ضربت مجموعات انشقاقات تنظيم الإخوان المصنف «إرهابيا» في مصر، مع إعلان مجموعة المكتب إخوان الخارج التي تتنازع على إدارة التنظيم، مع قيادات مكتب الإرشاد، عن إجرائها انتخابات داخلية، أسفرت عن اختيار مكتب إرشاد للتنظيم، بدلا عن مكتب الإرشاد القديم الذي يقوده حاليا محمود عزت القائم بأعمال المرشد.
وظهرت حالة «الشقاق» بين عناصر التنظيم، عبر البيان الأخير للقيادي الإخوان الهارب في تركيا، عمرو دراج، الذي أعلن اليوم الأربعاء، «اعتزاله كافة أشكال العمل العام، السياسي منه أو الإداري، سواء في حزب الحرية والعدالة، أو جماعة الإخوان المسلمين».
ويعد «قرار دارج» بالخروج عن الإخوان، الثاني من قيادات الإخوان، المناوئة لمكتب الإرشاد القديم، الذي يقوده محمود عزت، وسبق ذلك إعلان «محمد منتصر»، المعروفة بأنه المعبر عن مجموعة المكتب الإداري، ورئاسة «لمكتب الإخوان المصريين في الخارج» التي أعلنت عن قيادة موازية لمكتب الإرشاد.
وكان «دراج» ذكر في بيانه أن «مكتب الإخوان المصريين بالخارج» الذي يترأسه، قدم استقالته.
وتكشف الاستقالات المتلاحقة لقيادات الإخوان عن «تجذر» الخلافات بين قيادات التنيم، ومحاولة «إحراج القائم بأعمال المرشد محمود عزت ومحمود حسين الأمين العام لللتنظيم، بهدف إبعادهم عن قيادات التنيظم»، وهو ذكره مصدر مقرب للجماعة لـ« الغد»، منوها أن الصراعات حول القيادة وصلت لمرحلة كبيرة، في ظل سيطرة قيادات القديمة على الأمور المالية، وإصداره قرارات بمنع الدعم المالي للعناصر المناوئة لهم، خاصة التي تعيش خارج مصر.
مبادرة منتصر الزيات
غير أن مصدر آخر، قريب من الإخوان، نوه إلى أن ما يدور في الإخوان من خلافات وصراعات، حول « مبادرة للصلح» من الحكومة المصرية، طرحا محامي الجماعات الإسلامية منتصر الزيات التي أعلن عنها الأحد الماضي 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وتقترح «مبادرة الزيات» اعتراف الإخوان بالنظام الخالي، ووقف الأعمال العدائية تجاه الدولة المصرية، مقابل إخراج تنظيم الإخوان من التنظيمات الإرهابية، لكن «مبادرة الزيات»، لم تلقى ردوداً إيجابية أو حتى تعليق من قبل مسؤولين من الحكومة المصرية.
موقف قيادات السجون والتنظيم الدولي
غير أن يبدو أنها تحظي من قبل قيادات الإخوان في السجون، خاصة أن «الزيات» يتولى الدفاع عنهم في القضايا التي يحاكمون فيها الآن. كما أنها تتماشي مع ما سبق أن طرحه قيادات في التنظيم الدولى للإخوان على رأسهم إبراهيم منير، والذي سبق أن أكده على ضرورة إجراء مصالحة في ظل الظوف المتشابكة حاليا.
وكان «منير»، قال في حوار له مع أحد المواقع الإلكترونية التابع لأذراع التنظيم الإعلامية: «نقول ونحن جادون فليأتنا من حكماء شعبنا أو من حكماء الدنيا من يرسم لنا صورة واضحة للمصالحة، التى يعلقها البعض فى رقبة الجماعة ورقاب الفصائل الشريفة المعارضة التى تحقق السلم والأمن بكل الأمة المصرية، دون مداهنة أو خداع أو كذب على الناس.. وعندها تكون ردود الفعل».
ولكن تصريحات «منير»، لاقت معارضة من الرأي العام في مصر، خاصة في ظل الاتهامات للإخوان بالمسؤولية عن عدة جرائم إرهابية، وضرورة محاكمتهم عن هذه الجرائم، قبل الحديث عن المصالحة، كما أن نفس التصريحات لاقت هجوماً من قبل يار متشدد داخل الإخوان خاصة «من الذين أصحاب المصالح في إدارة الإخوان في الخارج، وحظيت بدعم تركيا وقطر»، وهو ما تناولته صحيفة «الفجر» الأسبوعية المصرية في عدد الصادر اليوم الخميس،
وذكرت الصحيفة أن طرح المبادرة من قبل الزيات، دفع هذه المجموعة للعمل على تحريك قيادات الإخوان في الخارج وعلى رأسهم محمد منتصر وعمرو دراج وجمال حشمت»، لاتخاذ خطوة بالإعلان عن إجراء انتخابات وتغيير قيادات مكتب الإرشاد.
وتدل تطورات الصراعات في الإخوان، عن وجود حالة انشقاقات داخلية بين قيادات التنظيم، في ظل تبعيه كل مجموعة لتوجهات مختلفة، سواء في تركيا أو قطر أو لندن التي تهرب إليها قيادات التنظيم، بعد ثورة 30 يونيو، وعزل الرئيس الإخوان يمحمد مرسي وما ترتب عليه ما تصعيد بين الإخوان والحكومة المصرية.
