صمود فلسطيني جديد ظهر جليا في مواجهة مسيرات مستوطنين إسرائيليين متطرفين قاموا خلالها بمهاجمة منازل المواطنين بحماية من شرطة الاحتلال وسط تعزيزات عسكرية وذلك استجابة لدعوات أطلقتها منظمات استيطانية ترفع فيها الأعلام الإسرائيلية على غرار المسيرة التي شهدتها مدينة القدس المحتلة قبل أقل من أسبوع.
في هذا السياق، أكد منسق “لجنة الحماية والصمود” بجنوب الخليل، فؤاد العمور، أن المسيرات الفلسطينية التي خرجت اليوم ضد المسيرات الاستيطانية جاءت لإرسالة رسالة بأن جميع مخططات الاستيطان التي تسير فيها الحكومة الصهيونية لن تمر.
ووصف عمور مسيرات المستوطنين بـ”العصابة” التي نظمتها دولة الاحتلال وجيشها ومستوطنوها، وأنها تأتي ضمن برنامج يعمل على الاستيطان لتفريغ الأرض الفلسطينية من أصحابها.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يغلق المناطق التي تقام بها فعاليات للمستوطنين باعتبارها منطقة عسكرية ليشرعن اعتداءاته وليتسنى له اعتقال الفلسطينيين والتعدي عليهم.
في السياق نفسه، قال رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة لحركة “فتح” برام الله، منير الجاغوب، إن مشهد المسيرات الاستيطانية تبدد في ظل الصمود الفلسطيني، في بلدة بيتا جنوب نابلس.
ولفت الجاغوب، خلال مداخلة للغد، إلى أن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي بأن تلك البؤرة أصبحت نقطة لاشتعال الاشتباكات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويجب إزالتها هي رسالة بأن الشعب الفلسطيني إذا أصر على شيء فإنه سينفذه حتى النهاية.
وتابع أن ما حدث في “بيتا” هو رسالة للكل الفلسطيني بأنه لا يوجد أي صعب أمام الإرادة والإصرار الفلسطيني، وإذا حاول المستوطنون التواجد في أي مكان وتكرر خلاله ما حدث في بيتا فلن يستطيعوا السيطرة على أي قطعة أرض وسيندحرون.
وأشار الجاغوب إلى أن الرسالة هي عدم السماح للمستوطنين بالتواجد، موضحاً أن هذا التصعيد من قبل المستوطنين يأتي بعد قرار الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي اعتبرت المنطقة (ج) أنها تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية والسياسية والسكانية.
ولفت إلى أن أحد بنود الاتفاق على الائتلاف الحكومي الإسرائيلي هو منع الفلسطينيين من البناء في مناطق (ج) والسيطرة عليها بشكل كامل.
فيما قال عضو هيئة مقاومة الاستيطان والجدار، صلاح الخواجا، إن المسيرات التي ينظمها المستوطنون تعد تحولات جديدة ونوعية في إطار تحركات المستوطنين في مناطق الضفة الغربية، وتأتي تحت شعار سياسي وهو “مزيد من الضم”.
ووصف الخواجا، خلال مداخلة على فضائية الغد، التحرك الإسرائيلي بأنه “سياسة عدوانية إجرامية” من عصابات تعمل لصالح جمعيات استيطانية، وصلت لـ 6 آلاف مستوطن يتلقون معاشات بشكل مباشر من تلك الجمعيات الاستيطانية، وأصبحت حركة منظمة تنحرط فيها كل الأحزاب الاستيطانية.
ولفت إلى أن تلك المسيرات تعد استكمالا للمسيرات التي انطلقت للمناداة بضك القدس ومنطقة (ج ) بالكامل وتشكيل لجنة لمنع الفلسطينيين من العيش بها، والاستفادة من المقدرات الفلسطينية لصالح الاستيطان، مؤكدا أن ما يحدث هو محاولة جديدة وبرنامج مختلف للتصعيد والنتكيل والإجرام ضد الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف الخواجا أن من يعتقد أن عملية التغيير ولجم تلك التحركات الاستطانية عبر التنديد والاستنكار والإدانة هو واهم، متابعاً: “المطلوب أن نتحول من خطوات الاحتجاج إلى المواجهة”.
كما أكد الناشط الفلسطيني والمشارك في إحدى المسيرات الفلسطينية جنوب الخليل، حمدان بلل، أن هناك محاولة للسيطرة على المناطق التي يقطنها الفلسطينيون، وبالأخص في المنطقة (ج).
وأكد بلل، في تصريحات لمراسل الغد، أن إطلاق القنابل المسيلة باتجاه الفلسطينيين وترك المستوطنيين يبرز عنصرية الاحتلال ضد الفلسطينيين.
