صناعة الخبير وصعوده.. «اليزل» قدمته الأهرام واحتضنته الجمهورية

برحيله عن عمر ناهز الـ 70 عام، يضع الموت نقطة الختام، في قصة حياة أحد رجالات مصر، المحاطين على الدوام بهالة من الغموض.
توفي سامح سيف اليزل، رئيس ائتلاف دعم مصر صاحب الأغلبية في البرلمان المصري، أمس الإثنين، في مستشفى بالعاصمة المصرية القاهرة، بعد صراع مع المرض.

وشكل اليزل ظاهرة إعلامية، عقب خروجه من جهاز المخابرات العامة المصرية، كقناة اتصال بين أجهزة سيادية والرأي العام، سنوات طويلة عاشها اليزل، في السر والعلن، وعدد لانهائي من الروايات المتضاربة، إضافة إلى أدوار رئيسية وأحيانا ثانوية، لعبها خلال أزمات مصر المتلاحقة، قد لا يكفي تقرير واحد لتسليط الضور عليها، لكنها تظل محاولة.

سامح سيف اليزل

# تاريخ من الروايات المتضاربة

ولد اليزل عام 1946، حسب المتداول، وهو ابن لسفير مصر بالخرطوم، الذي عمل بالحرس الملكي، وتخرج الأبن من الكلية الحربية المصرية عام 1965، ثم انتقل إلى سلاح الحرس الجمهوري في يوليو/تموز 1967، ليخلف والده، وبحسب رواية عماد الدين أديب، الذى أدعي أنه زامل اليزل منذ 32 عامًا، فأن الأخير شارك في حرب 1967، حيث كان ضابطًا بسلاح المدرعات، وقد أصيب خلالها، وتلك نقطة خلافية، يبدأ عندها تاريخ من الروايات المتضاربة، لم ينفيها صاحبها ولم يؤكدها.

 

عمل اليزل بالمخابرات الحربية، ثم انتقل ليخدم بالمخابرات العامة، حتى وصل لرتبة لواء، وينسب إليه عدد من البطولات كلها محل نزاع، مثل الإدعاء بإنه كان مكلف بمهمة ضابط العمليات بالعملية «رفعت علي سليمان الجمال»، أو «رأفت الهجان» أشهر جاسوس مصري لدي إسرائيل، وهو ما دافع عنه سيف اليزل بشكل شخصي كجزء من تاريخه.


وعقب وفاته، خرج الإعلامي عماد الدين أديب، لينعيه ويذكر بدور اليزل البطولي في الحياة السرية لجهاز المخابرات العامة، قائلاً إن اليزل هو الضابط الذى قام بدوره الممثل المصري محمد وفيق، في مسلسل رأفت الهجان، لكن العودة لسجل البحث توضح أن عبد العزيز الطودي، المتوفى في سبتمبر 2004، هو المعني بشخصية «عزيز الجبالي»، وبمراجعة السيرة الذاتية للطودي، سنكتشف إنه تربى في منزل جده الشيخ إبراهيم الجبالي أحد علماء الأزهر، بعد أن توفي والده وهو لم يبلغ 4 سنوات.

إصرار اليزل، وتأكيده أكثر من مره أنه هو المعني بشخصية «عزيز الجبالي» بمسلسل رأفت الهجان، دفعت أخرين للرد عليه وتكذيبه أمثال الممثل نبيل الحلفاوي، الذي شارك بالمسلسل، لكن الرد الحاسم كان على صفحات بوابة الفجر المصرية في أكتوبر 2013، حيث أجرت حوار مع الممثل محمد وفيق، حول طبيعة شخصية عزيز الجبالي التي أداها، ليؤكد أنه لعب دور عبد العزيز الطودي ضابط المخابرات.

صعود اليزل كخبير أمني .. البداية من صحيفة الأهرام. 

لقب اليزل في مختلف وسائل الإعلام، بالـ«خبير السياسي والأمني»، وبات وجهًا اعتاد التردد على جميع الفضائيات، للتعقيب على الأوضاع السياسية والأمنية الداخلية، وعرف عنه قربه من المجلس العسكري الذي حكم البلاد في أعقاب ثورة يناير 2011، واكتسب اسمه زخمًا بإعلان المرشح المحتمل للرئاسة 2012، منصور حسن، اختياره سيف اليزل نائبًا له حال فوزه.
واعتبره صانعو البرامج الفضائية «صوت المؤسسة العسكرية في وسائل الإعلام»، وهو أول من قال إن «استمرار المشير السيسي في منصبه لا يعني أنه بالضرورة حسم أمره ولن يترشح لمنصب رئاسة الجمهورية»، وذلك قبل إعلان ترشح السيسي رسميًا في الانتخابات، بأكثر من 3 أشهر.
لكن كيف كانت البداية؟ ومن يمنح تلك الألقاب البراقة كـ«الخبير الإستراتيجي».


في 26 آذار/سبتمبر 2009، أنفرد الإعلامي أحمد موسى، مندوب وزارة الداخلية بصحيفة الأهرام -المقربة من الدولة المصرية- بأول حوار مع «الخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل» كما أطلق عليه حينها، وهو اللقب الذى ظل لصيق باليزل، منذ حواره مع موسى، وحتى وفاته بمستشفي السلام، ليصدر نعيه كخبير أمني واستراتيجي.

ظل اليزل معارضًا للإسلاميين بشكل عام، والإخوان المسلمين على وجه التحديد، ومؤيدًا لدور الجيش في الحياة السياسية باعتباره أحد أبناء المؤسسة العسكرية.
وعارض بشدة حكم الرئيس الإخواني السابق، محمد مرسي، المعزول بعد احتجاجات واسعة ضده، في يوليو/تموز 2013، ومن ثم تولى اليزل رئاسة ما يعرف بمركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية، لكن المركز التابع لجريدة الجمهورية -جريدة قومية- نادرًا ما كان يصدر أبحاثًا على الصعيدين السياسي والأمني.

الضابط والسياسي وبينهم رجل الأعمال.

ظهور اليزل عقب إطاحة الثورة المصرية بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، كخبير أمني، ومعلق تلفزيوني، يبدو كقمة جبل الجليد، الذي يختفي أغلبه تحت الماء، فمن جهة أخري، ترأس ضابط المخابرات السابق، الجمعية البريطانية المصرية للأعمال، وجمعية الصداقة المصرية الكورية الجنوبية، وعمل مديرًا للفرع الإقليمي لشركة G4S للخدمات الأمنية، متعددة الجنسيات، بريطانية الأصل، ومقرها لندن، والتي تم تصنيفها علی أنها أكبر شركة أمنية في العالم في عام 2001. وتقدم G4S خدمات أمنية في 125 دولة حول العالم من بينها مصر، ويصفها خبراء الأمن بأنها أكبر «جيش خاص» في العالم. وتولت الشركة في مصر حراسة المقر الانتخابي للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، عقب تقديم استقالته من وزارة الدفاع، للترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
كما أنها تدير الحواجز الإسرائيلية داخل الضفة الغربية المحتلة، بحسب إسماعيل باستل، رئيس منظمة أصدقاء الأقصى.
واتهمتها صحيفة الجارديان بإدارة سجن سيئ السمعة بجنوب أفريقيا، كما أكد موظف سابق في شركة G4S في جنوب إفريقيا لشبكة بي بي سي، أن التعذيب يستخدم أحيانا للحصول على الاعترافات، مشيرًا إلى أنه مارس التعذيب بحضور مسؤولين كبار في الشركة.

سامح سيف اليزل G4S

لم يتوقف اليزل، عند لعب دور ضابط عمليات ذو الطبيعة الخاصة، بل تجاوزه في 2015، كعضو نيابي وزعيم للأغلبية، بعد أن حصلت قائمة دعم مصر، على إجمالى عدد القوائم بالانتخابات النيابية المصرية، عقب ذلك قاد اليزل محاولات تشكيل ائتلاف حاكم كظهير سياسي للرئيس، لتولد للحياة السياسية، ائتلاف دعم الدولة الذى أصر اليزل أن يحوز نسبة 25% من إجمالي عدد نواب البرلمان، رغم أن معظم البرلمانيين طالبوا بتخفيض النسبة في لائحة المجلس إلى 10% أو 15% لضرورة تنوع الائتلافات تحت القبة.

لم تسمح ظروف اليزل الصحية، بممارسة الدور المكلف به تحت قبة البرلمان، فخفت ظهوره الإعلامي على شاشات الفضائيات، كما قل حضوره لجلسات مجلس النواب، لكن رغم ظروفه الصحية، قاد اليزل محاكمة تأديب العضو المتمرد على ائتلاف دعم مصر، مصطفي بكري، حينما رفض الأخير الانصياع لعدم ترشحه على وكالة المجلس.
كما لعب اليزل دورًا بارزًا في حشد النواب خلال أزمة الفقيه القانوني سري صيام، رئيس محكمة النقض الأسبق، داعيًا إلى التصويت بقبول استقالته من البرلمان.

https://www.youtube.com/watch?v=C7QVq3_Hggo

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]