صحيفة: قلق في واشنطن من اتساع دائرة نفوذ إيلون ماسك
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” النقاب عن قلق لدى مسؤولين في واشنطن من التحركات التي أظهرها مؤخراً الملياردير إيلون ماسك.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماسك أثار غضب بعض مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بإعلانه أنه لا يريد الاستمرار في الدفع مقابل خدمة الأقمار الصناعية الخاصة به في أوكرانيا، قبل أن يتراجع في وقت لاحق عن هذا التهديد.
وأوضحت أن ماسك، البالغ من العمر 51 عامًا، يُدخل نفسه في القضايا الجيوسياسية المتقلبة، وهو ما يجعل العديد من صانعي القرار في واشنطن يشعرون بالقلق من تبعات تحركاته وشعورهم بأنه يتخطاهم.
ولفتت إلى أن الشراكة التي استمرت لعقدين، بين ماسك والحكومة الفيدرالية الأمريكية، ساعدت على عودة الهيمنة الأمريكية في الفضاء والتحول إلى مجال السيارات الكهربائية، إلا أن الكثيرين في واشنطن- حتى ممن امتدحوا عمله في مجالات الأمن القومي- يرون الآن أن ماسك قوي ومتهور للغاية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين وصفهم لماسك بأنه “غريب الأطوار ومتغطرس بقدر ما هو رائع”، وهو الأمر الذي أجمع عليه عددا منهم.
وقال أحد مسؤولي البيت الأبيض عن ماسك: “إنه يعتقد أنه هدية للبشرية لدرجة أنه لا يحتاج إلى أي حواجز حماية”، فيما قالت مؤرخة بجامعة هارفارد: “إنه يرى نفسه فوق الرئاسة”.
ورغم ما أعلنه الملياردير الأمريكي، وصاحب شركة “سبيس إكس”، بأن لديه خطة خاصة بأوكرانيا يمكنها أن تجنب العالم حربا نووية محتملة، وأيضا اقتراحاً بشأن تايوان يمكنه التخفيف من حدة التوترات الإقليمية، إلا أن تلك “الدبلوماسية” تثير الغضب العديد من السياسيين، حيث وصف سيناتور جمهوري مخططات ماسك بالإهانة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم الشراكة القديمة بين الحكومة الأمريكية وماسك، إلا أن الأخير يزداد انتقاده مؤخراً للحكومة الفيدرالية، منوهة أنه بات يتحدث إلى رؤساء دول أجنبية ورؤساء حكومات، ويبيع أحدث صواريخه وتكنولوجيا الطيران – التي تنتجها “سبيس إكس”، إلى كوريا الجنوبية وتركيا، وتنضم إلى القائمة بلدان أخرى، ولديه مصانع “تسلا” في ألمانيا والصين، كما أنه يمتلك ويتحكم في أكثر من 3000 قمر صناعي يدور حول الأرض – أكثر بكثير من أي دولة ، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقالت إنه على الرغم من أن ماسك لا يحتاج لواشنطن الآن، لأنه قوة عالمية، إلا أن الأخيرة لا تزال تعتمد عليه، حيث يستخدم الجيش الأمريكي صواريخ وخدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، التي يديرها ماسك، لطائراته بدون طيار وسفنه وطائراته، كما أنه لا يوجد لدى وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” حاليًا طريقة لإيصال رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية إلا عبر كبسولات “سبيس إكس” الفضائية، كما أنه في الوقت الذي يمثل فيه تغير المناخ أولوية قصوى للبيت الأبيض، فإن ماسك يملك سيارات كهربائية على طرق الولايات المتحدة أكثر من أي مصنع آخر.
وأوضح العديد من كبار المسؤولين الحكوميين أنهم يعملون على تقليل اعتمادهم على ماسك، بما في ذلك الشراكة مع المنافسين ورعايتهم بالعقود الحكومية والإعانات.
وفي الأسبوع الماضي قالت المتحدثة الإعلامية لوزارة الدفاع الأمريكية، سابرينا سينج، إن هناك كيانات أخرى يمكن الشراكة معها عندما يتعلق الأمر بتزويد أوكرانيا بما تحتاجه في ساحة المعركة، وأن الأمر لا يقتصر على “سبيس إكس”.
ولفتت إلى أن أحد الشواغل الرئيسية حاليا حول ما إذا اشترى ماسك موقع تويتر، ما يطرح إمكانية تمتع آخرين من شركائه الأجانب، بنفوذ محتمل قد يتم استخدامه لنشر معلومات مضللة.
