صحيفة روسية: لماذا لا يحارب ترامب «الكابوس الأسوأ»؟
شهدت الولايات المتحدة، خلال الأسابيع الأخيرة، ارتفاعا حادا لعدد الإصابات بفيروس كورونا على أساس يومي، خاصة في ولايات تكساس، وأوكلاهوما، وميزوري، وفلوريدا، وميسيسيبي.
وتعتبر الولايات المتحدة الدولة الأولى عالميا من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بنحو 2.5 مليون حالة وكذلك الأولى من حيث حصيلة الوفيات جراء الجائحة بحوالي 127 ألف شخص.
وتتساءل صحيفة روسية، عن دوافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعدم مواجهة «الكابوس الأسوأ» في الولايات المتحدة، ولماذا تتخبط إدارة الرئيس ترامب في إدارة أزمة وباء فيروس كورونا المستجد، على خلفية اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية (نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل)، رغم تعاظم الخطر من الوباء في أمريكا؟!
«كورونا» خارج عن السيطرة الأمريكية
وقالت صحيفة «غازيتا رو» الروسية: “في الولايات المتحدة، يتفاقم الوضع مع فيروس كورونا.. تقترب المعدلات اليومية للحالات المكتشفة من قيم الذروة التي شهدتها في شهر أبريل/ نيسان الماضي، ويشيرون في مجتمع الخبراء إلى أن الفيروس خارج عن السيطرة وأن الدولة تقترب من «أسوأ كابوس».
ومع ذلك، فليس لدى البيت الأبيض استراتيجية وطنية لمكافحة الوباء. كما أن دونالد ترامب لا يبالي بالقفرة الجديدة في الإصابات، ويحاول صرف انتباه الأمريكيين عنها، عشية الانتخابات.
ترامب يبحث عن ضمان إعادة انتخابه
يمكن تفسير إجراءات ترامب، من خلال التوجه نحو إدخال البلاد تدريجيا في جو الانتخابات الرئاسية الجديدة.
ويحاول رئيس الدولة طمأنة الناخبين وضمان إعادة انتخابه، فيما تشكل العودة إلى القيود الوبائية، التي سعى البيت الأبيض إلى إزالتها على مدى شهور، أحد الإجراءات الأساسية في الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الفيروس.
ويضيف تحليل «قسم الدراسات السياسة» في صحيفة « غازيتا رو» الروسية: “من شأن ذلك أن يشكل ضربة جديدة للاقتصاد الأمريكي، الذي انخفض عمليا في الربع الأول من العام 2020 بنسبة 5 %، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. بإغلاق البلد مرة أخرى، سيزيد ترامب الوضع سوءا.
غياب استراتيجية وطنية لمواجهة «كورونا»
ولكن، عدم وجود استراتيجية وطنية لمواجهة الخطر يلعب أيضا ضد البيت الأبيض، فلم تحسّن سياسة ترامب الحالية بشأن الفيروس التاجي من شعبيته حتى الآن.
ومن المثير للاهتمام أن هناك عدة وجهات نظر متباينة حول كيفية التعامل مع الوباء تعيش متزامنة في البيت الأبيض. ففيما يحاول ترامب تسويق فكرة أن الوضع مستقر، فإن الخبراء في إدارته لا يؤيدون هذه الاستراتيجية وفي بعض النقاط يتناقضون تماما مع رئيس الدولة.
أمريكا تقترب بثبات من «أسوأ كابوس»
ومن وجهة نظر كبير أخصائيي الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، أنطوني فوسي، فإن البلد يقترب بثبات من “أسوأ كابوس”. وبشكل عام، لا يمكن استبعاد هذا السيناريو إذا استمرت سياسات إدارة ترامب غير المبالية.
