صحيفة أمريكية: محامو ترامب يصفونه بعميل من الجحيم

قالت مجلة “أتلانتيك” الأمريكية “إن الرئيس دونالد ترامب لا يفهم ما يفعله المحامون، بمن فيهم أولئك الذين يحاولون الدفاع عن الرئاسة”.

وأضافت في تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، “أن الرئيس الأمريكي يبدو وكأنه يتناقض مع تغريداته على تويتر فليس من الواضح متى كان ترامب يعبر عن يأسه، ولكنه قال في تغريدة سابقة له، ليس لدي أي محامين جيدين، لدي محامون فظيعون، لديّ مجموعة من المحامين الضعفاء، والذين هم ليسوا موالين لي، إنها كارثة، لا يمكنني العثور على محامٍ جيد”.

وأشارت المجلة الأمريكية في تقريرها إلى أن محامي فيلادلفيا المحنك ديفيد رودوفسكي، قال إن معظم زملائه من المحامين الشرفاء يشعرون بالقلق من أن يعملو مع عملاء فظيعين مثل “ترامب”، وعبروا عن أن مخاوفهم الأخلاقية تفوق إلى حد كبير إغراءات الشهرة والثروة، ولم تكن فضائح “ترامب” في كتاب “وودوارد” مستبعدة بالنسبة لبعض المحامين الأمريكيين.

وأشار “رودوفسكي” إلى أن هناك اتفاق واسع النطاق بين زملائه من المحامين على أن ترامب عميل صعب على نحو غير عادي، حيث أنه لا يستمع إليهم، بل يقوض المحامين الذين يعملون لصالحه، وربما يكون أسوأ من ذلك، فهو غير قادر على التعلم من أخطائه، قائلاً “نحن نتحدث عن عميل من الجحيم”.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى تقرير سابق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية يؤكد بأن هناك بعض التطورات في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والذي يستشهد بأكثر من 12 دليلاً من داخل المصادر المقربة منه، وقالت المجلة في تقريرها، “ليس من الواضح ما إذا كان ترامب قد أعطى محاميه تقريرًا كاملاً عن بعض الأحداث الرئيسية التي شارك فيها كرئيس، حيث يمكن تتبع الإحساس بعدم الارتياح بين محاميه جزئياً، لقد قوض ترامب موقفه مرارًا وتكرارًا من خلال تغريداته على تويتر أو اتخاذ إجراءات أخرى يمكن أن تُضاف إلى قضية التدخل المرفوعة ضده”.

ونقلت المجلة الأمريكية في تقريرها تصريح تيد بوتروس، وهو شريك في شركة أولسن جيبسون الأمريكية، لشبكة “سي إن إن”، إن ترامب عميل مشوب بالصعوبة يتجاهل نصيحة محاميه ويطلب منهم المشاركة في أنشطة مشكوك فيها”، وعلقت المجلة قائلةً: “يبدو أنه يشير إلى الخوف بين المحامين بأن ترامب قد يجذبهم إلى أنشطة تقع خارج حدود التمثيل الأخلاقي، ووفقًا لقواعد السلوك المهني التي تتبعها نقابة المحامين الأمريكية، لا يجوز للمحامي تقديم المشورة لأحد العملاء لإشراك العميل أو مساعدته، في سلوك يعرف المحامي أنه جنائي أو مزيف”.

وصرح “رودوفسكي”، الذي مارس قانون الدفاع الجنائي منذ السبعينات، قائلاً أنه رفض ذات مرة العمل مع الرئيس الأمريكي لأسباب مماثلة تتعلق بقضايا غير أخلاقية ولا تتناسب مع أخلاقيات العمل المهني، وأشار إلى أن الثقة مهمة جداً وهو الشيء الأساسي الذي يحتاجه الطرفين، وأضاف، “لكن مع ترامب أنت تتعامل مع شخص ليس لديه أي اعتبار للحقيقة”، وواصل “رودوفسكي”، “لم يقم أبداً ببناء علاقة جديرة بالثقة مع أي محام، لا يمكنك الحصول على الكثير من المعلومات الأساسية منه”.

وقالت المجلة الامريكية في تقريرها، “يمكن القول إن جوهر القضية، هو أن مطلب ترامب الأساسي، أن يكون المحامون موالون له شخصياً، ويعملون دائماً مع مصالحه العاليا، ويمتد ذلك في النهاية إلى أولئك الذين يعملون معه، مثل مستشار البيت الأبيض، الذين هم من المفترض أن يعملون لصالح الشعب الأمريكي وليس للرئيس الأمريكي”، وأوضحت المجلة في تقريرها، “إلى أن إن انتقاد ترامب لمحاميه يكشف عن سوء فهم أساسي عنده لدور المحامي، فالمحامي ليس محامي ترامب ولكنه محامي المكتب البيضاوي، ولا يمكن لأي محام أخلاقي أن يقبل هذه الوظيفة دون فهم واضح بأن ولاء مستشار البيت الأبيض أولاً وقبل كل شيء للرئاسة، وليس للرئيس، وهذا هو المبدأ الذي يحدد المحامي الجيد.