نشرت صحف عالمية، الإثنين، العديد من المقالات التحليلة، حول مستقبل تنظيم داعش، بعد طرده من آخر معقل له في سوريا.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن القتال ضد داعش في سوريا ربما يكون قد انتهى، لكن الولايات المتحدة وشركاءها لا يزالون يواجهون معارك مهمة ضد التنظيم الإرهابي ومتفرعاته وشبكات أخرى أقل ارتباطاً به في أماكن أخرى، مثل أفغانستان وغرب أفريقيا والفيليبين.
وأضافت الصجيفة، أنه حتى قبل أن تتمكن قوات سوريا الديمقراطية، التي تتألف من مقاتلين أكراد وعرب مدعومين من الولايات المتحدة، من طرد داعش من قرية الباغوز السبت، فإن التنظيم الذي سبق له أن أعلن خلافة في العراق وسوريا، قد غيّر من تكتيكاته وتحول إلى نمط المجموعة الإرهابية التقليدية، من خلال شن عمليات سرية تنفذها خلايا، فضلاً عن حرب عصابات وتفجيرات وعمليات اغتيال مستهدفة.
تهديدات داعش لا تزال مستمرة
وأوضحت الصحيفة، تقريرها، أن آلافاً من الجنود الأمريكيين يساعدون الجيش وقوات الأمن الأفغانية على مقاتلة داعش وجماعات إرهابية أخرى في أفغانستان، وتلاحق طائرات استطلاع أمريكية من دون طيار خلايا التنظيم الإرهابي في ليبيا، كما أن القوات الأمريكية تزود سلطات بوركينا فاسو والفيليبين بمعلومات استخباراتية.
ولا يزال الآلاف من مقاتلي داعش فارين في العراق وسوريا، يتحينون الفرصة من أجل التسلح مجدداً والتجمع ليوجهوا ضربة إلى الأراضي ذاتها، التي كانت تحت سيطرتهم يوماَ ما. والكثير منهم استسلم في الهجوم الأخير الذي شنته قوات سوريا الديمقراطية على الباغوز، وفق قادة ورجال استخبارات أمريكيين ومحللين.
تماسك وتطرف
وأبلغ قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزف فوتيل مشرعين أمريكيين خلال جلسة استماع في وقت سابق من الشهر الجاري، أن “ما نراه اليوم ليس استسلام داعش كتنظيم، لكن في الواقع هو قرار محسوب من أجل الحفاظ على سلامة عائلات المقاتلين ومقدراتهم، إن عائلات داعش الذين يتم إجلاؤها مما تبقى من أرض الخلافة لا تظهر ندماً وهي متماسكة ومتطرفة”.
وجاء في التقرير، أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أبلغ الصحفيين خلال جولة له في الشرق الأوسط، أن المعركة ضد المتطرفين سوف تستمر حتى بعد هزيمة داعش، وقال خلال زيارة للبنان: “مهمتنا لم تتغير، لا يزال لدينا عمل للتأكد من أن الإرهاب قد توقف عن النمو”.
بين 50 و300 مليون دولار
ولا يزال داعش يملك ما بين 50 و300 مليون دولار مخبأة إما في العراق أو في سوريا، أو ربما هرّبت إلى دول الجوار لتخبئتها، وذلك وفق ما جاء في تقرير للأمم المتحدة في فبراير/ شباط، ويعتقد أن داعش قد وظف أموالاً في التجارة، بما في ذلك مزارع للأسماك وتجارة السيارات والحشيش.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاريه الكبار تعهدوا بمواصلة القتال ضد داعش وفروعه، لكن القادة العسكريين الأمريكيين سيكون لديهم عددًا أقل من الجنود على الأرض، وبدلاً من أن تقوم القوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات بمطاردة مقاتلي داعش الذين فروا وعادوا إلى شمال أفريقيا وأوروبا وأماكن أخرى من الشرق الأوسط.
ويقول محللون، إن ما يصل إلى نحو 1200مقاتل من داعش قد عادوا إلى أوروبا وحدها.
التايمز: داعش لا يزال حيا في الشرق الأوسط
ونشرت صحيفة التايمز، أيضا، مقالا افتتاحيا، قالت فيه إن تنظيم داعشن لا يزال حيا في الشرق الأوسط و”يشكل تهديدا” بالنسبة للغرب.
وأضافت الصحيفة، أن رد الفعل الدولي على سقوط تنظيم داعش كان صامتا، ربما لأنه أعلن أكثر من مرة من قبل، فالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن سقوطه 16 مرة منذ ديسمبر/ كانون الأول.
ولكن الأمر الآخر، حسب الصحيفة، أن هناك توافقا على أن مسلحي التنظيم لم يعودوا يسيطرون على الأراضي، ولكنهم خطرهم لا يزال قائما، إذ هناك مقاتلون في العراق وسوريا وجماعات مرتبطة بالتنظيم في الصومال واليمن ومالي وبوركينا فاسو وتشاد وليبيا وأفغانستان.
وأضافت التايمز أن الدول الغربية تواجه مشكلة المقاتلين الأجانب وعددهم مئات الآلاف جاءوا من أوروبا ومن الولايات المتحدة.
وترى الصحيفة أن تنظيم داعش لم يعد له إقليم يسيطر عليه، ولكن على الغرب أن يتذكر أن هذا التنظيم “خرج من رحم الفوضى والفراغ. فإذا عاد الفراغ عاد التنظيم”.
الجارديان تحذر من عودة التنظيم بشكل مختلف
بينما قالت صحيفة الجارديان، إن التنظيم لم يختف لأن الأمر يتعلق بالأفكار وليس بالأرض التي كان يسيطر عليها. لكن أنصاره لا يزالون متمسكين بالأفكار التي تشبعوا بها. ويظهر هذا حسب الصحيفة، في الشعارات التي كانت نساء التنظيم ترددها عندما أخذن إلى مراكز الاعتقال. وكانت ترددن من وراء النقاب :”الدولة الإسلامية ستعود”.
وينقل التقرير عن منصور البرزاني، مسؤول المجلس الأمني في كردستان العراق، قوله إن الظروف السياسية والاقتصادية التي أدت إلى ظهور داعش متوفرة. ويحذر من أن التنظيم سيعود في شكل مختلف، فتنظيم داعش موجود في الأفكار وليس في الأرض التي سيطر عليها، على حد تعبيره.
فقد تأقلم التنظيم مع انحسار أقاليمه، وبدأ يتبنى التمرد في المناطق التي تشهد نزاعات طائفية. وأخذ في الشهور الأخيرة يكتسب الموالين في المحافظات الشمالية، مستعملا استراتيجية التمرد بدلا من محاولة السيطرة على الأرض. وبدأت الخلايا النائمة، حسب الكاتب، تنشر الخوف والذعر.