صرخة البطريرك في لبنان.. الحقيقة كاملة دون «مساحيق تجميل»

وصفت الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت «عظة» رأس الكنيسة المارونية البطريرك بشارة الراعي، يوم الأحد الماضي، بـ«مزامير الراعي»، لمناشدته رئيس الجمهورية ميشال عون العمل على فك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني الحر.

كلام البطريرك الراعي كان صرخة تُجسد آلام اللبنانيين، كل اللبنانيين، على إختلاف طوائفهم، وفي مختلف مناطقهم، لذلك فجر تساؤلات حول الممارسات الدستورية الراهنة في ظل ارتفاع منسوب الشحن الطائفي والمذهبي، بالتزامن مع أزمة اقتصادية اجتماعية خانقة. خصوصاً وأن هذه الأزمات تتزامن مع ذكرى مئوية إعلان لبنان الكبير المتميز بتنوعه واعتداله وحضارته.

تثبيت استقلال لبنان

لقد وضع سيد «بكركي» أصبعه على الجرح النازف والموجع، بحسب صحيفة اللواء اللبنانية، وتوجه إلى المسؤول الأول مباشرة واصفاً العلاج الناجع والشافي، للخروج من نفق الأزمات المتراكمة: العمل على فك الحصار عن الشرعية والقرار الوطني، والسعي مع الدول الصديقة على تثبيت إستقلال لبنان ووحدته، وتطبيق القرارات الدولية، وإعلان حياد لبنان. وكأنه يقول بلهجة ملطفة، وتراعي الحساسيات المعهودة: عودوا إلى إعلان بعبدا الذي تم التوافق والتوقيع عليه بالإجماع، نتيجة جلسات الحوار في عهد الرئيس ميشال سليمان، والذي كان موضع ترحيب وتشجيع الدول الشقيقة والصديقة، وتم إعتماده كوثيقة رسمية في منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

الحقيقة كاملة دون مساحيق

ويرى المحلل السياسي اللبناني، أندريه قصاص، أن ما قاله البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، في عظة يوم الأحد، ونحن على بعد أسابيع من الإحتفال بمئوية لبنان الكبير، أعاد إلى الذاكرة الكلام الذي قاله البطريرك صفير منذ عشرين سنة، يوم قال الحقيقة كاملة من دون مساحيق تجميلية، في الوقت الذي كان غيره يقولون نصف الحقيقة، أو بالأحرى الحقيقة المزيفة، إما خوفًا أو ممالأة أو لأهداف لا علاقة لها بسيادة لبنان.

لبنان أصبح «قاب قوسين أو أدنى» من السقوط المدوي

ما قاله الراعي هذه المرة يدخل في إطار مشروع عام بدأ الحديث عنه في المحافل الدولية، وبالأخص في دوائر الفاتيكان، التي تعتبر أن لبنان لا يمكنه الإستمرار بالمنوال السائر به إن لم تكن السلطة كاملة بين أيدي الشرعية الرسمية الممثلة بالمؤسسات، ولاسيما المؤسسات الامنية، وهذا الأمر مطلوب تحقيقه اليوم قبل الغد، وذلك قبل تفاقم الأمور وتشابك المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون، وأهمها المشاكل الإقتصادية ووصول البلاد إلى حافة الإنهيار، وهي قد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى من السقوط المدوي.

ويبدو أن الراعي، وبإيعاز من الفاتيكان، على ما يبدو، خرج ھذه المرة عن مسار المواقف السیاسیة التقلیدیة ووضع الأصبع على الجرح من دون أن يفصح عن هوية الجهة المسؤولة عن محاصرة الشرعية.

)

نقل الأزمة من «مالية اقتصادية» إلى «سياسية وطنية»

وقد جاءت مناشدة سيد بكركي لرئيس الجمھوریة «العمل على فك الحصار عن الشرعیة والقرار الوطني الحر»، متزامنة مع توجهه إلى  منظمة الأمم المتحدة لـ «العمل على إعادة تثبیت إستقلال لبنان ووحدته، وتطبیق القرارات الدولیة، وإعلان حیاده»، مؤكدًا أن «حیاد لبنان ھو ضمان وحدته وتموضعه التاریخي في ھذه المرحلة الملیئة بالتغییرات الجغرافیة والدستوریة. حیاد لبنان ھو قوته وضمانة دوره في استقرار المنطقة والدفاع عن حقوق الدول العربیة وقضیة السلام، وفي العلاقة السلیمة بین بلدان الشرق الأوسط وأوروبا بحكم موقعه على شاطئ المتوسط».

ويرى مراقبون في بيروت، أن البطریرك الراعي ـ رأس الكنيسة المارونية ـ  تجاوز المألوف ونقل الأزمة من مستوى أزمة مالیة اقتصادیة الى أزمة سیاسیة وطنیة، ونقل النقاش الى مسائل وملفات ومواضیع كبرى حساسة واستراتیجیة لھا صلة بمستقبل لبنان ودوره وعلاقاته الخارجية

جرعة دعم للحكومة

ومع أصداء «صرخة الراعي»، أو «مزامير الراعي» بحسب الدوائر السياسية في بيروت، فإن الوضع العام في لبنان لا يزال «كما هو عليه قائما»، وفقا لتقديرات المحلل السياسي اللبناني، حسين زلغوط، مؤكدا أنه  بات من المسلَّم به أن لا تغييراً حكومياً في المدى المنظور، وأن المناخات السياسية التي سادت الأسبوع الماضي، والتي حملت معه ملامح استقالة الحكومة أو إجراء تعديل وزاري، قد تلاشت، ليحل محلها القرار بإعطاء هذه الحكومة جرعة دعم هي بحاجة إليها لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية الضاغطة.

لا بديل لخلافة «دياب»

ما من شك أن قرار التغيير الحكومي في بحر الأسبوع الماضي، كان قاب قوسن أو أدنى من اتخاذه، غير أن هذا القرار اصطدم بجدار عالٍ يتعلق بالبديل الذي سيخلف الرئيس حسان دياب، وكذلك التفاهم على شكل الحكومة التي ستحل محل الحالية، وبين هذا وذاك فضل أهل القرار إبقاء الأمور على ما هي عليه والذهاب باتجاه تفعيل عمل الحكومة خصوصاً وأن الأزمة الاقتصادية والمالية بلغت أعلى مستوى لها من السوء والانهيار.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]