تناولت الصحيفة الروسية «كوميرسانت» ما وصفته بـ «صراع في النيل»، حول المفاوضات المتعثرة بسبب التعنت الإثيوبي، بشأن امتلاء خزان سد النهضة، وتأثيره الخطير على دولتي مصب النهر ” السودان ومصر”، مع إصرار أديس أبابا على التنصل من كل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بتنظيم المجاري المائية والأنهار الدولية، واعتراض إثيوبيا على البنود التى تضفى الصبغة الإلزامية قانوناً على الإتفاق، أو وضع آلية قانونية لفض النزاعات التى قد تنشب بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى رفضها التام للتعاطى مع النقاط الفنية المثارة من الجانب المصرى بشأن إجراءات مواجهة الجفاف والجفاف الممتد وسنوات الشح المائى.
وكتبت الصحيفة الروسية: استأنفت مصر والسودان وإثيوبيا، بعد انقطاع دام ثلاثة أشهر، المفاوضات بشأن سد النهضة ومحطة توليد الطاقة الكهرومائية عليه، وستكون الأكبر في أفريقيا، وقد باتت موضوع نزاع بين الدول الثلاث.
وتخشى القاهرة والخرطوم من أن يؤدي السد الجديد على الجزء الإثيوبي من النيل إلى حرمانهما من الموارد المائية اللازمة، ما يضر باقتصاديهما.
لا وقت لحل وسط !!
العام الماضي، كانت موسكو مستعدة للتوسط بين أطراف النزاع، لكن واشنطن سبقتها إلى ذلك. إلا أن جهود الولايات المتحدة لم تكلل بالنجاح. فقد فشل توقيع الاتفاقية الثلاثية في اللحظة الأخيرة.
والآن، لم يُعد هناك وقت تقريبا لحل وسط، ففي يوليو/ تموز، تخطط إثيوبيا لبدء ملء الخزان الكهرومائي، بصرف النظر عن نتيجة المفاوضات.
موقف موسكو
ومن بداية يونيو/ حزيران، أكدت موسكو موقفها بالقول: “يجب حل مشكلة السد في إطار الآليات القائمة، بما يتوافق مع القانون الدولي ووفقا لروح إعلان مبادئ الخرطوم للعام 2015”.
وفي رأي رئيسة تحرير موقع «تكامل الخبرة»، المتخصصة في الشؤون الأفريقية، آنّا ماسلوفا، فإن البيان الروسي يخدم مصر.
وقالت: “من المهم توجيه الحوار بطريقة تضمن، عدم التشكيك بحق إثيوبيا السيادي في بناء السد، ومع الشفافية الكاملة في عملية إطلاق المحطة الكهرومائية، وتحليل العواقب على الجيران”.
روسيا لن تصمت في موضوع مهم لمصر
وقال المتخصص في الشؤون المصرية خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية، دميتري تاراسينكو، للصحيفة: “لم يكن لروسيا، بوصفها شريكة لمصر، أن تصمت في موضوع مهم بالنسبة للقاهرة. وعلى الأرجح، لا يزال الاقتراح الروسي للوساطة صالحا، تطرح موسكو نفسها كمصدّر عالمي للأمن، ويبقى السؤال ما إذا كان الآخرون على استعداد لرؤية روسيا وسيطا؟!”.
و أشار الخبير «تاراسينكو» إلى أن الوثيقة المتفق عليها في واشنطن كانت شاملة، والقاهرة، الآن، لن توافق على أقل منها.
ماذا يفعل الوسطاء الدوليون ؟!
إلا أن مصر تفتقر إلى قنوات للضغط على إثيوبيا، وهي بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي. بالنسبة للقاهرة، التي كانت رائدة في أفريقيا لسنوات عديدة، فإن الاعتراف بالضعف وبحقيقة أن منافسيها ازدادوا قوة ليس أمرا سهلا. والسؤال هو ما يمكن أن يفعله الوسطاء الدوليون، باستثناء تهديد إثيوبيا بالعقوبات