«مش بس الصور اللي ضاعت وتاهت.. حياتنا كمان» هكذا كتب أحمد فراج وهو شاب ثلاثيني، عبر صفحته على الفيس بوك، لتقوم صفحة مواليد الثمانينات، بمشاركة منشوره على صفحتها الرئيسية، لتفتح بابًا لاسترجاع الذكريات من جديد.
قبل أن يتأسف فراج على انقضاء الزمن، فتح شاب آخر في منتصف الثلاثينات أيضًا، عبر الفيس بوك نقاشًا يدور حول عقد الثمانينات، لافتا إلى أن وقت كبير قد مضى وبلغ مواليد 1989 من العمر 27 عامًا، بينم بلغ أبناء مطلع الألفية الجديدة 16 عامًا.
وانضم عدد كبير من أصدقاء هذا الشاب للنقاش حول ظاهرة «الثمانينات» تحديدًا، وانتشار ظاهرة «النوستالجيا» والحنين إلى الماضي، وهي الظاهرة المنتشرة منذ أكثر من 5 سنوات، مع تدشين أول صفحة على الفيس بوك لمواليد الثمانينات، فأخذت في التنامي والازدياد، واعتاد متابعيها نشر ذكرياتهم عبر الصفحة، التي تشمل كل التفاصيل التي عاشها هذا الجيل، قبل مجيء عصر الفضائيات والهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر.
وينشر أعضاء الصفحة في الغالب، قصصهم وذكرياتهم مع شرائط الكاسيت وأجهزة التسجيل، وألعاب الأتاري، وبرامج التلفزيون، والحلوى، والألعاب، ومجلات الكوميكس، والأدوات المكتبية، وغيرها من التفاصيل التي عاشوها في طفولتهم في سنوات الثمانينات.
وبعد فترة قصيرة انضم مواليد التسعينات لظاهرة الحنين إلى الماضي، ليدشنوا أيضا صفحات تحمل ذكرياتهم، والتي تضم كل ما أحبوه في تلك الفترة سواء كان فنان، أو فرقة موسيقية، أو أغنية شهيرة، ليسيروا على درب جيرانهم من الثمانينيات، الأكبر سنًا.
ويبدو أن الحنين الزائد إلى الماضي دفع هؤلاء لدعوة بعضهم إلى نشر صور من طفولتهم على غرار «ألبوم الصور الكلاسيكي»، في دعوة حملت اسم «صورتك وأنت صغير»، وبلغ عدد الأشخاص المدعوين للمشاركة 294 ألف شخص.
سرعان ما انتشرت الدعوة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن أطلق نشطاء وسم #صورتك_وانت_صغير، وبدأت الحملة طريفة في بدايتها، وجذبت عددًا من المشاهير الذين سارعوا بنشر صورهم في طفولتهم مثل محمود عبد العزيز، محمد هنيدي، علي ربيع، خالد سرحان، كريم عبد العزيز، عمرو دياب، محمد عطية، محمود العسيلي، هاني شاكر، شريف رمزي، عمرو يوسف، خالد أبو النجا، خالد الصاوي، تامر حسني، أسر ياسين، أحمد حلمي، هبة مجدي، إيتن عامر، منى عبد الغني، ديانا حداد، ياسمين عبد العزيز، هيفاء وهبي، نانسي عجرم، ميريام فارس، داليا البحيري، نيللي، منى زكي، دنيا سمير غانم، مي عز الدين، شريهان، نيكول سابا، بوسي، لبلبة، ديانا كرازون، منة شلبي، منى هلا.
ويبدو أن الدعوة تجاوزت الهدف الأصلي من استرجاع الماضي، إلى السخرية من ملابس ومظهر الطفولة والموضة السائدة، ووصل الأمر بالبعض لاستخدام الدعوة في الترويج لأنفسهم وصفحاتهم، بل والتلميح بأهداف مختلفة عن الفكرة الأساسية للدعوة، كأن ينشر بعض المتحرشين صور من طفولتهم مع وضع عبارات تتضمن تلميحات سيئة.
https://twitter.com/Hadeezz/status/719764841997721600
#صورتك_وانت_صغير
لا ارحمونا مش هنا والفيس
لا كده كتير??— Hager (@totahesham85) April 11, 2016
الفيس كله بقى عباره عن صورتك وانت صغير ???
— ساره مش Zارا (@1631993saara) April 10, 2016
مش عارف افتح facebook بسبب ايڤينت صورتك وانت صغير ده ???
— دكتور البهايم (@AhmadMaamoN) April 10, 2016
ايفينت "صورتك وانت صغير" اتحول لمنتديات أبو نواف للتعارف الجاد
— Amr Al-Hawary (@Al_Hawary74) April 10, 2016
وكالنار في الهشيم سرعان ما انتشر وسم #صورتك_وانت_صغير على تويتر، ليتبدل مغزى الدعوة من استرجاع الذكريات، إلى حرب من السخرية والاتهامات المتبادلة، والتعارف.
الايفنت بتاع صورتك وانت صغير ده مسخره انا ضحكت ضحك السنين بجد 😀
Posted by Exclusive photo on Sunday, April 10, 2016