«صلوات وتراتيل وقرآن».. هكذا ودّع لبنان لقمان سليم
في أجواء يعتريها الحزن، أقامت عائلة الناشط السياسي اللبناني لقمان سليم، اليوم الخميس، حفل تأبين في الضاحية الجنوبية لبيروت في حضور عدد من الأصدقاء والسفراء الأجانب.
وأفادت مراسلتنا بوجود حضور أمني كثيف، وتواجد كبير للجيش اللبناني، في ظل مشاركة أعداد كبيرة من المعزين ضمنهم شخصيات سياسية ومسؤولين بارزين.
وقالت، إنه لا يوجد جثمان، لكن هناك تشييع رمزي تكريمي، حيث أنه قد مر أسبوع على اغتياله، وأرادت العائلة تكريم الراحل.
وأضافت “لم يكن التشييع تقليديا، كما لم تكن مراسم التشييع طبقا للطائفة الشيعية”.
وأوضحت “كانت هناك صلوات مسيحية وإسلامية وتراتيل وقراءة الفاتحة على روحه بمشاركة الجميع”.
وأشارت إلى أن الشارع اللبناني منقسم حول المسؤول عن اغتياله، فهناك من ندد واستنكر، هناك من وجه أصابع الاتهام إلى حزب الله، وهناك من يعتقد أن لا دخل لحزب الله في هذه الجريمة.
وجرت عملية التشييع في منزل عائلة لقمان سليم في الضاحية الجنوبية في بيروت بمشاركة السفيرة الأمريكية في بيروت والتي وصفت عملية الاغتيال بأنها عمل همجي غير مقبول.
كما طالب السفير البريطاني في لبنان بتحقيق عادل ومحاسبة قتلة لقمان سليم.
وقال الوزير السابق سليم الصايغ الذي شارك في المراسم “أتمنى أن يسير التحقيق بشكل مغاير لما جرى مع الشهداء الذين سبقوه.. مضيفا “حق لقمان سليم هو حق لبنان بأكمله”.
كما أكد على أهمية المطالبة بكشف حقيقة جريمة الاغتيال من أجل لبنان.
من جانبه قال الوزير اللبناني السابق أحمد فتفت “نحن لا ننتظر شيئا من التحقيقات لأنها لم تصل قبل ذلك لنتائج”.
وأضاف في تصريحات لقناة الغد: “القتلة كل الناس تعرفهم، ومن المهم أن لبنان الآن يعرف لقمان سليم”.
ومن جانبه قال الناشط السياسي اللبناني مارك ضو، إن الأمور تتجه نحو تصادم ومواجهة أكبر حول تقرير مصير هذا البلد.
وأضاف: “منظومة حزب الله في لبنان قامت بتدمير هذا البلد اقتصاديا وأمنيا وسياسيا واجتماعيا، وأي تمرد على هذا الحكم الشمولي القمعي اللاغي للآخر يحاسب بالإعدام”.
وتابع: “لا يوجد ثقة بالتحقيقات التي تجريها الدولة التابعة لحزب الله، والمطلوب منا استمرار المواجهة ضد الخوف”.
وولد سليم في حارة حريك جنوب بيروت عام 1962، وحصل على شهادة في الفلسفة من جامعة السوربون في فرنسا.
وأسس سليم دار الجديد للنشر عام 1990، والتي اهتمت آنذاك بالثقافة والأدب والمقالات المثيرة للجدل، إذ حظر الأمن اللبناني العديد من منشوراته لتنافيها مع الأمن القومي للبلاد.
وشارك لقمان سليم في تأسيس” أمم للأبحاث والتوثيق”، عام 2004، واتخذ مكان مولده مركزًا لها، وهدفت إلى إنشاء أرشيف مفتوح للتاريخ الاجتماعي والسياسي والثقافي اللبناني، كما رصدت أحداث الحرب اللبنانية.
واهتم سليم في مقالاته ولقاءاته بموضوعات شائكة مثل “المفقودين وبوسطة عين الرمانّة وستوديو بعلبك والمحكمة العسكريّة”، كما تطرق في نقاشاته إلى مصير المقاتلين الصغار الذين شاركوا في الحروب الجانبية التي اندلعت على هامش الحرب الرسمية في لبنان.
