شن تنظيم “داعش” في أفغانستان، عدة اعتداءات دامية في انحاء هذا البلد المضطرب منذ سنين أسفرت عن مقتل مئات الأشخاص منذ أن ظهر لأول مرة في المنطقة في العام 2014.
وخلال الـ18 شهراً السابقة، وفي حين واصلت الولايات المتحدة قيادة حملة عسكرية تستهدف التنظيم، صعد التنظيم اعتداءاته في كابول، ما أضاف مخاطر جديدة لتلك التي يعانيها المدنيون بالفعل في العاصمة التي تصنفها الأمم المتحدة أحد أخطر الأماكن في البلاد.
وفي تقرير نشرته وكالة الأنباء الفرنسية رصدت فيه التسلسل الزمني لصعود التنظيم المتطرف في افغانستان، حيث ظهر التنظيم لأول مرة في افغانستان في 2014 حين انسحبت قوات حلف الأطلسي القتالية من البلاد وسلمت المسؤولية لقوات الأمن الأفغانية، ومن ثم استولى مقاتلو التنظيم على مساحات كبيرة من ولايتي ننجرهار وكونار في شرق البلاد، قرب الحدود مع باكستان، وخاضوا معارك شرسة مع طالبان.
ولأشهر طويلة، دار نقاش بين المسؤولين الأفغان والأميركيين إذا كان مقاتلو تنظيم “داعش” يمثلون خطراً حقيقياً أم أنهم مجرد مقاتلين من طالبان بدلوا ولاءهم.
وقلل وزير الدفاع الأميركي السابق آشتون كارتر من التهديد الذي يمثلونه، قائلا إن مقاتلي طالبان يحاولون “تغيير جلدهم”، وذلك حين سُئل عن تواجد التنظيم في افغانستان في فبراير /شباط/ 2015، وأكد كارتر أن “التقارير التي اطلعت عليها لا تزال تفيد أنهم قليلو العدد ويطمحون للبروز”.
لكن بعد شهرين فقط، نفذ التنظيم أول اعتداء كبير لها في أفغانستان بعد أن قتل انتحاري عشرات الأشخاص، وبدأ يحقيق نجاحات، وحذر تقرير للأمم المتحدة في صيف 2015 من تحقيق التنظيم المتطرف نجاحات في أفغانستان، بعد أن اجتذب أعداداً متزايدة من المتعاطفين وجندت عناصر في 25 من أصل 34 ولاية أفغانية.
وفي يناير /كانون الثاني 2016، تلاشت أي شكوك حول تواجد التنظيم في أفغانستان حين أعلنت وزارة الخارجية الأميركية رسميا تصنيف فرع التنظيم في افغانستان وباكستان، منظمة “إرهابية” تحت مسمى “ولاية خراسان”.
ويشير الإسم” خراسان” إلى منطقة تاريخية تضم مناطق من أفغانستان الحالية، باكستان، وبعض الدول المجاورة في آسيا الوسطى.
وبعد تنفيذ عدد من الاعتداءات في أنحاء افغانستان، أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجيرين استهدفا حشودا من أقلية الهزارة الشيعية في كابول في يوليو/تموز 2016، ما تسبب بمقتل 85 شخصا وإصابة أكثر من 400 آخرين بجروح، وكان هذا أول اعتداء يتبناه التنظيم في العاصمة الأفغانية.
وفي اكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2016، نفذ التنظيم هجومين استهدفا مزارا ومسجدا شيعيا في كابول ايضا، وأسفرا سويا عن مقتل 45 شخصا وإصابة نحو 80 آخرين، ما أثار مخاوف من إذكاء صراع طائفي.
وبدا التنظيم موجه من التصعيد في العمليات ففي أبريل / نيسان 2017، أعلن الجيش الأميركي إطلاق ما سماه “أم القنابل” على مخابئ للتنظيم تضم مجموعة من الانفاق في أقليم ننجرهار في شرق البلاد، ما اسفر عن مقتل 90 من عناصر التنظيم، وقال البنتاجون إن القنبلة هي أكبر سلاح غير نووي استخدمه على الإطلاق في المعارك.
وفي 11 يوليو/تموز قتلت القوات الأمريكية زعيم التنظيم أبو سيد وعدد من كبار قادته في ضرب جوية في كونار، بحسب ما أعلن البنتاجون في خضم حملة عسكرية تستهدف التنظيم.
وعلى الرغم من ذلك، واصل مقاتلو التنظيم الزحف شمالا بما فيه ولاية وزيرستان على الحدود مع أوزبكستان، ومع ذلك، كثف التنظيم ضغطه على كابول حيث شن 14 هجوما على الأقل خلال 2017 ضد قوات الأمن الأفغانية والشيعة، مشكلا خلايا مكونة بشكل كبير من سكان الطبقة الوسطى في كابول.
