صحف القاهرة: «أسبوع الصعيد» يسجل تنمية غير مسبوقة في جنوب مصر

يبدو أن منطقة الشرق الأوسط، أصبحت على عتبة متغيرات مفصلية، سوف تفرض أحكامها على قضايا محورية في المنطقة، مما يشير إلى أن فلسطين تمر بالمرحلة الأكثر خطورة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وتساءل الأكاديمي والمحلل السياسي الفلسطيني، دكتور سهيل ذياب، بالتحليل السياسي: «لماذا تمر فلسطين الآن ومنذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بالمرحلة الأكثر خطرا؟

وقال في حوار على شاشة الغد: «يرجع ذلك لأن الولايات المنتحدة دخلت الآن مرحلة الإٌحراج المضاعف..كيف؟ أولا أمام الولايات المتحدة 3 قضايا كبيرة ظهرت في الأيام الأخيرة وسوف تزداد في اليومين الثلاثة المقبلة:

1 ـ القضية الأولى، أوالنقطة الأولى: الإرباك والإحراج الكبير للولايات المتحدة من قضية اجتياح رفح بريا، وما تردد من معلومات عن موافقتها منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية الاقتحام مقابل عدم رد إسرائيل على الرد الإيراني (الهجوم الإيراني بالصواريخ والمسيرؤات على إسرائيل)، وفي اليومين الأخيرين لاحظنا مؤشرات ودلالات لمثل  هذه القضية

2 ـ  النقطة الثانية من الناحية الدبلوماسية: حيث سيصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، والولايات المتحدة لا تريد ذلك، سواء من عدم توافر موافقة 9 أعضاء من بين الـ 15 عضوا، أو باستخداد حق النقض «الفيتو»، وهذا الأمر يدخلها في إحراج مضاعف على المستوى الدبلوماسي.

3 – والنقطة الثالثة التي تحرج الولايات المتحدة، هي تراجعها عن موقغها تجاه صفقات تبادل الأسرى من ورقة باريس الثانية إلى التماثل مع الموقف الإسرائيلي في عدد من القضايا خلال الأسبوعين الماضيين، الأمر الذي أدخل هذا الموضوع قي عدد من الخلافات مع الوسطاء مصر وقطر وغيرهم.

كل الملفات بلغت درجة الغيان

وأضاف «د. سهيل»: «كل هذا يقول إننا في مرحلة  بلغت درجة الغليان في كل الملفات درجة الذروة.. وأن الولايات المتحدة لاتستطيع في المرحلة المقبلة اللعب في المنطقة الرمادية في هذه الملفات، لأن المنطقة الرمادية أصبحت صغيرة جدا، ويتوجب الانتقال إلى المرحلة الأكثر وضوحا…أبيض أو أسود».

• ولهذا فأن هذا الوضع يجب أن نتعامل معه كقاعدة،  كمعطى، كخلفية، لتفسير أي تطور في الآيام المقبلة وعلى مختلف الجبهات !

………………………..

شاهد| البث المباشر لقناة الغد

خلال الساعات الأخيرة، تزايدت التأكيدات من مسؤولين إسرائيليين وغربيين، أن إسرائيل لن تترك الضربة التي قامت بها إيران ضدها تمر دون رد، وأن إسرائيل ستهاجم إيران، فما هو «بنك الأهداف» الإيرانية الذي يمكن أن يكون في مرمى النيران الإسرائيلية؟

مصانع الأسلحة

تتباهى إيران بتطوير قدراتها العسكرية رغم العقوبات الدولية المفروضة تجاهها، وخاصة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة، بل إنها تقوم بتصدير مسيراتها إلى دولة كبرى مثل روسيا، هذا التطور العسكري الإيراني يقلق إسرائيل، ويرى محللون، أن إسرائيل في سياق ردها قد تستهدف منشآت عسكرية إيرانية خاصة المتعلقة بصنع الطائرات المسيرة، والتي تسبب صداعا لإسرائيل لاستخدامها من قبل الحوثيين وحزب الله في هجمات ضدها.

استهداف قادة بارزين

ويرى محللون، أن بعض قادة إيران أو أجهزتها الأمنية والعسكرية قد يكونون هدفا لضربات إسرائيلية، وسبق لإسرائيل استهداف مسؤولين بالحرس الثوري في سوريا أكثر من مرة، كما أن الضربة الإسرائيلية للقنصلية الإيرانية في دمشق، والتي أدت إلى الصراع المباشر بين إسرائيل وإيران كان من بين ضحاياها مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني.

ويقول البعض، إن إسرائيل يمكن أن تستهدف قائدًا عسكريًّا مثل العميد الجنرال أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني، الذي كان وراء الهجوم الصاروخي والطائرات بدون طيار.

مقرات الحرس الثوري

مقرات الحرس الثوري الإيراني يمكن أن تكون أيضا هدفا للرد الإسرائيلي، وقد تأسس الحرس الثوري عام 1979 مع نجاح الثورة الإيرانية، وأسهم في دعم العديد من الجماعات والحركات في المنطقة مثل حزب الله اللبناني، والحوثيون في اليمن، والحشد الشعبي في العراق وغيرها من المنظمات، وتصنفه أميركا كمنظمة إرهابية، وتحمله مسؤولية الكثير من القلاقل في المنطقة، في يناير 2020 اغتالت أميركا القائد الأبرز في الحزب قاسم سليماني قائد فيلق القدس أثناء وجوده بالعراق.

السفارات الإيرانية في المنطقة

قد تعمد إسرائيل أيضا إلى استهداف إحدى سفارات إيران في المنطقة، خاصة في الدول التي تنشط بها الأجهزة الأمنية الإيرانية مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

المنشآت النووية

لطالما كان المشروع النووي الإيراني ومنشآته هاجسا يؤرق أمن إسرائيل، فرغم تأكيدات إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، إلا أن إسرائيل تشك في طموحات طهران النووية وسعيها لامتلاك أسلحة نووية، خاصة أن مستويات تخصيب اليورانيوم لدى إيران وصلت إلى مستويات قريبة من المستويات المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية

وتمتلك إيران 5 مفاعلات نووية كبيرة وهي:

مفاعل بوشهر

محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية، بدأ معها برنامج إيران النووي عام 1974 بمساعدة ألمانية، لكن بعد الثورة الإسلامية عام 1979 جرى إلغاء المشروع، وعاد العمل به عام 1992 حين وقّعت طهران اتفاقا مع روسيا لمعاودة العمل في محطة بوشهر، إذ يوجد مفاعلان للمياه.

مفاعل أصفهان

بنت إيران معملا في أصفهان لتحويل اليورانيوم إلى 3 أشكال: غاز سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في أنشطة تخصيب اليورانيوم الجارية في مفاعل نطنز، وأكسيد اليورانيوم الذي يستخدم في معامل الوقود، ولكن ليس من النوع الذي تستخدمه إيران، والمعدن الذي يستخدم غالبا في أساس المتفجرات النووية.

مفاعل نطنز

أقامت إيران، منشأة لتغذية اليورانيوم باستخدام طريقة الطرد المركزي وطريقة الفصل الليزري في موقع نطنز على بُعد 260 كيلومترا جنوب طهران، وهو من المفاعلات التي تدور شكوك حول استخدامه لأغراض غير سلمية، و جاء في تقرير مسرب للوكالة الدولية للطاقة النووية عام 2003، أنه عثر على يورانيوم من الدرجة المطلوبة للأسلحة في عينات أخذت من الموقع، لكن إيران ألقت باللوم على مواد مستوردة ملوثة.

مفاعل أراك

باشرت إيران منذ عام 1996 بناء منشأة لإنتاج الماء الثقيل في مدينة أراك (وسط إيران)، وقد أعلنت طهران، رسميا، بدء إنتاجه في 28 أغسطس/ آب 2006 بعد أن كشفت المعارضة الإيرانية النقاب عن هذه المنشأة للمرة الأولى عام 2002، كما نُشرت صور لها التقطتها مؤسسة العلم والأمن الدولي الأميركية -التي تتابع برنامج إيران النووي- في ديسمبر/ كانون الأول 2002.

وقالت إيران، إن المصنع سينتج 17 طنا سنويا من الماء الثقيل بدرجة نقاء 15% و80 طنا بدرجة نقاء تقترب من 80%. وبهذا تكون إيران -حسب آراء خبراء نوويين- قد حققت إنجازا في سبيل تحقيق الاستقلالية في دورة الوقود النووي، إذ يمكن للوقود الناتج من مفاعل الماء الثقيل إنتاج 10 كيلوغرامات من البلوتونيوم سنويا، وهو ما يكفي لصنع قنبلتين نوويتين على الأقل.

مفاعل فوردو

تستخدم إيران منشأة فوردو -المقامة في مكان تحت الأرض بمنطقة جبلية حصينة جنوب العاصمة طهران، والتي اعترفت بوجودها للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر/ أيلول 2009 بعدما اكتشفتها أجهزة مخابرات غربية- لتخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء انشطارية نسبتها 20%، ليكون وقودًا لمفاعل أبحاث طبي في طهران ينتج النظائر المشعة لعلاج مرضى السرطان.

المصافي ومنشآت النفط

المصافي ومنشآت النفط قد تكون هدفا لإسرائيل أيضا، إذ تمتلك إيران العديد من المنشآت والمصافي النفطية الحيوية، وتتعرض بعضها لاستهدافات من آن لآخر وجرى اتهام إسرائيل بالوقوف خلف هذه الهجمات أكثر من مرة، إلا أن محللين يستبعدون أن تلجأ إسرائيل لقصف أو استهداف منشآت نفطية بل ستسعى أكثر لمهاجمة الكيانات العسكرية.

________

شاهد| البث المباشر لقناة الغد

لم تتوقف نيران العدوان الإسرائيلي على غزة، على مدى أكثر من نصف العام (195 يوما)، ويسجل المشهد الدموي في رفح  تحديدا «قصفا مكثفا يوميا» يستهدف نحو مليون ونصف المليون نارح، وفي ظل نيران حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، جاءت الضربة الإيرانية لإسرائيل، لتفيد نتنياهو بقدر ما أضرت غزة، حيث بات ملف إنهاء الحرب وتخفيف معاناة الفلسطينيين متراجعا في الأولويات.

خطة إسرائيلية بديلة

ويؤكد الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، نهاد أبو غوش، أن ما يحدث يجرى وفقا للخطة البديلة لعملية اقتحام مخيمات النازحين في رفح بالدبابات والمدرعات مما يثير حفيظة العالم ويفجر احتجاجات وغضب الرأي العام العالمي، ولذلك فإن الخطط البديلة لهذا الاجتياح لم تكتمل بعد من ناحية عملية، حيث لم تقيم إسرائيل حتى الآن المخيمات  للنازحين من رفح قبل عملية الاقتحام، كما كانت تدعي، ولم تعد هناك أماكن خالية وآمنة تأوي النازحين من رفح، ولذلك فهي تعمد إلى ضرب أهداف بعينها.

الخيارات المؤقتة

وقال «أبو غوش» في حوار على شاشة الغد: إن الخطة الإسرائيلية البديلة هي، إما  تأجيل عملية  اقتحام رفح، أو اقتصارها على عمليات بعينها، مثلا إذا اكتشفت وجود عناصر مقاومة أو مسلحة، أو تقوم بعمليات اغتيال محددة لبعض الشخصيات، ولكن  تبقى تلك  ضمن الخيارات المؤقتة التي تعمل عليها إسرائيل، حنى تتبلور الخطة المتكاملة، لأن خطة رفح لا تقتصر فقط على التصدي لتشكيلات المقاومة التي بقيت في المدينة، ولكن تريد تطويق محافظة رفح  من الجنوب الغربي، أي عزلها تماما عن مصر ثم اتاحة الفرصة للتحكم بها  وبمستقبلها الإداري  والحياتي والاجتماعي وكذلك لقطاع غزة كله وليس رفح فقط.

عزة.. مخيم كبير للاجئين

وأضاف الخبير الفلسطيني: «مدينة رفح  تضم 1.5 مليون نازح، ومن أجل خروجهم من رفح لا بد من  ممرات آمنة، ولكن إسرائيل تريد ممرات تخضع  للتفتيش الدقيق، وربما عزل الأطفال والنساء عن الرجال، وقد تكون هذه الممرات مصيدة لاعتقال الألاف من الفلسطينيين».

وتابع قائلا: «كل شىء مستهدف في قطاع غزة  فهي تريد أن يتحول كل قطاع غزة إلى مخيم كبير للاجئين يفتقر لكل مقومات الحياة الإنسانية».

الاحتلال استغل التوتر مع إيران لإلهاء العالم عن غزة!

ويرى الباحث في مركز تقدم وخبير الشؤون الإسرائيلية، أمير مخول، أن إسرائيل تحاول استغلال التوتر مع إيران لإلهاء العالم عن غزة، وهذا ما يجري حاليا وهو أمر خطير، وقد  ألقت الهجمات التي أطلقتها إيران على إسرائيل، بتداعيات على مسار حرب العدوان على غزة المتواصلة لليوم الـ195 على التوالي، إذ تراجع الاهتمام الدولي «مؤقتا» ليتصدر الصراع بين طهران وتل أبيب المشهد، تحسبا لخروج الأوضاع عن السيطرة في المنطقة.

الاهتمام الغربي الراهن منصب على دعم إسرائيل!

وقال مخول: «الضربة الإيرانية وما تلاها من تبعات أبرزها التهديد الإسرائيلي بالرد، ساهمت في تغيّر المعادلة الراهنة بالمنطقة، حيث بات التركيز الغربي الراهن منصبًا على دعم إسرائيل في تلك الأزمة بعدما كان موحدًا ضد الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع، بما قد يصل إلى مراجعة التوجه السابق بتقليص مبيعات الأسلحة لتل أبيب، وكذلك تراجعت غزة في أولوياتهم خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تعثر المفاوضات بين الطرفين».

معاناة تخنق النازحين

وأشار «مخول» في حوار على شاشة الغد، إلى خشية أن تؤدي التوترات الإسرائيلية – الإيرانية إلى «صرف الانتباه» عن الوضع الإنساني في قطاع غزة، مع معاناة ما يقرب من 2.3 مليون نسمة من أزمة غذائية وصحية فادحة.. وقد أصبحوا، أو غالبيتهم، من النازحين !!

………………………………………..

شاهد | البث المباشر لقناة الغد