«صدمات وأزمات مالية».. السياسة والاقتصاد يتحالفان ضد طموحات اللبنانيين
بيروت – كلوديا أبي حنا
«صدمات متسلسلة ولا حلول» هكذا أثقل عام 2021 على كاهل اللبنانيين بنتائج أزمة مالية متمادية صنّفها البنك الدولي بأنها واحدة من أشد 3 أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.
وشكلت طوابير «الذل» أمام محطات الوقود أبلغ تعبير عن فداحة أزمة قلبت يوميات اللبنانيين رأسًا على عقب حتى حوّلت شعبًا امتهن الرفاهية إلى «لاهث» وراء تأمين حاجاته الأساسية من وقود وكهرباء ودواء وغذاء.
تلك الحاجات التي ارتفع ثمنها إلى مستويات غير مسبوقة مع بلوغ الدولار معدلات قياسية حتى لامس لبنان الانهيار التام خصوصًا أن خطة التعافي المفترض وضعها مع البنك الدولي بقيت أسيرة الخلافات والانقسامات ومنطق التعطيل.
تشكيل الحكومة
لم يفلح 20 لقاء بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري في تشكيل حكومة جديدة.
بعدها.. اعتذر الحريري وخَلَفه نجيب ميقاتي الذي انفجرت في وجهه أزمة علاقات لبنان التاريخية مع دول الخليج.
وإذا كانت استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي عكست سعيًا لتطويق الأزمة، إلا أن أسبابها بدت أكثر تعقيدًا لارتباطها برفض الخليج النفوذ المتنامي لحزب الله وتكرار دعوته لبنان إلى حصر السلاح بيد المؤسسات الشرعية في أي حال لم تكن حكومة ميقاتي الغضة قد تخطت شهرًا من عمرها حتى تعثرت بعدما اشترط ثنائي أمل حزب الله العودة إلى اجتماعاتها بتنحية المحقق العدلي في جريمة مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.
وموقف الثنائي أمل حزب الله توّج ضغوطًا متتالية على التحقيق في جريمة المرفأ تمثلت بتراكم دعاوى السياسيين المستدعين للتحقيق لكف يد المحقق طارق البيطار.
ووصل الأمر إلى تحوّل تظاهرة مؤيدة للثنائي ومنددة بالقاضي إلى مواجهة عسكرية بين مؤيدي الثنائي وأنصار لحزب القوات اللبنانية في منطقة الطيونة الفاصلة بين الشياح وعين الرمانة.
انقسام متصاعد
تلك الموقعة أعادت التذكير بأهوال الحرب اللبنانية وسلطت الضوء على احتقان متصاعد وانقسام حاد ربطه مراقبون بحادثين سابقين.
في منطقة عرب خلدة شهد تشييع قيادي مؤيد لحزب الله إطلاق نار وقذائف على خلفية ثأرية ولكنها أدت إلى مقتل ثلاثة من المشيعين.
وكان أهالي بلدة شويا في جنوب لبنان قد منعوا حزب الله من إطلاق صواريخ ضد إسرائيل من داخل بلدتهم في سابقة لم تشهدها المناطق الحدودية قبل ذلك.
أحداث شكلت من جهة نذير وضع أمني خطر جاهز للاشتعال في أي لحظة، وعكست من جهة ثانية ضيقًا شديدًا من أوضاع معيشية تزداد ترديًا.
ويحمّل الناس مسؤوليتها لسلطة فاسدة وعاجزة قال عنها أحد خبراء الأمم المتحدة، إنها تخذل شعبها بعدما قامت بتدمير العملة الوطنية، وأدخلت البلد في مأزق سياسي. هذا المأزق الذي يُخشى اشتداده في العام الجديد المقبل على انتخابات نيابية ورئاسية.
