صور| اتحاد كتاب مصر بوسط الدلتا يحتفي بتجربة شتا الإبداعية
خصصت نقابة اتحاد كتاب مصر بوسط الدلتا، برئاسة الشاعر الحسيني عبدالعاطي حري، احتفالية ساهرة يوم أمس اﻷحد، للاحتفاء بالتجربة الإبداعية للشاعر الدكتور حمدي شتا نائب رئيس اتحاد الكتاب بوسط الدلتا.
واستعرض الشاعر والناقد مختار عيسي نائب رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر تجربة شتا وإبداعه.
وتخلل الاحتفالية عدد من المداخلات والمشاركات حول تجربة شتا الإبداعية.
حضر الاحتفالية من المبدعين والضيوف، كل من الحسيني عبدالعاطي، مختار عيسي، ايهاب الورداني، محمود عرفات، محمد صادق، ملاك معوض، أحمد إبراهيم عيد، عبدالقادر أمين، هانم الفضالي، طارق بركة، مرفت العزوني، وفاء ماضي، سعيد عاشور، جورج لبيب، عبدالسميع سعد، دكتور عمر محمد الشريف، مصطفي إسماعيل، محمد جمال، د. علام شتا، د. حسام حمدي شتا، د. أحمد داوود عرفة.. وغيرهم.
يذكر أن حمدي شتا، علاوة على كونه شاعر فصحى من الطراز الرفيع، فإنه يمارس أيضًا هوايات أخرى كالعزف على العود والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي وغيرها.
في حضرة شعره يمتزج الحلم بالواقع وتبدو معالم التعبير من خلال أحاديث الغربة والشوق للوطن والمحبوب، الرمز الحقيقي المباشر.
ولد الشاعر والفنان الدكتور حمدي شتا، بقرية مسير في محافظة كفر الشيخ، شمالي الدلتا، وانطلق يجمع من الفنون ما تيسر له حتى صارت لديه حصيلة ضخمة موزعة ما بين العزف والتلحين والغناء، وبين الشعر وكتابة المقال، بالإضافة لكونه مصورًا فوتوغرافيًا بارعًا، لا تكاد تفوته لقطة حتى يسارع إلى تسجيلها.
وما إن أتم دراسته وحصل على الدكتوراه في أبحاث الدم وأمراض المناعة واستكملها بعدّة شهادات للزمالة من دول أوروبا، حتى انطلق يوفي للإبداع قدره، ليتفوق فيه جنبًا إلى جنب مع كونه أكاديميًا متميزًا وأستاذاً بارزاً في تخصصه الطبي.
في منزله المطل على نهر النيل الخالد بضاحية المعادي بالقاهرة، أو شقته الكائنة بمدينة كفرالشيخ يجتمع السُمّار والأحباب والزوار يعطرون أسماعهم ويشحذون وجدانهم بما يتناهى إليهم من أنغام العود.
وفي حضرة موسيقاه – كما الحال مع شعره – يكاد الوطن هو الأبرز، والرمز الحقيقي المباشر.
وفي شعره – خلال أربعة دواوين مطبوعة – يغلب الطابع الكلاسيكي الحالم، ذلك النموذج الذي افتقدناه في زمن الصراخ، إذ يستطيع أن يضفر الإيقاع النغمي بالتصويري.. يستطيع أيضًا أن يشجب ويستنكر ويرفض – دون أن تفارقه النزعة الموسيقية الحالمة – لا ينفك عن الالتزام بالبحور ذات النغمة الصافية والموسيقى الهادئة التي تضفي على النص وصورته بُعدًا نغميا صوتيا وتجعل من إيقاع الكلمات صورًا رقراقة تقيم العلاقة على جدلية الترديد والمشاركة الوجدانية.
كثيرون هم مَن تأثرت كتاباتهم برحلاتهم إلى خارج البلاد، إلاّ حمدى شتا، طوّع أسفاره لخدمة إبداعه فيأتى عربيًا خالصًا، وهو ما يتضح جليًا فى قصيدته «لو كنتِ معي في باريس»، يقول في مقطع منها:
«لو كنت معي في باريس/ ما انشطر القلب
على سندان الوحشة/ أتراحا/ أتراحا
ولظل الكون بعيني/ كما كان ونحن معا
أفراحا/ أفراحا
ولسرنا في كل مباهجها/ قلبين/ يحيلان الليل
صباحا/ وصباحا
ويعيشان البهجة/ عصفورين اتخذا الحب
رفيقا وجليس».
فعلى الرغم من ملامح الاغتراب والحنين التي لا تُنتج إلاّ اهتزازًا وتشنجًا، إلاّ أن «شتا» ظل محافظًا على توحد الصورة في النغم، ما يجعل الأمنية حقيقية والصدق فيها يقوم على واقعية الصورة في باريس والرمز في المتخيل النفسي الذي يستقر في وجدان الشاعر، والمتلقّي بالتبعية.
