صراع شباب الإخوان مع الحرس القديم يهدد بنسف التنظيم
قال عمرو فراج، أحد مؤسسى شبكة رصد الإخوانية، منذ قليل، أن المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالإسكندرية أعلن استقلاله عن مكتب إرشاد جماعة محمود عزت، “فى إشارة لمجموعة لندن”، ويتبعه عدة مكاتب إدارية أخرى.
وأضاف فراج أن مكاتب الجماعة فى القاهرة الكبرى وأكتوبر والجيزة والفيوم تعلن هى الأخري رفضها قرارات محمود عزت الأخيرة.
ويأتى هذا على خلفية قرار مكتب إخوان الخارج، مساء اليوم الاثنين، إقالة مسئول التربية والإعلام والطلبة والمتحدث الإعلامي للجماعة من القاهرة “محمد منتصر”، وذلك عقب إصدار منتصر بيانًا دعا فيه شباب الجماعة للاستعداد للعمل الثورى القادم فى الذكرى الخامسة لثورة يناير.
ورفض ما سمى باللجنة العليا لجماعة الإخوان بالقاهرة، قرارات الأمين العام للجماعة “محمود حسين”، وأكدوا أن إدارة الجماعة بالداخل “لم تصدر أى قرار بشأن المتحدث الإعلامى، وأن منتصر لايزال متحدثا إعلاميا”.
من جانبه، يرى الباحث في شئون الجماعات الإسلامية “أحمد بان” أن الموقف الحالى غير مسبوق فى تاريخ الجماعة، وقد ينهى شكلها المتعارف عليه تاريخيا.
وأوضح بان لـ”الغد العربي” أن الصراع الحالى قديم بين مجموعة يقودها محمود حسين وإبراهيم منير ومحمود عزت، وهى مدعومة من مرشد الجماعة “محمد بديع”، والذى فوض اختصاصاته لمحمود عزت لعجزه عن القيام بمهام منصبه لوجوده بالسجن.
بينما هناك مجموعة أخرى محسوبة على محمد منتصر ومحمد كمال، حاولت تجميع خيوط التنظيم بالداخل حتى تم إلقاء القبض على عدد من قياداتهم التنظيمية أو لجنة إدارة الأزمة، فى مدينة نصر نوفمبر الماضى.
وبحسب بان، فإن مجموعة محمود حسين، أو مكتب إخوان الخارج قد تم تنحيتها عن الإدارة من خلال الاستحواذ على المنابر الإعلامية للجماعة، ومحاولة إعادة هيكلة تشكيل مكتب للمصريين لقطع الطريق على التنظيم الدولى بالخارج.
وقال عبد الرحمن يوسف، صحفى مختص فى شئون الجماعات الإسلامية، أن “الجماعة بصدد انقسام حقيقي. ترجيحي أن الخلاف فكري، ومنهجي، والصراع إداري وتنظيمي”.
ويرى يوسف أنه من السابق لأوانه الحديث عن أن مجموعة “حسين ومنير وعزت” حسمت المشهد. هي سجلت نقاطا أعلى بحكم تحكمها في العلاقات الدولية، ومصادر التمويل الرئيسية، لكنها لا تتحكم في التحركات على الأرض في مصر بشكل كامل”.
وأشار إلى أن الخوف الآن يتمثل في محاولة خلق كيان ثالث يتحرك بمفرده، ولا يقوم حتى بالتنسيق مع أي طرف سواء كان إداريا أو قياديا.
وحول التوقيت وأسبابه يقول أحمد بان، أن اختيار محمود حسين لتوقيت ظهوره الإعلامى، أمس الأول، يرجع لضعف مجموعة القاهرة، عقب إلقاء الداخلية على خلية تنظيمية بمدينة نصر (شرق العاصمة المصري)، وجهت إليها اتهامات بالإعداد لأعمال عنف فى ذكرى 25 يناير القادم.
وقال بان إن الأمين العام للجماعة شعر بأن الوقت مواتٍ للإطاحة بمجموعة القاهرة، والتي أعلنت تحسسها من تصريحات القيادى إبراهيم منير في أحد فنادق تركيا، حيث قال: “لن نسمح لقطر واحد (فى إشارة للقاهرة) أن يضيع بقية الأقطار (فى إشارة للتنظيم الدولى للجماعة، وهو ما أشار إليه اليوم أنس حسن بانقلاب الحرس القديم قبيل يناير.
وحول طبيعة الفارق بين الأزمة الحالية وما سبقها، داخل الجماعة التى تعاقبت عليها عدة أجيال يرى “أحمد بان” أن هذه هي المرة الأولى التي قد نرى انشقاقا واسعا قد يهدد بنية الجماعة التنظيمية بالكامل.
لكن أخطر ما في هذه الأزمة بحسب يوسف أنها تحولت لحالة من فقدان الثقة التام بين الأطراف المتنازعة، وهو ما سيعمق الشرخ لدرجة قد يصعب ترميمه مرة أخرى.