حققت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى العاصمة البريطانية لندن، صخبا وجدلا أكثر من نتائجها السياسية والاقتصادية المتوقعة، وسط تلاسن بين ترامب ومسؤولين بريطانيين في الزيارة التي بدأت أمس وتستمر اليوم الثلاثاء.
وخرجت مظاهرات ضخمة احتشدت على جانبي طريق مرور الرئيس الأمريكي إلى مقر مجلس الوزراء البريطاني، للقاء رئيسة الحكومة تيريزا ماي، في داوننج ستريت، وهي المظاهرات التي قال أنه لم يشاهدها أبدا.
تم تحديد موعد هذه الزيارة منذ بداية الربيع في مارس/أذار الماضي، ويعول عليها في إتمام اتفاقيات اقتصادية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، لدعم لندن في إتمام الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكن هذه الاتفاقيات لن تكون ذات فاعلية سريع، إذ ما زال أمام ماي بعض الوقت في منصبها الذي ستغادره مطلع الأسبوع المقبل. وسط انتظار رئيس وزراء جديد يحل مكانها، بعد أن فشلت على مدار عامين في إتمام خطة الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي.
فتح ترامب بتصريحاته الحادة العديد من الجبهات أثناء زيارته لبريطانيا، ومعظمها تنصب على مسؤولين وبرلمانيين، وربما قد تمتد إلى أفراد العائلة المالكة.
وبمجرد وصوله إلى لندن، واجهته اتهامات بشأن تصريح منسوب له ضد دوقة ساسكس والممثلة الأمريكية السابقة، ميجان ماركل زوجة الأمير هاري عندما وصفها بأنها “كريهة “خلال مقابلة مع صحيفة “ذي صن” البريطانية.
وهو الأمر الذي نفاه ترامب عند وصوله إلى لندن، بالرغم من وجود تسجيل صوتي له نشرته الصحيفة بذلك.
وفي يوم ملئ بالعمل والزيارات، توجه ترامب إلى مجلس الوزراء للقاء رئيسة الحكومة تيريزا ماي، ومر ترامب بطرق مكتظة بالمتظاهرين ضد زيارته لبريطانيا. ووسط كل هذا الرفض المنتشر في قلب العاصمة من جانب الآلاف المتظاهرين ضد سياساته، أجاب ترامب على سؤال حول رد فعله تجاه عن هذه المظاهرات، فقال:”لم أر أي مظاهرات!”
وانتقلت مواجهات ترامب في بريطانيا إلى عمدة لندن، صادق خان ، الذي وصفه ترامب خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع ماي اليوم، بـ”السلبي وغير النبيه”، وتابع “إنه لم يقم يعمله بشكل جيد، بينما عليه التركيز على وظيفته”.
هجوم ترامب هنا على خان ، جاء ردا على سؤال لصحفية في المؤتمر الصحفي مع ماي ،بعد استقبال خاص منذ يومين من عمدة لندن الذي قال قبيل مجئ ترامب أنه لا يستحق زيارة بريطانيا.
وكتب صادق مقالا في صحيفة الجارديان في مطلع الأسبوع وصف فيه ترامب بـ”فاشي القرن العشرين”.
وحذر من خطر زيادة نفوذ قوى أقصى اليمين في العالم، موجها إدانة للسلطات البريطانية لقيامها بفرش السجادة الحمراء أمام ترامب عندما تستقبله الملكة إليزابيث الثانية.
واستكمل ترامب معاركه في بريطانيا ،عندما أعلن اليوم أنه رفض طلب زعيم المعارضة العمالية البريطانية جيريمي كوربن عقد لقاء معه، منتقدا كوربن الذي دعا لاحتجاجات ضد زيارة الرئيس الأمريكي لبريطانيا.
لذلك كان من الواضح أن زيارة ترامب حملت العديد من محاور المواجهة في مدة تقل عن 48 ساعة.
فهناك شخصيات عدة هاجموا ورفضوا زيارة الرئيس الأمريكي إلى لندن، لكن وضح تماما أن هناك معارك خاصه كانت بينه وبين مسؤولين وبرلمانيين وأعضاء بالأسرة الحاكمة.