صراع النفوذ بين واشنطن وطهران..يخلط «أوراق» إدلب

تساؤلات عديدة طرحت نفسها، عقب قمة منتجع «سوتشي» الروسي، أمس الإثنين، 17 سبتمبر / أيلول الجاري، بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، والتي عقدت خصيصا لبحث مصير محافظة إدلب السورية، والتي تمثل الحلقة الأخيرة في الأزمة السورية، في ظل حالة من الترقب لعملية عسكرية موسعة لتطهير «إدلب»، من التنظيمات الإرهابية والعناصر المسلحة المعارضة، وكانت الحشود العسكرية السورية ـ الروسية، وبدعم إيراني للقوات السورية، تشير إلى اقتراب اقتحام المحافظة شمال شرق سوريا.

 

 

 

وعقب القمة، أعلن وزير دفاع روسيا،سيرجى شويجو، أنه لن تكون هناك عملية عسكرية في محافظة إدلب السورية وأن بلاده ستقوم بتنسيق كامل مع دمشق.. بينما أوضح الرئيس بوتين في أعقاب مباحثاته مع نظيره التركى ، أردوغان، أنه تقرر إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 ـ 20 كلم على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول 15 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وسيتم إخلاء المنطقة منزوعة السلاح من كل الجماعات المسلحة المتطرفة، بما فيها «جبهة النصرة»، مؤكدا أن القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية ستقومان بمهمة المراقبة في المنطقة.

 

 

  • وإذا كانت دمشق قد رحبت  بهذا الاتفاق، ومؤكدة انه كان حصيلة مشاورات مكثفة بين  روسيا وسوريا وبتنسيق كامل بين البلدين، لحقن دماء السوريين، ويساهم في إعادة الأمن والأمان إلى بقعة ضربها الإرهاب.. إلا أن تقديرات خبراء سياسيين وعسكريين في موسكو، ترى أن  «اتفاق سوتشي»، جاء ليؤكد قراءة الرئيس بوتين لخريطة الموقف والتحرك الأمريكي، المتناسق مع الموقف والتحرك التركي، وحتى لا ينفلت الوضع في إدلب إلى مواجهة دولية واسعة غير مضمونة العواقب، وقد تزيد الأزمات تعقيدا في سوريا.

 

 

 

  • وكانت تقديرات الحساب لدى القيادة الروسية، أن ملف إدلب دخل في دائرة صراع النفوذ في المنطقة بين واشنطن وطهران، خاصة عقب تصدر الكتل الشيعية المقربة من إيران، المشهد السياسي، وفوز النائب محمد الحلبوسى، مرشح كتلة «الفتح» التي يتزعمها هادى العامري، زعيم «منظمة بدر» الموالي لإيران، برئاسة مجلس النواب، متقدماً على منافسه خالد العبيدي، مرشح كتلة «النصر» التي يتزعمها حيدر العبادي، رئيس الحكومة المنتهية ولايته، والمدعوم من الولايات المتحدة، وبفارق كبير في الأصوات، مما أثار «قلق» وعدم ارتياح واشنطن، باعتبار أن إيران نجحت في اختطاف العراق!

 

 

  • الولايات المتحدة، نقلت المواجهة الخاسرة من العراق إلى سوريا، وأعلنت رئيسة الوفد الأمريكى بالأمم المتحدة، نيكى هايلي، ومن منصة مجلس الأمن ( 11/ 9 / 2018)، أن واشنطن «لن تسمح لإيران، بخطف مستقبل الشعب السوري». وكشفت عن عزم واشنطن منع تمكين إيران وحلفائها من تحقيق انتصار في معركة إدلب، الأمر الذي وضعته موسكو في الحسبان، في ظل حالة الاستنفار الأمريكي المدعوم من الغرب لمنع حدوث هذه المعركة، أو اتخاذها، في حال حدوثها، تكئة لشن هجوم ثلاثي كبير (أمريكي ـ بريطاني ـ فرنسي) على سوريا يمنع الجيش السوري وحليفته (إيران)، من السيطرة على الأراضي السورية في إدلب.

 

 

ويرى خبير الدراسات السياسية والاستراتيجية، د. محمد السعيد إدريس، أنه بلغة «نيكى هايلى» ومفرداتها نستطيع أن نقول إن إيران نجحت في اختطاف العراق، أو هي على الأقل في طريقها لاختطافه، فماذا عسى الولايات المتحدة أن ترد على ذلك في سوريا، لمنع إيران من اختطاف سوريا أيضاً، خاصة وأن نجاح مرشح كتلة «الفتح» الممثلة للحشد الشعبي، الموالية والمدعومة من إيران، جاء عبر تحالف مع كتلة الأصوات الكردية، أي أن الكرد اختاروا الانحياز إلى «تحالف البناء» المدعوم من إيران بزعيميه هادى العامري (كتلة الفتح) ونورى المالكي (حزب الدعوة)، وهذه رسالة أخرى إلى الولايات المتحدة ولرهاناتها على الكرد السوريين في المواجهة التي تعد لها ضد الجيش السوري وحلفائه، وهم بالتحديد: إيران وروسيا وحزب الله، مما يعنى أن المخطط الذى تعده الولايات المتحدة للعودة عسكرياً وبقوة إلى سوريا سيواجه العديد من التعقيدات، لكن هذا المخطط نفسه بات يفرض الكثير من الإرباكات لمواقف كل الأطراف، والمحصلة هي غموض غير مسبوق لمستقبل حل الأزمة السورية. . وهكذا يبدو خلط الأرواق واضحا في ملف تحرير «إدلب» من الجماعات الإرهابية!.

 

 

  • الجانب الآخر، الذي تدركه موسكو جيدا، قبل عقد «قمة سوتشي»، أن الرئيس التركي بدأ ينشط في الاتجاه الآخر الذى عادت واشنطن لتتزعمه في سوريا، تحت غطاء منع إيران من تحقيق انتصار في سوريا، وهو هدف يخدم مصالح «أردوغان» الذى تحالف مع إيران اضطرارياً بمشاركة روسية، لكنه لا يريد نفوذاً إيرانياً منافساً له في سوريا، خاصة في الشمال السوري، بحسب تحليل د. إدريس، وهذا ما يجعله يتزعم التيار الداعي إلى منع وقوع «معركة إدلب»، أي منع تصفية آخر بؤرة إرهابية في سوريا، لأنه يحمى ويدعم ما يسمى بالمعارضة المتمركزة الآن في إدلب، وبهم يطمح إلى فرض منطقة نفوذ تركية في شمال سوريا.

 

 

 

 

  • وإذا كانت رياح التغيير بدأت تهب من العراق في صالح إيران، فإن انعكاساتها على سوريا تُحدث المزيد من إرباك الحسابات، بعد أن قررت الولايات المتحدة أن تعود إليها لإفشال ما حققته روسيا من نجاحات، وأن تخوض بنفسها معركة إبعاد إيران عن سوريا، والنتيجة غموض يلف «ملف إدلب» ويخلط أوراق «اللعبة السياسية»؟!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]