كشفت صحيفة «بوبليكو Publico» الإسبانية، عن تأثير الجالية اليهودية بالولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية، ورغم أن تلك الجالية تمثل 1،9% فقط من سكان الولايات المتحدة، فإنها تتمتّع بنفوذ هائل على مستوى السياسة الخارجية الأمريكية، خاصة في القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط، ولا يُتوقع أن يتضاءل تأثيرها في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات.
وقالت الصحيفة، إن لقاء رؤساء الوزراء الإسرائيليين بمرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية في السنة التي تسبق الانتخابات يعدّ من التقاليد الراسخة منذ أمد بعيد، وهو ما يعكس حجم التأثير اليهودي في اختيار رئيس الولايات المتحدة.
نتنياهو يتجاهل بايدن بسبب «الأفكار الدموية»
بيد أن عزوف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن لقاء المرشح الديمقراطي جو بايدن قبيل الانتخابات الحالية يدعو للتساؤل عن حقيقة موقف يهود الولايات المتحدة من السباق نحو البيت الأبيض بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه بايدن.
ورغم أن علاقة بايدن ونتنياهو تمتد لعقود، فإن ذلك لم يمنع المرشح الديمقراطي من أن يُدلي بتصريحات أغضبت رئيس الوزراء الإسرائيلي حين كان يشغل منصب نائب الرئيس باراك أوباما.
وقد صرّح بايدن آنذاك أنه يحب نتنياهو، لكنه لا يوافق على «الأفكار الدموية» التي يتحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وعندما زار نتنياهو أمريكا منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي للتوقيع على ما بات يُعرف بـ«اتفاقيات أبراهام» لتطبيع العلاقات مع البحرين والإمارات، لم يطلب نتنياهو لقاء بايدن، ولم يتصل به هاتفيا، الأمر الذي كان المرشح الديمقراطي يتوقعه وفق مصادر إعلامية.
وكما أن عدم تعليق المشرفين على حملة بايدن الرئاسية أو تنديدهم بانحياز نتنياهو لترامب، والتزامهم الصمت، وتجنّب الصدام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، كلها أمور تدعو للاستغراب.
موقف نتنياهو سوف يتغير لو نجح «بايدن»
ونقلت صحيفة «بوبليكو Publico »الإسبانية، عن صحيفة «جيروزاليم بوست The Jerusalem Post» العبرية، القول إن عزوف نتنياهو عن لقاء بايدن يظهر أن «إسرائيل أصبحت في السنوات الأخيرة قضية حزبية» في السياسة الأمريكية.
وترى الصحيفة الإسبانية، أن اصطفاف رئيس الوزراء الإسرائيلي مع ترامب والحزب الجمهوري في الوقت الراهن يمكن أن يتغيّر بشكل كامل في حال فوز بايدن في السباق الرئاسي، وسيتحوّل نتنياهو بعدها مباشرة إلى الاصطفاف مع الحزب الديمقراطي.
لمن ستذهب أصوات اليهود؟
وأضافت الصحيفة الإسبانية، أن أغلبية أصوات اليهود الأمريكيين تذهب لصالح المرشحين الديمقراطيين، نظرا للتوافق في الرأي بشأن أغلب القضايا المحلية، مثل الإجهاض، والحق في حمل السلاح، والصحة، وحقوق المثليين.
ومن المنتظر أن يستمر هذا التوجه في الانتخابات الحالية، رغم تماهي ترامب مع مطالب نتنياهو، ورغم الانتقادات التي يوجهها بايدن في بعض الأحيان لإسرائيل، بما في ذلك رفضه قرار ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية من جانب واحد، حيث اعتبر أن قرارا كهذا يقوّض حل الدولتين.
استطلاعات الرأي كشفت توجه يهود أمريكا لصالح «بايدن»
وأشارت الصحيفة، إلى أن استطلاعا للرأي أجراه «مركز بيو للأبحاث Pew Research Center» أظهر تصويت 71% من اليهود الأمريكيين لمصلحة هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، مقابل 24% فقط لمصلحة دونالد ترامب، كما أظهر استطلاع آخر للرأي أجراه معهد يهودي في سبتمبر/أيلول الماضي أن 67% من اليهود الأمريكيين يعتزمون التصويت لمصلحة بايدن، مقابل 30% يعتزمون التصويت لترامب.
