ساعات طوال قضوها يداعب مخيلتهم مشهد الطفل السوري “إيلان” التي تناقلتها وسائل الإعلام قبل عدة أسابيع، يفكر كل منهم في مصيره.
المتفائلون، فقط، من عشرات المهاجرين الذين ضلوا طريقهم في ظلمات البحر بعد أن تعرض زورقهم لعاصفة شديدة، توقعوا أن يلقوا نفس مصير الطفل الذي عثرت عليه قوات خفر السواحل التركية، أما الآخرون فتوقعوا أن تكون نهايتهم في أحشاء الحيتان وأفراس البحر، بينما يستقلون أحد القوارب في رحلتهم إلى شبه جزيرة قبرص.
وما إن وصلوا، اليوم السبت، حتى تنفسوا الصعداء غير مصدقين نجاتهم، فانهمرت أعينهم بدموع الفرحة بالنجاة ودموع الفراق لهجرة الأوطان، في آنٍ واحد، وعرفوا أنه ربما “تأتي الرياح بما تشتهي السفن”.
ويظهر في الصورة أب مجبر على الاغتراب يحتضن ابنه وقد أغرقت الدموع وجنتي الطفل البرئ، بعد أن منحتهم الأقدار عمرا جديدًا يبحثون فيه عن أمل جديد وبلاد أخرى تفتح لهم أذرعها.
ربما تتحقق الأحلام وينعم هؤلاء بالأمان يوما ما، لكن ذلك المشهد لن يفارق مخيلة الطفل إلى الأبد.
