أعلنت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون اليوم، الأربعاء، فوزها ببطاقة ترشيح حزبها لخوض السباق نحو البيت الأبيض، لتكون بذلك أول امرأة تصل إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية خلال العقود الثلاثة الماضية، إلا أنها لم تكن الأولى على الإطلاق على الرغم من تأكيد صحف أمريكية وعالمية.
وحققت كلينتون فوزا كبيرا في الانتخابات التمهيدية التي جرت أمس، الثلاثاء، حيث فازت بـ4 ولايات من أصل 6 ولايات، ليصل مجموع المندوبين الذي حصلت عليه إلى 2755، بفارق كبير عن عدد المندوبين المطلوب للفوز وهو 2383 فقط.
ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنجاز هيلاري بأنها صنعت التاريخ إلا أن منافسها الديمقراطي بيرني ساندرز لازال يتجاهل انتصارها بعناد كبير، وأضافت: «في جمع كبير لمؤيديه، تجاهل ساندرز الإنجاز التاريخي الكبير الذي حققته كلينتون كأول امرأة تخوض الانتخابات منذ حصول النساء على حق التصويت والترشح قبل 95 عاما».
وفي كاليفورنيا التي كان يعول عليها ساندرز كثيرا في مسار انتخابات حزب الديمقراطيين حصلت كلينتون على 257 مندوبا مقابل 188 مندوبا له، وفي نيوجيرسي حصلت على 73 مقابل 47 له.
وكانت أرقام وكالة أسوشيتدبرس للأنباء كشفت أمس، الثلاثاء، عن فوز كلينتون قبيل إعلان نتائج الولايات الست التي جرت فيها الانتخابات استنادا إلى أرقام أولية بالإضافة إلى مقاطعات أمريكية أظهرت نتائجها قرب حصول كلينتون على الترشيح.
سبقت هيلاري كلينتون مرشحة أخرى في هذا المضمار، لتكون بالفعل أول امرأة تخوض الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وهي شيرلي تشيشولم، التي فازت ببطاقة الترشح عن حزب الديمقراطيين عام 1972.
وقالت صحيفة «تايم» الأمريكية العريقة، إن تشيشولم قادت «ذا ميجور بارتي» في الوقت الذي لم يكن الأمريكيون يتوقعون أن تحقق امرأة هذا الإنجاز، بعد إنجاز سابق حققته بأن تكون أول امرأة من أصول أفريقية تصبح سيناتور في الكونجرس الأمريكي.
ومنذ أوشكت النتائج على الحسم لصالح كلينتون، أثار ساندرز جدلا كبيرا لعدم انسحابه من السباق، إلا أنه صرح الشهر الماضي، قائلا: «لن أنسحب من السباق، وسأخوض هذه الانتخابات حتى آخر صوت، لكل صوت من الناخبين حق يجب أن نحترمه».
وزاد الجدل الذي تسبب فيه ساندرز بعد انسحاب منافسي المرشح الجمهوري قطب العقارات الملياردير دونالد ترامب من السباق، حيث أفسحوا المجال أمامه ليخوض الانتخابات، إلا أن ساندرز رفض الانسحاب، بينما دعاه ترامب لمناظرة في كاليفورنيا، الأمر الذي وصفه كثير من المراقبين بـ «غير الواقعي»، نظرا لفارق الكبير بين ساندرز وكلينتون التي اعتبرت فائزة منذ آخر جولة في مايو/ آيار الماضي.
وبحسب مراقبين، فإن الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل تعد الأصعب في تاريخ الولايات المتحدة، وسوف تخوضها هيلاري أمام الملياردير، ليبدأ السباق الحقيقي نحو رئاسة الدولة الأقوى في العالم.
وبحسب مؤشر التحليلات السياسية «مودي موديل» فإن كلينتون ستحسم الانتخابات في الشتاء المقبل، مستندا إلى كونه الاستطلاع الأقوى في الولايات المتحدة والذي لم يخطئ في تسمية الرؤساء الأمريكيين منذ عام 1980 عندما تنبأ بقوز رونالد ريجين.
وأضاف الاستطلاع الذي أعلن نتيجته منذ انتهاء جولة 17 مايو/ آيار في في ولايتي أوريجون وكنتاكي بأيام، أن الأمر لا يتعلق باستطلاعات الرأي أو بمميزات شخصية لهيلاري وكلنه مرتبط بحالة الاقتصاد الأمريكي، وأورد في بيان نقلته شبكة CNN الإخبارية: «الاقتصاد هو الأمر الحاسم في نتيجة الانتخابات، الديمقراطيون حققوا إنجازات جيدة في السابق، إذا تغير هذا الأمر فسيصوت الأمريكيون لغيرهم».
إلا أن هذا الأمر لا يتفق معه آخرون، فبحسب مراقبين سياسيين سيحسم ترامب هذه الانتخابات استنادا لنتائجه التي جققها مبكرا في الانتخابات التمهيدية، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC عن هيلمت نوربوث من جامعة ستوني برووك الأمريكية قوله: «الفارق بين ترامب وغيره كبير مما يرجح كفته كثيرا، بينما الفارق بين ساندرز وكلينتون ضئيل، والقاعدة تقول بأن ما تؤديه في مرحلة انتخابية مؤشر قوي لبقية المراحل».
واستكملت BBC قولها إن إحدى النظريات التي يمكن أن تحدد من الفائز بالانتخابات الرئاسية متعلقة بالأولمبياد، فإذا كانت الدولة المضيفة للأولمبياد تستضيف البطولة للمرة الأولى في تاريخها فإن الحزب الحاكم في واشنطن سيفقد السلطة، «وباعتبار أن البرازيل تستضيف أولمبياد هذا العام، فهي المرة الأولى في تاريخها، وبالتالي فإن ترامب سيفوز».
