“صفقة القرن”.. شطب لحق العودة.. وإعادة رسم حدود الضفة الغربية
من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء اليوم الثلاثاء، الإعلان عن خطة السلام في الشرق الأوسط، في إطار ما يسمى بـ”صفقة القرن”، وذلك وفق الرؤية الإسرائيلية، والتي تسمح للاحتلال الإسرائيلي بضم أجواء واسعة من أراضي الضفة الغربية للتجمعات الاستيطانية وإعادة رسم حدود للضفة الغربية و شطب حق العودة.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، كشفت عن أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام “صفقة القرن” تقترح في أحد بنودها إعادة رسم حدود الضفة الغربية، من خلال السماح لدولة الاحتلال بضم كبرى المستوطنات، و إدارة الأماكن المقدسة في القدس.
ونقلت الصحيفة اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين كبيرين في الإدارة الأمريكية قولهما، إن هذا المقترح موجود وسيتم تنفيذه، رغم إمكانية مواجهته لإشكاليات السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
وتعقيبا على تسريبات صفقة القرن، قال محمد الحوراني عضو المجلس الثوري لحركة فتح: هذا وهم وإدارة ترامب تحاول أن تبيع وهم للفلسطينيين، من خلال التسويق أن هذه الصفقة الفاسدة منطقية وبها خير للفلسطينيين، ولكن هي في الحقيقة تشرع المزيد من الاستيطان، وتهويد مقدساته، وكذلك شطب لحقوق الفلسطينيين و عودة لاجئيه.
وأوضح الحوراني في حديث لقناة ” الغد”، أن هذه خطة تهدف لتخليد الاحتلال ومصادرة حقوق الفلسطينيين وأمنهم، وهي تريد أن تغلق أي نافذة أو بوابة يمكن أن تحقق شيء للفلسطينيين في المستقبل، و هذه الصفقة ضد القانون الدولي، وهي صفقة لن تستطيع أن تقنع أحدا”.
وأكمل، هذه الصفقة تقضي على حل الدولتين، وهى ستفجر الأوضاع ولن يكون لها أي شرعية، هذه صفقة فاسدة لن يجدوا فلسطينيا واحدا يشترى منها شيء، الإدارة الأمريكية و إسرائيل يدركون ذلك، لأن هذا اعتداء فادح و خطير على الحقوق الفلسطينية.
وقال عضو المجلس الوطني الفلسطيني فيصل أبو خضرا: “ما يسمى مشروع صفقة القرن يجري تنفيذ خطوطه العريضة وفرضها بقوة الاحتلال والدعم الأميركي له ، والآن تحاول إسرائيل إبقاء الوضع الفلسطيني كما تريده هي وأمريكا، أي سلطة فلسطينية تحت الحكم الإسرائيلي، كي يمارس الشعب العربي الفلسطيني حياته اليومية تحت الحكم الإسرائيلي أي كيان بدون سيادة”.
أما الكاتب والمحلل السياسي مهند عبد الحميد فقال: “ترامب وفريقه اعتمدوا على التفاوض مع الدولة المحتلة وحدها دون شريك فلسطيني في صياغة بنود الاتفاق السياسي والاقتصادي، وقد بدأ بضم القدس وشطب اللاجئين وصولاً إلى تشريع الاستيطان واعتبار الأراضي الفلسطينية غير محتلة وفرض السيادة الإسرائيلية على كل فلسطين، وكل ذلك من طرف واحد هو الطرف الأميركي الملتزم بالموقف الإسرائيلي الموغل بالتطرف والعنصرية”.
وأعلن رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أكثر من مرة أنه يعتزم ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة قائلا دون التمييز بين الكتل الاستيطانية.
وتعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية انتهاكا للقانون الدولي وتشكل عقبة أمام جهود السلام برأي الأسرة الدولية، إذ أقيمت على أراض فلسطينيّة يُفترض أن تشكّل جزءاً من الدولة الفلسطينيّة المنشودة، وفي حال ضمها، فذلك معناه سقوط حل الدولتين.
يذكر أن جهود عملية السلام الإسرائيليّة الفلسطينية متوقفة منذ عام 2014، عندما انهارت محاولات إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للتوصل إلى حل.
وكان الرئيس محمود عباس دعا إلى عقد اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية، وذلك اليوم الثلاثاء الساعة السابعة مساء، في مقر الرئاسة بمدينة رام الله لبحث تداعيات ” صفقة القرن”.
