صحيفة فرنسية تكشف دور بلاتر في تنظيم قطر مونديال 2022
بلاتر أعلن ندمه على فوز قطر بتنظيم مونديال 2022
كشفت صحيفة «لوموند» الفرنسية عن رغبة القضاء الفرنسي في إعادة سماع أقوال الرئيس السابق الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» جوزيف بلاتر، ضمن التحقيقات الجارية حول منح قطر حق استضافة كأس العالم 2022، إذ أظهر التحقيق الذي أجرته الصحيفة الفرنسية، أن «بلاتر» لعب دورًا رئيسيًا ولكنه معقد في العرض القطري.
واستهلت «لوموند» تحقيقها بأنه رغم مرور تسع سنوات تقريبًا منذ عملية التصويت في ديسمبر 2010، مازال فوز قطر – المثير للجدل – باستضافة كأس العالم 2022، يشكل عبئًا على «فيفا»، نظرًا للاشتباه في اتهامات بالفساد، الأمر الذي يشغل اهتمام القضاء السويسري، والأمريكي، والفرنسي، ووضعوا الأمر نصب أعينهم.
وأشارت الصحيفة الفرنسية، أن التحقيق الأولي بشأن ما وصفته الصحيفة بـ«الفساد الخاص» و«المؤامرة الجنائية»، الذي بدأه المدعي المالي الوطني منذ عام 2016، يسير على قدم وساق، إذ يرغب المدعي المالي في إعادة سماع رئيس «فيفا» السابق جوزيف بلاتر.
وذكرت «لوموند» أن المحققين الفرنسيين يريدون استئناف استجوابهم لتحري بعض النقاط المتعلقة بحملة التصويت، موضحة، أنه تم سماع أقوال «بلاتر» كشاهد في سويسرا في أبريل 2017، كجزء من إجراءات المساعدة المتبادلة مع السلطات السويسرية.
ويلقي المدعي العام المالي الضوء على اجتماع الغداء الذي نظم في 23 نوفمبر 2010 في الإليزيه، من بين عدة أمور أخرى، بحضور نيكولا ساركوزي وميشال بلاتيني ورئيس اتحاد الجمعيات الأوروبية لكرة القدم (UEFA)، وبحضور أمير قطر، الشيخ تميم آل ثاني، ورئيس الوزراء السابق، ووزير الشؤون الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم، وكذلك كلود غيانت، الأمين العام للإليزيه، وصوفي ديون، مستشار الرياضة لساركوزي.
وكان «بلاتيني» يقول دائمًا لصحيفة «لوموند»: «أثناء تناول الغداء، كنت أتنبأ بأن الرئيس ساركوزي كان يودني أن أصوت لصالح قطر، بيد أنه لم يطلب مني ذلك أبدًا»، كما أكد أنه لم يكن على دراية بقدوم ممثلين قطريين قبل الذهاب إلى الاجتماع.
وصوت «بلاتيني»، الذي أراد في البداية التصويت لصالح الولايات المتحدة، بنهاية المطاف في ديسمبر 2010 لصالح قطر، معلنًا ذلك على الملأ.
أما «بلاتر» فلم يكشف مطلقًا إلى من أعطى صوته، وفي تواصل من قبل «لوموند»، قال «بلاتر» أنه أدلى يصوته لصالح الولايات المتحدة، مؤكدًا أن اختيار قطر كانت نتيجة التدخل الفرنسي، الذي قام بتغيير أربعة أصوات، كما أكد بصفة مستمرة أنه كان يود منح كأس العالم 2018 لروسيا و2022 إلى الولايات المتحدة بدوافع جيوسياسية.
ووفقًا للتحقيق الذي أجرته الصحيفة الفرنسية، يبدو أن «بلاتر» لعب دورًا رئيسيًا، لكنه معقد، إذ دعم في البداية مشروع ترشيح قطر، قبل القلق بشأنه، من أجل إظهار ذلك بعض القرائن، وليعطي الملف صوته، في نهاية عام 2010، خلال الجولة الرابعة والأخيرة من الاقتراع.
ووفقًا لما ذكرته الصحيفة، في بداية عام 2009، أدرك «بلاتر» أن الترشح القطري لا يقنع جميع الدول الأعضاء في الفيفا، وأمر أمينه العام جيروم فالكه الذي كان معارضًا لترشح الدوحة، بإقناع القطريين بالانسحاب من السباق مقابل تنظيم مسابقات تابعة، إلى أن هذا المقترح تم رفضه من قبل القطريين.
وأفادت الصحيفة، أن «بلاتر» كان قلقًا من ضغوط وسائل الإعلام، وقال أحد المقربين السابقين إنه ندم بشدة على فوز قطر.
وأشار التقرير الفرنسي، أنه وفقًا للبروتوكول، فإن رئيس الفيفا، «بلاتر» آخر من يُصوت، ووفقًا لمعلومات «لوموند»، فإن ورقة الاقتراع الأخيرة بصندوق الاقتراع في ذلك اليوم كانت لصالح قطر.