صحيفة: ألمانيا تحقق مع 20 تركيا للاشتباه بهم في أنشطة تجسس

قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تصريحات نشرت اليوم السبت، إن ألمانيا لن يكون لديها خيار سوى وضع قيود على صلاتها الاقتصادية مع تركيا، للضغط على شريكتها في حلف شمال الأطلسي للإفراج عن مواطنين ألمان اعتقلتهم لأسباب سياسية.

وتدهورت العلاقات بين البلدين بسبب حملة شنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على معارضين بعد انقلاب فاشل وقع العام الماضي. وتقول ألمانيا وشركاؤها في الاتحاد الأوروبي، إن الحملة الأمنية تقوض الديمقراطية.

كما نشب خلاف بين تركيا وألمانيا بسبب رفض برلين تسليم طالبي لجوء اتهمهم أردوغان بالتورط في محاولة الانقلاب ضده.

وقالت ميركل لصحيفة «باساور نويه بريسه» في مقابلة لدى سؤالها عن الطريقة التي يمكن بها إطلاق سراح الألمان المحتجزين في تركيا، «سنضطر إلى أن نزيد من خفض التعاون الاقتصادي المشترك مع تركيا والتدقيق في المشروعات».

وألقى التوتر بين البلدين بظلاله على الحملات الانتخابية قبل الانتخابات الاتحادية المقررة في ألمانيا خاصة بعد أن حث أردوغان، الألمان من أصل تركي على مقاطعة الأحزاب الرئيسية في التصويت الذي سيجرى في 24 سبتمبر/ أيلول.

وعادة ما كانت تربط ألمانيا، التي يقطنها ثلاثة ملايين شخص من أصل تركي، علاقات طيبة بتركيا، إذ أنها أيضا شريك تجاري كبير ومقصد سياحي للألمان.

وأثار اعتقال السلطات التركية لنحو 12 مواطنا ألمانيا غضب مسؤولين ألمان. ومن بين المحتجزين دينيز يوجيل، وهو صحفي ألماني-تركي محتجز منذ أكثر من 200 يوم.

ويوم الثلاثاء قالت ميركل، التي من المتوقع أن يفوز المحافظون بزعامتها بالانتخابات بما يمنحها فترة ولاية رابعة في منصبها، إن ألمانيا سوف تضع قيودا على بعض مبيعات الأسلحة لتركيا.

تعاني تركيا من عدة أزمات سياسية مع دول المنطقة مثل سوريا والعراق ومصر ودول أخرى بسبب سياسات تنتهجها أنقرة بالتدخل في شؤون تلك الدول جعلتها في عزلة أقليمية تزداد سوءا يوما بعد الآخر.

وتنامت أزمة تركية أوروبية وصلت إلى حد مطالبات بإيقاف مباحثات أنقرة وبروكسل لانضمام تركيا إلى الكتلة الأوروبية.

ولم تشهد الساحة السياسية التركية هذا الكم من التحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي منذ سنوات. فعلى المستوى الإقليمي تعاني تركيا من أزمات مع عدة دول المنطقة بسبب سياسات تركيا تجاه تلك الدول، وعلى المستوى الدولي فلا تزال الأزمة بين أنقرة وواشنطن مستمرة بسبب تنافر توجهات الجانبين حول قضايا مختلفة أهمها الأكراد في سوريا وملف جولن.
أما الاتحاد الأوروبي فكان له النصيب الأوفر في الأزمات، لخصها الموقف الألماني الذي وصل مؤخرا إلى دعوة دول الاتحاد لإيقاف مباحثات انضمام تركيا إلى النادي الأوروبي بشكل نهائي.
هذا الكم من الأزمات الخارجية يعزى إلى تبني الحكومة التركية، بقيادة حزب العدالة والتنمية، سياسة التصعيد على كل الجهات.
داخليا لم يكن الوضع أفضل من وضع السياسات الخارجية، فتنامي سلطة الحزب الحاكم بقيادة الرئيس التركي وسيطرته على جميع مفاصل الدولة من ضمنها البرلمان لم يبقي للمعارضة من حل سوى النزول إلى الشارع، الذي بات منقسما على نفسه هو الآخر.

قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن تركيا ابتعدت عن الاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الماضية، بارتكابها انحرافات مثيرة للقلق لا يمكن أن تظل بدون عواقب، فيما يتعلق بمشروع الاتحاد الجمركي على سبيل المثال، غير أنه أعرب عن أمله في عدم حدوث انقطاع للصلات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.

جاء ذلك في الحديث، الذي أجراه الرئيس ماكرون مع صحيفة “كاثيميريني” اليونانية، ونشر اليوم الخميس، تزامنا مع بدء زيارته الرسمية لليونان لمدة يومين، وبعد أيام من تشديد المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل لهجتها تجاه تركيا.

وأضاف ماكرون، “لكنني آمل في تفادي انقطاع الصلات مع تركيا، لأنها شريك أساسي في العديد من الأزمات التي نواجهها سويا، مثل تحدي الهجرة، والتهديد الإرهابي على وجه الخصوص، وإنني أعمل على ذلك من خلال قيامي باتصالات منتظمة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

يشار إلى أن الرئيس التركي يتبنى، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/ تموز 2016، سياسية قمعية شديدة تجاه معارضيه شملت التوقيف وإقالة الآلاف من الأشخاص.

وكان الاتحاد الأوروبي وتركيا قد توصلا، في العام الماضي، للعمل على الحد بدرجة كبيرة من تدفقات المهاجرين المتجهين إلى السواحل اليونانية، خاصة القادمين من سوريا والعراق.

وتساوم أنقرة دائمًا بهذا الاتفاق حين تحدث توترات مع الاتحاد الأوروبي حول مسألة حقوق الإنسان في تركيا.

وتوترت العلاقات بين ألمانيا وتركيا الحليفين في حلف شمال الأطلسي خلال العامين الأخيرين، لكن الاتحاد الأوروبي ككل شعر بالقلق بسبب حملة الرئيس رجب طيب أردوغان على المعارضة بعد محاولة انقلاب في تركيا خلال يوليو/ تموز 2016.

وأعلنت ميركل موقفها المشدد من المحادثات المؤجلة منذ فترة طويلة بشأن انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي خلال مناظرة تليفزيونية يوم الأحد مع غريمها الرئيسي في الانتخابات العامة المقررة يوم 24 سبتمبر/ أيلول، حيث قالت إنه من الواضح أن تركيا لا يجب أن تصبح عضوا بالاتحاد الأوروبي.

وقال وزير الخارجية الألماني، زيجمار جابرييل، لدى وصوله لإجراء محادثات مع زملائه في التكتل في طالين عاصمة استونيا، إن تركيا نفسها هي التي تتحرك بعيدا عن الاتحاد الأوروبي، بينما كرر وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس موقفه المؤيد لإنهاء المحادثات.

غير أن وزيري خارجية فنلندا وليتوانيا كان لهما موقف معارض لإنهاء المفاوضات.

وقال وزير خارجية ليتوانيا، ليناس لينكيفيسيوس، للصحفيين، “لا.. ينبغي علينا أن نواصل العملية والتواصل، ليس سهلا، لكن علينا أن نقدر قيمة التواصل”.

ومن المقرر أن ينضم وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، عمر جليك، لوزراء التكتل وعددهم 28 لإجراء محادثات في طالين في وقت لاحق اليوم.