صراع الصين والهند.. من الأزمة الحدودية إلى المقاطعة الاقتصادية

لا تزال الأزمات بين الصين والهند تتلاحق وتنعكس على العلاقة بين البلدين نتيجة النزاع الحدودي الواقع بينهما، والذي أسفر مؤخرا عن مقتل 20 جنديا هنديا.

وسرعان ما انتقل الصراع السياسي إلى الجماهير في الهند، بعد أن وضع تجار قائمة تضم أكثر من 450 سلعة ما بين مستحضرات تجميل وحقائب وألعاب وأثاث وأحذية وساعات صينية لمقاطعتها بسبب المناوشات الحدودية المستمرة.

وقال سكرتير عام اتحاد تجار الهند، برافين خانديلوال في تصريح له، إن اتحاد التجار قرر مقاطعة البضائع الصينية”، في إطار حملة انطلقت في 10 يونيو/حزيران بعنوان  “السلع الهندية فخرنا”.

مقاطعة فنادق ومطاعم

وفي نفس الإطار، دعا وزير في الحكومة الهندية إلى مقاطعة اقتصادية للصين.

وكتب وزير العدل الاجتماعي والتمكين في الهند رامداس أثاوالي، على “تويتر” إن “الصين بلد خائن”، مضيفا أن الهند يجب “أن تقاطع جميع السلع الصينية”.

كما طالب الوزير بإغلاق “المطاعم والفنادق الصينية التي تقدم طعام صينيا في الهند”.

حرق صور الرئيس الصيني

وعلى خلفية النزاع، أشعل متظاهرون النار فى الهند بحرق صور للرئيس الصينى وسط العاصمة الهندية نيودلهى،

وندد المحتجون بالاشتباكات الحدودية وما وصفوه بالعدوان الصيني بعد أن أسفر ذلك عن مقتل 20 جنديا في الجيش الهندي، في تصعيد كبير لمواجهة مستمرة منذ أسابيع في غرب جبال الهيمالايا.

مواصلة الاحتجاجات

واستمرت الاحتجاجات المناوئة للصين في شمال الهند يوم الجمعة حيث أحرق منتمون إلى إقليم التبت العلم الصيني ودعوا إلى مقاطعة البضائع الصينية.
فيما تلوم الهند والصين بعضهما البعض على حادث عسكري دام في وادي غالوان، وهو جزء من منطقة لاداخ المتنازع عليها.

واجتمع رئيس الوزراء الهندي مع كبار زعماء المعارضة يوم الجمعة في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة تخفيف التوترات مع الصين.

تبرؤ من احتجاز هنود

وقالت الصين، إنها لم تحتجز أبدا جنود هنودا بعد تقارير إعلامية هندية عن إفراج الصين عن 10منهم مساء الخميس. كما نفى مسؤولون هنود وجود قوات هندية في الحجز الصيني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، اليوم الجمعة، إن “الصين لم تحتجز أي أفراد هنود “.
تأتي التعليقات في الوقت الذي تلقي فيه الصين باللوم على الهند في الاشتباك العسكري الأخير على حدودها والذي خلف 20 قتيلاً.

تبخر الآمال

وتبخرت الآمال الساعية إلى تهدئة الأجواء بين الصين والهند، على خلفية الأزمة الحدودية التي يتنازعان عليها، حيث وقعت أشد مواجهة بين البلدين منذ ما يقرب من 45 عاما.

واشتعل فتيل الأزمة بحسب الرواية الصينية عندما عبر  جنود من الهنود خط الحدود مرتين، واستفزوا وهاجموا عناصر صينيين ما أدى إلى مواجهة جسدية خطيرة بين قوات الحدود على الجانبين.

وعلى الجانب الآخر، أعلن متحدث عسكري هندي في بيان، “أن مواجهة عنيفة وقعت نجم عنها قتلى من الجانب الهندي وهم ضابط وجنديان”.

وقبل تلك الواقعة أعلنت الصين، أنها لا ترغب بمزيد من الاشتباكات على الحدود مع جارتها.

وأفاد الجيش الهندي بوقوع ضحايا “من الجانبين”، لكن بكين لم تشر إلى أي قتلى أو جرحى في صفوف عناصرها، مكتفية بتوجيه أصابع الاتهام للهند في الحادثة.

أزمات حدودية

في 2017 وقفت القوات الهندية والصينية وجها لوجه على مدى 72 يوما في قطاع استراتيجي من منطقة بوتان في الهيمالايا، وسمحت مفاوضات بحلحلة التوتر بين الطرفين.

وأظهرت نزاعات جغرافية عدة بين الهند والصين في قطاعات لاداخ (غرب) وأروناشال براديش (شرق). ووقعت حرب خاطفة بين البلدين عام 1962، هزمت فيها القوات الهندية.

وساطة أمريكية

في مايو من هذا العام، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القيام بوساطة في المواجهة الجارية بين الجيشين الهندي والصيني في المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين في الهيمالايا.

جاء ذلك بعدما وقعت عدة اشتباكات بين القوتين الآسيويتين العملاقتين على طول الحدود بينهما الممتدة على طول 3500 كلم، وخصوصا في منطقة لاداخ المرتفعة في شمال الهند.

وكتب ترامب على تويتر “أبلغنا الهند والصين بأن الولايات المتحدة جاهزة ومستعدة وقادرة على القيام بوساطة أو لعب دور الحكم في الخلاف الحدودي المشتعل حاليا بينهما”.

كان ذلك التحرك بعدما تصاعدت التوترات بعد أن تحدثت وسائل إعلام هندية عن أن القوات الصينية حفرت مواضع ونصبت خيما ونقلت معدات عسكرية ثقيلة لمسافة عدة كيلومترات داخل المنطقة التي تعتبرها الهند جزءا من أراضيها.

وجاءت هذه الخطوة بعد قيام الهند بمد طريق يمتد لبضع مئات من الكيلومترات للوصول إلى قاعدة جوية تقع على مكان مرتفع أعيد تفعيلها في عام 2008.

مفاوضات فاشلة

لم تؤت المفاوضات بين البلدين ثمارها، حيث باءت جميعها بالفشل طوال أكثر من 3 عقود،

لكن ذلك لا يمنع بأن تلك الجولات أسهمت  في المحافظة على درجة من الاستقرار في المنطقة.

لكن يظل الوضع الحالي كاشفا عن أن الهند والصين، أكبر دولتين من حيث عدد السكان في العالم، وصاحبتي أكبر جيشين وترسانتين نوويتن، ما زالتا في نزاع في منطقة الهمالايا الحدودية.

من الكاذب؟

تقول الهند، إن الصين تحتل مساحة 38 ألف كيلومتر من أراضيها بينما تطالب الصين بمجمل مساحة ولاية أروناتشال براديش التي تسميها التبت الجنوبية، وتضاف إلى ذلك قطاعات أخرى عديدة تختلف وجهات نظر البلدين بشأن الحدود الفاصلة فيها.

يتسم الخط الحدودي “خط السيطرة الفعلية” في لداخ بوجود العديد من الأنهار والبحيرات والقمم الجبلية المغطاة بالثلج، الأمر الذي يعني أن الخطوط التي تفصل بين جنود البلدين قد تتغير ما يدفع الأمور عادة إلى حافة المواجهة بينهما.

وتشير وسائل إعلام هندية إلى مقتل 20 من عناصر الجيش ووقوع 43 إصابة في صفوف الصينيين.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]