لات تزال تلقي مأساة غرق مركب طرابلس شمال لبنان في الـ 18 أبريل الجاري بظلالها على أسر وأصدقاء الضحايا.. فهذه مدرسة رسول المحبة المقامة بمدينة جبيل فقدت 3 من أبنائها الأمر الذي ما أغرق أصدقاءَهم ومدرسيهم في حالة من الحزن والصدمة.
وتقول دموع هؤلاء الأطفال ما لا تستطيع ألسنتهم البوح به.. “ففي هذا الصف طفل اسمه محمد لم يعد موجودا ليلعب مع أصدقائه، ما بقي مجرد صورة وبعض من الذكريات وحرقة في قلوب صغيرة تبكيه منذ أن سمعت بالنبأ الحزين”.
“ربما هذه هي المرة الأولى التي يختبرون فيها الموت ومعناه وشعور الفقدان، لكن رفاق محمد وماسة الشقيقة الكبرى وجاد ذي الأعوام الخمسة، يعلمون حقيقة غرقهم في مركب طرابلس، يعلمون أن لبنان لم يعد صالحا ليعيش فيه الكبار والصغار أيضا”.
وقالت بيسان صديقة الطفلة ماسة السبسي: “ما كنت مصدقة هالحكي كنت أبعتلها بس ما كانت ترد علي, بعتلها ماسة كيفك شو أخبارك ليه ما عم بتردي علينا لح نشتقلك كتير, بس هلق صدقت”.
وتقدمت مدرسة الأطفال بنعي مؤثر رغم أن الإدارة لا تزال تحت وقع الصدمة والمفاجأة، لفقدان تلامذة من المتفوقين لديها.
وقال محمد سليم، مدير مدرسة إن “هؤلاء الأطفال الثلاثة من المميزين أخلاقيا وتعليميا وبالتأكيد موتهم سيكون له أثر سلبي”.
ولا تزال جثث ماسة وجاد ومحمد ووالدتهم مفقودة، ولم يبق سوى والد فقد عائلته بأكملها بغمضة عين، بعدما حاول الهروب بهم من جهنم هذا البلد.
وتواصل السلطات في لبنان الجهود المكثفة للبحث عن المفقودين في حادث غرق مركب قبالة سواحل طرابلس وعلى متنها عشرات الركاب، حيث تم إنقاذ 45 مواطنا وانتشال 7 جثث فقط حتى الآن فيما تفيد التقارير المبدئية فقدان قرابة 30 شخصا منذ غرق المركب مساء السبت الماضي.
وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني أن عناصر من وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني ومن المراكز البرية المجاورة يواصلون العمل بحثاً عن المفقودين الذين كانوا على متن المركب، موضحة أن عمليات المسح الميداني الشامل تتم برا وبحراً من رأس بيروت وصولا إلى العبدة في محاولة للعثور على أي من المفقودين.
كما تقوم وحدات من القوات البحرية اللبنانية بالبحث عن المفقودين وبمساندة من القوات الجوية.
وكان مجلس الوزراء اللبناني قد طلب في اجتماعه الاستثنائي أمس بحضور قائد الجيش تكثيف جهود البحث والإنقاذ عن المفقودين بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).