بعد انتهاء زيارته التاريخية لكوبا، وصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الأرجنتين اليوم، الأربعاء، في إطار جولة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع البلد الذي كان جزءا من الكتلة اليسارية في أمريكا الجنوبية حتى فوز الرئيس المؤيد لقطاع الأعمال موريسيو ماكري بالرئاسة في الانتخابات المثيرة التي جرت ديسمبر/كانون الأول.
وتمثل زيارة أوباما التي تستمر يومين تقاربا بعد سنوات من توتر العلاقات، وهي مؤشر على دعم إصلاحات ماكري الرامية إلى «انفتاح» ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية، وهي الزيارة الأولى منذ 1997.
ووصل أوباما وعائلته إلى بوينس آيرس بعد منتصف الليل، حيث كانت في استقباله وزيرة خارجية الأرجنتين سوزانا مالكورا، قبل أن يذهب إلى مقر إقامة السفير الأمريكي.
ويعقد الزعيم الأمريكي محادثات مع ماكري، قبيل مؤتمر صحفي مشترك هذا المساء، وسيضع أوباما أيضا إكليلا من الزهور في كاتدرائية العاصمة بوينس آيرس، ثم يجتمع مع رواد الأعمال الشباب قبل حضور مأدبة عشاء رسمية.
وفي أول 100 يوم في منصبه، رفع ماكري قيودا على رأس المال والتجارة وخفض دعم الطاقة، ويقول مسؤولون أمريكيون إن أوباما أُعجب بوتيرة الإصلاح، لكن لا يزال على الأرجنتين معالجة ارتفاع معدل التضخم والعجز المالي ونقص العملة الصعبة.
وتسعى بوينس آيرس إلى إنهاء خلافات مع الصناديق الاستثمارية، بعد اتفاق «تاريخي» وقعته مطلع الشهر الجاري بتسوية ديون عالقة في محاكم نيويورك بشكل رئيسي، وعلّق الوسيط الأمريكي دانييل بولاك قائلا: «خطوة هائلة باتجاه المرحلة الأخيرة من إنهاء هذه القضية».
وقضية الديون التي تنتظر موافقة البرلمان الأرجنتيني قريبا، تعود للأزمة الاقتصادية التي عصفت بالأرجنتين في 2002، أسفرت عن تدهور حاد وإفلاس ثالث أكبر اقتصادات أمريكا اللاتينية، وقطعت الإدارة «الاشتراكية» للبلاد، وقتها، علاقاتها بصندق النقد والبنك الدوليين.
وكان الاتفاق محل إشادة أيضا من الخزانة الأمريكية، التي قالت: «بهذا التطور الإيجابي لمجمل النظام المالي العالمي، نأمل في تطبيق الاتفاق بالكامل سريعا».
وكان مسؤولون في واشنطن أعلنوا، الأسبوع الماضي، أن الإدارة الأمريكية سترفع السرية عن وثائق للجيش وأجهزة المخابرات المتصلة بما يعرف بـ «الحرب القذرة»، التي جرت بين عامي 1976 و1983، وهي السنوات السبع التي شنت خلالها الأرجنتين حملة على المعارضين اليساريين.
وتتزامن زيارة أوباما مع الذكرى الأربعين لانقلاب 1976، الذي جاء بالنظام العسكري الدكتاتوري المدعوم من واشنطن إلى الحكم في الأرجنتين، قبيل عودتها مرة أخرى إلى النظام الديمقراطي عام 1983.
ويأتي ذلك بعد رفع السرية عام 2002 عن أكثر من 4 آلاف برقية للخارجية الأمريكية ووثائق أخرى متصلة بانتهاكات لحقوق الإنسان في الفترة بين 1976 و1983.