ودع الرئيس باراك أوباما الأمريكيين يوم أمس، الثلاثاء، بخطاب عاطفي سعى فيه إلى تشجيع بلاد تقف على حافة تغيرات اقتصادية سريعة، وتهديدات أمنية مستمرة، وانتخاب دونالد ترامب.
كان خطاب أوباما الوداعي في مسقط رأسه في شيكاغو تأمليا حول العديد من القضايا التي تواجه الولايات المتحدة في الوقت الذي يغادر فيه منصبه، وبالنسبة للتحديات الجديدة، طرح أوباما رؤيته حول كيفية التغلب عليها وبالنسبة للمشاكل المتواصلة التي لم يستطع التغلب عليها، طرح تفاؤلا يأمل أن يتبناه آخرون.
وقال الرئيس الأمريكي الرابع والأربعون، في خطابه الأخير قبل تسليم السلطة الأسبوع المقبل إلى دونالد ترامب، إن التحدي الديمقراطي يعني “إما أن ننهض كلنا أو أن نسقط كلنا”، داعيا الأمريكيين إلى الوحدة “أيا تكن الاختلافات”، مع إقراره في الوقت نفسه بأن العنصرية لا تزال “عاملا تقسيميا” في المجتمع الأمريكي.
وأوضح أوباما، أن مواقفه لم تتغير، وقال إن جهوده لإنهاء اللجوء إلى التعذيب وإغلاق سجن جوانتانامو في كوبا كانت جزءا من تحرك أوسع لدعم القيم الأمريكية، مضيفا “لذا أرفض التمييز ضد الأمريكيين المسلمين”، في إشارة واضحة إلى تصريحات سابقة لترامب معادية للمسلمين، ما لاقى تصفيقا قويا بين الحضور.
قال أوباما أمام حشد من نحو 18 ألف شخص “نعم، كان تقدمنا متفاوتا، العمل الديمقراطي كان دائما صعبا مثيرا للجدل وبعض الأحيان دمويا، لكل خطوتين إلى الأمام، غالبا ما نشعر أننا نأخذ خطوة إلى الوراء”.
وأضاف أن إيمانه بأمريكا قد تعزز لما شهده هو خلال السنوات الثماني الماضية معلنا أن “المستقبل سيكون لنا”.
وماسحا دموعه بمنديل، أثنى أوباما على التضحيات التي قدمتها زوجته وابنتاه اللتان كانتا صغيرتان عندما دخلا البيت الأبيض الكبير ويخرجان منه الآن كبيرتان، وأشاد بالسيدة الأولى ميشيل أوباما لأدائها دورها في جعل البيت الأبيض مكانا ينتمي إليه الجميع.
Pres. Obama to daughters Malia and Sasha: “Of all that I have done in my life, I’m most proud to be your dad.” https://t.co/dS8XgbuhUB pic.twitter.com/nrkqmC8hLz
— ABC News (@ABC) January 11, 2017
وسيخرج أوباما وعائلته من الساحة ليحل محلهم دونالد ترامب، الرجل الذي قال أوباما إنه يشكل تهديدا خطيرا لمستقبل البلاد.
ولم ينس أوباما في خطابه التطرق إلى التغير المناخي، مؤكدا أن إنكار هذه الحقيقة العلمية هو “خيانة للأجيال المقبلة”.
وقال “يمكننا ويتعين علينا أن نناقش الطريقة المثلى للتصدي لهذه المشكلة، ولكن الاكتفاء بإنكار المشكلة لا يعني خيانة الأجيال المقبلة فحسب، وإنما أيضا خيانة جوهر روح الابتكار وإيجاد الحلول العملية للمشاكل وهي الروح التي أرشدت آباءنا المؤسسين”.
وفي الواقع، أن كثيرا مما حققه أوباما خلال فترتي حكمه -من نظام الرعاية الصحية إلى الأنظمة البيئية والاتفاق النووي مع إيران- سيقلبه ترامب رأسا على عقب، وحتى مع سعي أوباما إلى تحديد ماذا كانت تعني رئاسته إلى أمريكا، فإن إرثه لا يزال محل سؤال.
وأشار أوباما إشارة عابرة إلى الرئيس الجديد عندما قال إن جمهوريا سيحل محله، حينها أطلق الجمهور صيحات استهجان، فقال أوباما “كلا … كلا”.
ومشيدا بمنصبه كأول أمريكي أسود يتولى الرئاسة، أقر أوباما أنه عقب انتخابه في 2008 كانت ثمة آمال لأمريكا ما بعد العنصرية، ومع ذلك، قال إن “هذه الرؤية لم تكن واقعية أبدا” على الرغم من أنه أصر على أن العلاقات العرقية هي أفضل الآن مما كانت عليه قبل بضعة عقود.
وأنهي كلمته بإحياء شعار حملته الانتخابية “نعم نستطيع”، مضيفا “نعم لقد فعلنا”.
