صفحة مضيئة في تاريخ مصر.. «جيش الشعب» يحمي «ثورة الشعب»

الحقیقة الكبرى في تاريخ مصر الحديث،  أن القیمة العظمى للحظة التاريخیة الفارقة في تاريخ مصر الحديث (ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011)، كانت حاضرة في موقف جیش الشعب من ثورة الشعب، منذ أن تحركت الملايین وفي طلیعتھا الشباب، تريد إسقاط النظام ، وأن تتحرر من عبء 3 عقود أصابت أعصاب الأمة وطاقاتھا ومواردھا بالترھل، حتى أصبحت غیر قادرة على أن تصلب عودھا!!.

والشاھد.. أنه في لحظة من تاريخ مصر، كانت مشحونة بالخطر، ومعبأة بالقلق ، أثبت الجیش المصري ــ  الرمز والعقیدة ــ  أن الولاء والإنتماء أولا للشرعیة الشعبیة.

وإذا كانت القوات المسلحة قد دفعت إلى میادين الخروج بحقائق الأشیاء ذاتھا، وطبائع الأحوال ذاتھا، إلا أن تواجدھا في ساحات الثورة وشوارعھا،  لم يكن في صورة الحكم الفاصل بین الشعب والنظام الحاكم، ولكن كان تواجدا بدواعي حماية الشعب، وھو أصل الشرعیة ومصدرھا، وبوعي وإدراك لقضیة وطن بأسره في ھذا المنعطف التاريخي.

وھكذا كان الجیش المصري أول من إتصل وارتبط مباشرة بشرعیة الملايین،  وقد استشعر إرادة الشعب منذ اللحظة الأولى، وأن علیه أن يتحمل مسؤولیته،  وھو نفسه جیش الشعب وابنه،  وكانت تلك ھي الرسالة الأولى، ولھا رمزية عمیقة الدلالة لمعنى الثورة الكاملة، للشعب المصري بكامله،  شعب وجیش .

والحقیقة الكبرى التي لايمكن تجاوزھا، أن الجیش المصري تدخل لإستكمال مسیرة الشعب وتتويجھا.. وكانت حقائق الموقف وخطواته : أن آلیات الجیش وضباطه وجنوده،  داخل ساحات الثورة وشوارعھا،  تحمي جماھیر أمسكت بالشرعیة في يدھا،  ونزعت عن الحكم القائم مقومات شرعیته،  وفي نفس الوقت كانت القوات المسلحة، وباعتبارھا موطن القدرة والقوة في فكرة الدولة وأساسھا،  ولیست مجرد أداة تحت سلطة النظام، كانت تدير حوارا صعبا مع رأس النظام،  لم تتكشف تفاصیله  الكاملة حتى الآن، من أجل أن يتخلى الرئيس «مبارك » عن عناده ويخفف المأزق عن الجمیع،  وأن يتخلى عن المنصب إستجابة للرفض الشعبي القاطع ، وأن يمد المجلس الأعلى للقوات المسلحة جسرا تمشي علیه حركة سلیمة ومأمونة لإنتقال السلطة،  ووضع الأساس لشرعیة جديدة،  لكي يتنفس الشعب بحرية.

وحین يتم التأريخ لثورة الخامس والعشرين من يناير،  فإن شواھد وحقائق اللحظة التاريخیة،  تقول:

  • أولا: أن  الشعب ھو صانع الأحداث، حين قرر أن يقول كلمته ويمتلك مصیره،  ويفتح أفق المستقبل أمامه، وفي لحظة تاريخیة سوف تظل شاھدا على كتابة شھادة میلاد مصر من جديد، مع عودة الروح إلى الوطنیة المصرية الجامعة، وإستعادة أمل غاب طويلا وراء السحب الداكنة التي تكاثرت في سماء مصر .. وبعد أن خرج الشعب المصري كله، بأجیاله، وبطبقاته، وبطوائف، يمسك بالشرعیة في يده ، في ھذا المنعطف التاريخي، يجسد حلم خلاص مصر، ويفرض إملاءاته لترتیبات المستقبل.
  • ثانيا: أن التاريخ الحيّ الذي جرت أحداثه في بر مصر، قد سجل أول ثورة مصرية كاملة،  ثورة الشعب والجیش معا .. وإذا كانت طلائع من الجیش المصري قد قامت بثورة في الثالث والعشرين من يولیو 1952 وأحاطت بھا وساندتھا جماھیر شعبه،  فإن طلائع شباب مصر حین قرر أن يستعید الوطن روحه الوثابة، وأن يجسد حلم خلاص مصر،  ويفجر الثورة الشعبیة، فإن جیش مصر قد أحاط بالثورة، وإعترف بشرعیة مطالبھا، وساند جماھیرھا.
  • ثالثا: لم يكن الجیش المصري ھو الأقرب إلى مفاتیح القوة فقط، ولكنه أيضا الأقرب إلى مفاتیح العصر، وكان موجودا ومنذ اللحظات الأولى صفا موازيا ولیس معارضا للثورة الشعبیة، وقد وضع العالم أمام صورة للحظة التاريخیة، وھي أن الجیش الوطني وھو يملك میزان القوة، قد تحرك وتواجد بقیمته ومسؤولیته،  ويجسد على أرض الواقع حقیقة أن أي جیش وطني وبفكرة الدساتیر بأسرھا ــ  ومنذ ظھورھا وكتابتھا ــ  ھو جیش الشعب، حامي الشرعیة الوطنیة،   وحامي الأمن القومي.
  • رابعا:  وبمقدار ما كانت القوات المسلحة ھي جیش الشعب، يخدم ويحمي مصالح الوطن  «أرض وشعب»، ويدين بالولاء والإنتماء للشرعیة الشعبیة أولا، ولیس للنظام الحاكم ، فقد كان واضحا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة لديه القدرة على الإصغاء للشعب، ومتابعة باقي مطالب الثورة والحفاظ على مكاسبھا ،  وبضمان من الثقة، والوعي بأھمیة عنصر الوقت، ومن الأمن والاقتصاد، إلى السیاسة والقرار،  إلى الأمن القومي، ولديه القدرة أيضا على التعامل مع عناصر وبقايا نظام ، تحاول جاھدة  وبمخزون من ضیق الأفق، ومخزون المراوغة بالحیلة والخبث، أن تلعب قرب الغروب وعلى حافته، لعبة الثورة المضادة،  وبما يناسب أحلامھا أو أوھامھا، وھي عناصر أضعف من أن تقاوم.

وبعد الثورة الشعبية المصرية الأولى في الخامس والعشرين من يناير/ كانون الثاني 2011 ، كان هناك تفويض عام للآمال وهي تسبح في فضاء لاتحده الآفاق .. كانت الآمال في مجملها مجسدة في كتابة شهادة ميلاد جديدة لمصر، وسفر إلى المستقبل والتاريخ .. سفر إلى التقدم .. وحين كان الميدان ( ميدان التحرير ) رمزا للأمل وللفكرة، وشعلة وضاءة، في طول البلاد وعرضها، وبعد أن أثبتت مصر لنفسها وللعالم أنها مازالت تحتفظ بكبريائها، وأنها قادرة على الثورة ..

مناورات الإخوان

لقد فوجىء «الإخوان»  بالحركة المتسارعة والمتدافعة لثورة الخامس والعشرين من يناير ، والتي لم يكونوا قد لحقوا بها عند البداية، بل أنهم تحفظوا عليها بسياسة «محظور الإصطدام » بسلطة الدولة .. وفجأة هرولوا إلى الميدان عندما  بدأ لهم أن نظام مبارك يتهاوى، واستغلوا الفراغ الناشىء في حالة ثورية دون قيادة، فدخلوا  وقد تصوروا ومعهم بقية أطراف التيار الإسلامي أنهم عماد الثورة، بل وأصحابها .. والصحيح أن فكرة الثورة، وكذلك مرجعيتها، لم تكن دينية، ولم يقع الحدث الأكبر تحت أعلام الإسلاميين، ولا إستجابة لشعاراتهم، وإنما كانت فكرة الثورة :  إجتماعية، إقتصادية، وثقافية، وكذلك مرجعيتها، فالإيمان بالله في قلوب الناس على إختلاف أديانهم .

وكان هناك سوء فهم لطبيعة المرحلة الإنتقالية .. سوء فهم مطالبها، وسوء فهم إدارتها، ثم سوء فهم تصرف الأطراف فيها،  والذين لم يقدّروا أن المهمة في هذه المرحلة هي إعادة بناء الدولة، ولذلك إنزلقت الثورة بالكامل إلى حضن « الإخوان » ومن معهم من التيار الإسلامي، والحاصل أن «الإخوان»  لم يكونوا مهيئين للمسؤلية، وقد تصرفوا فيما بعد بمقدار مافهموا ، وركزوا جميعا على السلطة، في حين أن الدولة نفسها كان يجب أن تكون موضع التركيز، وكل ما جرى بعد ذلك كان مهينا لمصروتاريخها ومستقبلها .. ومن هنا تداعت الأخطاء والمآزق..ومن هنا تحرك الشعب لتصحيح مسار الثورة ويشاهد العالم أول خروج جماهيري في التاريخ  (ثورة 30 يونيو/ حزيران 2013)، تجاوز الـ 32 مليونا ويكتب نهاية حكم ونظام الإخوان  !!

ويسجل التاريخ «ثورتان في حضن مصر»..وكان الحصاد بتاريخ اليوم : تنمية اقتصادية.. اجتثاث بؤر الإرهاب.. رحيل نظام الإخوان.

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]