية وتركية على خلق هذه الفجوة.
..ويتعهد مجددًا بعدم زيادة الفترة الانتقالية
وثمن الفريق زكى شمس الدين كباشى ، المتحدث باسم المجلس العسكرى فى السودان، جهود قوى الحرية والتغيير ودورها في الحراك الذى شهدته البلاد، مشددا على عدم السعى وراء الحكم، ولكن يجرى العمل على تهيئة الظروف لاستكمال مسيرة التغيير.
وقال كباشي إن الفترة الانتقالية لن تزيد على عامين وقد تقل عن ذلك، مشددا: ملتزمون بعدم زيادة الفترة الانتقالية.
بحث استقالة 3 قيادات
قدم كل من الفريق أول ركن عمر زين العابدين الشيخ، والفريق أول جلال الدين الشيخ الطيب، والفريق أول شرطة الطيب بابكر علي، باستقالاتهم من عضوية المجلس العسكري الانتقالي.
ونقلت وكالة السودان للأنباء عن الناطق الرسمي للمجلس الفريق الركن شمس الدين كباشي أن الاستقالة قيد النظر أمام رئيس المجلس للبت فيها.
ثروة صادمة
ونقلت الصحف السودانية، عن «الإندبندت» البريطانية، عن وثائق ويكيليكس، أن عوض الجاز، القيادي في حزب المؤتمر الوطني (الحاكم في عهد الرئيس المخلوع عمر البشير)، جمع 64 مليار دولار من وظيفته، حين كان نافذاً سياسياً في الحكومة السودانية المخلوعة، ومسؤولاً عن صفقات تعدين وتنقيب وتكرير النفط في أفريقيا.
وذكرت الصحيفة أن الجاز يمتك أصولاً في كل من إسطنبول وسنغافورة وجاكرتا ودبي بمبلغ 21 مليار دولا، إضافة إلي منتجع “town house” قبالة شواطي جزر مايوركا الإسبانية، وآخر في مدينة انطاليا التركية.
وأشار مصدر ويكيليكس إلى حسابات في كل من “CIBC”كنديان انبريال بسنغافورة بقيمة 7 مليارات دولار وبنك”CIMB” الإسلامي كوالالمبور تقدر بنحو 13 مليارا، إضافة الي أسهم لمجموعة شركات عاملة في قطاع التعدين وتكرير النفط في العالم لم يحصر تقديرها.
«الصادق المهدي» يترشح لرئاسة السودان
وكتبت الصحف السودانية، في صدر صفحاتها الأولى: البشير استعان بشركة روسية لقمع الاحتجاجات.. المهدي يحذر من «انقلاب مضاد» ويعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية..
وذكرت أن الرئيس الفرنسي يدعو محتجي بلاده للتأسي بالسودانيين، فيما أكدت الصحة مقتل وإصابة 7396 مواطنًا بالاحتجاجات، في الوقت الذي يتمسك فيه المجلس العسكري بالسيادة ويسند الحكومة لقوى التغيير، التي أعلنت تأجيل إعلان أسماء مرشحيها للسلطة المدنية الانتقالية،
