«صوت الأزهر» تحجب نسختها الورقية.. الصحافة في مواجهة كورونا
دخلت الصحافة الورقية حول العالم على خط المواجهة مع فيروس كورونا الآخذ في الانتشار، حيث تسبب المرض في إيقاف صدور العديد منها، خوفا من نقل العدوى، حيث أثبتت التجارب، التي تم القيام بها مؤخرا، أنه يمكن رصد الفيروس لمدة تصل إلى عدة ساعات على الورق، خصوصا المقوى منه.
وفي خطوة جديدة، أعلنت جريدة “صوت الأزهر” عن حجب نسختها الورقية مؤقتا، من أجل مكافحة فيروس كورونا، والتصدِّى لانتشاره، وقالت في بيان، إنها ستتبنى سياسة «العمل من المنزل»، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لتسهيل صدور الجريدة بصِيَغٍ غير ورقية، ووصولها لقارئها فى الوقت نفسه.
وقرَّرت الجريدة تعطيل صدور نسختها الورقية بشكل مؤقَّت، مع التوسُّع فى تقديم الخدمات الإلكترونية للآلاف من المشتركين والقُرَّاء في مصر والعالم الإسلامي، مع انتظام صدور نسخة pdf من الجريدة وتوزيعها على نطاق واسع.
ودعت «صوت الأزهر» كُلَّ قُرَّائها، وعموم المصريين، إلى الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية التى قرَّرتها الدولة؛ حمايةً لأنفسهم وذويهم ومجتمعهم ووطنهم.
ولم تكن خطوة جريدة صوت الأزهر فريدة من نوعها، حيث تم اتخاذ مثلها عربيا ودوليا، وأعلنت الحكومة الأردنية عن توقيف طباعة الصحف في البلاد انسجاما مع سياستها الرامية لمنع تفشي العدوى بين المواطنين.
وفي أوروبا، التي باتت البؤرة الأساسية لتفشي الوباء، طغى النقاش حول إغلاق منافذ بيع الصحف على واجهة الأحداث في إيطاليا، وفقاً لتقرير أعده موقع «كوارتز» العالمي.
وأكد الموقع أن الكثيرين دعوا الحكومة لإغلاق هذه المنافذ بسبب الإسهام المحتمل للورق في نشر الفيروس، وكذلك نتيجة لكون غالبية قراء الصحف الورقية هم من كبار السن المعرضين أكثر لخطر الوفاة نتيجة الوباء الجديد.
ويوجد في إيطاليا نحو 5000 كشك لبيع الصحف، فيما يعتمد ثلث السكان فقط عليها في قراءة الأخبار اليومية مقابل 43% من السكان في ألمانيا، و23% في فرنسا.
وفرضت فرنسا حجرا صحيا شاملا على غرار إيطاليا، لجأت عدة صحف إلى التركيز على المحتوى الرقمي مقابل الانحسار المحتمل للتوزيع الورقي، على الرغم من أن الحكومة ما زالت تسمح للأكشاك بمواصلة العمل.
وأعلنت منصات توزيع للصحف مثل شبكة «كافيين» عن مبادرات رقمية لتوفير محتوى مجاني للقراء بشكل إلكتروني لمدة شهر، من أجل السماح لهم بالاطلاع على كبريات الصحف دون الحاجة لاقتنائها من الخارج.
و أعلنت عدة صحف في باريس عن تدابير تركز على الاعتماد أكثر على النسخ الرقمية مثل ما هو الحال مع صحيفة «20 دقيقة» واسعة الانتشار.
وفي بلجيكا عاصمة صنع القرار الأوروبي، أعلن الناطق الرسمي باسم اللجنة المكلفة باحتواء الوباء الجديد، أن «منافذ بيع وتوزيع الصحف الورقية» لا تدخل ضمن فئة المحال التجارية الحيوية التي تقرر عدم إغلاقها في ظل الأزمة الحالية، وذلك رداً على مطالب من نقابة الناشرين للسماح للأكشاك والمكتبات بمواصلة العمل طيلة أيام الأسبوع.
ومن بروكسل، أعلنت صحيفة «لو سوار» ذات الانتشار الكبير، التركيز على النشر عبر موقعها الإلكتروني، وإتاحة الولوج مجاناً إلى المحتوى المتعلق بأخبار وتقارير الوباء الجديد على مختلف منصاتها الرقمية، مع إلزام طاقمها بالدوام عن بعد حالياً.
وفي الولايات المتحدة، ومنذ أن ضرب جائحة كوفيد-19، البلاد شهدت الصحافة المحلية هزات أدت إلى تقليص في عدد المطبوعات وحتى تخفيض في أعداد العمال، على غرار ما وقع في ولاية أوريغون، حيث أعلنت مؤسسة «ميركيري» للنشر عن وقف نشر صحيفتها البديلة «بورتلاند ميركيري»، وكما جرى بالنسبة لصحيفة «ذا كولومبيان» التي قلصت طاقمها في ظل انخفاض الإعلانات نتيجة الوضع الحالي.
وكذلك أدى إلغاء الكثير من الأنشطة، خصوصاً الرياضية والثقافية، إلى خفض العديد من الصحف حول العالم لعدد صفحاتها، وتقليص منافذ بيعها المتوفرة.
