تحتفل «إليزابيث» ملكة انجلترا غدا، الخميس، بعيد مولدها الـ90، وسط احتفالات شعبية وملكية في أنحاء لندن.
تسلمت إليزابيث الثانية عرش بريطانيا في السادس من فبراير/شباط عام 1952، وكانت تبلغ من العمر 26 عاما، ما يجعلها الأكبر والأطول ولاية في العالم، إلا أنها كذلك تخطت فترة حكم جدتها الملكة فيكتوريا التي دامت 60 عاما.
تعرف باسم «إليزابيث» في اسكتلندا، لأنها الأولى التي تحمل هذا الاسم كملكة لاسكتلندا، والثانية في بريطانيا، حيث حكمت إليزابيث الأولى لندن فقط دون أدنبره.
تعد إليزابيث الثانية ملكة دستورية «دون صلاحيات» لـعدد من الدول كانت تصل إلى 16 هي ما تبقى من إرث الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، وملكة لـ7 دول مستقلة في الكومنولث، الذي يضم 53 دولة، والدول السبع هي: المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، نيوزيلندا، جنوب إفريقيا، الباكستان، سيلان.
لعب الحظ مع إليزابيث الثانية كثيرا، فقد تسلم والدها جورج السادس عرش بريطانيا بعد تنازل شقيقه إدوارد الثامن له ليتزوج من واليس سيمبسون، وهي أمريكية مطلقة أثار ارتباطهما أزمة سياسية بين لندن وواشنطن، فانتهى الأمر بتنازله من أجل الزواج بها.
لم يكن متوقعا بالنسبة للبريطانيين أن تجلس إليزابيث على العرش، لاعتبارات تتعلق بترتيبها في العائلة المالكة، فعمها إدوارد الثامن كان شابا يافعا ولم يكن تزوج بعد لينجب أطفالا يرثون العرش من بعده، بينما كان والدها يعاني من عثرات في النطق مما جعله بعيدا عن الأضواء، وكانت هي المرشحة الثالثة من بعدهما لهذا المنصب، ليتنازل عمها فجأة، ولم يلبث والدها على العرش سوى 16 عاما فقط.
توفي جورج السادس، والد إليزابيث الثانية، أثناء سفرها خارج بريطانيا، وكانت قد ظهرت كثيرا في الأوساط السياسية في العالم قبلها، خاصة إبان الحرب العالمية الثانية، لأسباب تتعلق بتدهور حالة والدها الصحية.
وبحسب الإرث الملكي، فإن إليزابيث تعد المالك الرسمي لجميع الأوز العراقى البري في بريطانيا، وكافة الدلافين والحيتان وسمك الحفش والحيوانات البحرية في المياه البريطانية والمحيطة بالمملكة المتحدة.
وكذلك تملك بجع بريطانيا كله، وبحسب الموقع الرسمي للعائلة المالكي، فيتم إجراء الفحص الصحي الدوري للبجع الذي تحمل كل واحدة منه رقما خاصا، ويعيّن له طبيب خاص من جامعة أوكسفورد.
بحسب صحيفة بيزنيس إنسايدر، في عددها الصادر 19 مايو/آثار 2015، فإن «هي المالك الرسمي لكافة البجع في نهر التايمز، بصفتها الشخصية وليس الملكية، الملكة إليزابيث ليست مثل أي أحد».
وبحسب موقع الإذاعة البريطانية BBC فإن السلطات اعتقلت أحد الصيادين عام 2004 بتهمة «اصطياد سمكة حفش طولها 10 أقدام، من مياه اسكتلندا»، وفي نص التحقيقات ذُكر أنها جريمة «اصطياد سمكة ملكية».
وكان القانون ينص على عدم إلزام العائلة الملكية بدفع الضرائب، إلا أنها تدفع ضرائب الدخل وضرائب رأس المال متطوعة منذ عام 1992.
وبحكم القانون، تقود الملكة دون «رخصة قيادة»، وتسافر دون جواز سفر، ولها عيدان للميلاد أحدهما يوافق 21 أبريل/نيسان، والآخر هو السبت الأول من شهر يونيو/حزيران، والحقيقي هو التاريخ الأول، ولا يمكن ملاحقتها قضائيا بموجب القانون.
وسياسيا، ربما لا تتمتع الملكة حاليا بصلاحيات كبيرة، إلا أنها تفتتح دورات مجلس اللوردات بعد الانتخابات النيابية البريطانية، وتمنح بركتها وتعرض برنامج الحكومة، إلا أن ورقة مسربة عام 2013، تحت بند حرية تداول المعلومات في بريطانيا كشفت أنها تدخلت لرفض برنامج حكومة توني بلير لتوجيه عمليات عسكرية ضد العراق عام 1999، وهي القضية التي كانت محل تصويت البرلمان وقتها.
ولا يمكن لرئيس الوزراء اتخاذ قرار حل البرلمان إلا عن طريق اللجوء للملكة بطلب رسمي، وعلى الرغم من أن ذلك لم يحدث كثيرا، إلا أن ديفيد كاميرون رئيس الحكومة الحالي كان عليه إجراء زيارات تقليدية لقصر باكجنهام الملكي بصفة دورية منذ حل البرلمان في 30 مارس/آذار 2015.
ولها كذلك حق طرد الحكومة الأسترالية، وهو ما حدث بالفعل عام 1975، عندما طرد ممثلها السامي السير جنرال جون كير، رئيس الوزراء الأسترالي، وأعاد تشكيل حكومة جديدة.