القاهرة – مينا حبيب
قصة كفاح عمرها أكثر من نصف قرن، كتبتها السيدة عزيزة أو أم عزة بعزيمة لتسد احتياجات أسرتها، ففي مقهى شعبي متواضع تحكي شقوقه عن سنوات من الكفاح، عن قصة سيدة مصرية سبعينية تعرف قيمة العمل. فمع صباح كل يوم تسير أم عزة بخطوات أثقلها الزمن، تصنع المشروبات لزبائنها حتى منتصف الليل.
بدأت قصة هذه السيدة منذ 50 عاما بعدما تركت حقول مدينة “أشمون” بالمنوفية حيث كانت تعمل في جمع الثمار من الحقول، لتنتقل مع زوجها حسن لتعمل في مقاهي بالقاهرة وتشاركه مشوار تربية بناتهن الخمس حتى مات زوجها واستمرت في عمل المشروبات لزبائنها، ولم تعرف الراحة يوما من أجل كسب لقمة العيش.
تحظى عزيزة بتقدير أهل الحارة، واحترامهم، كما يسعدون بطلب مشروبات من يديها ولا سيما “فنجان القهوة”. تعمل يوميا منذ الثانية عشرة ظهرا وحتى منتصف الليل، أما فى شهر الصوم، فيحلو السهر مع “مشروبات أم عزة”. موسم تسهر فيه عزيزة فى خدمة رواد مقهاها الذين لم يكفوا عن زيارة هذا المكان منذ عشرات السنين.
بسيطة أحلامها كوتيرة أيامها، وقوية عزيمتها رغم ضعف جسدها. عزيمة تدفعها كل يوم لتمارس عملها الذي يعيد إليها ذكريات أجمل أيامها مع شريك حياتها. واليوم لا تتخطى أحلامها الحصول على معاش يعينها على الحياة أو زيارة للأراضي المقدسة تسعد ماتبقى من أيامها.
