صور| ارتفاع عدد ضحايا تفجير الكرادة والسكان يقذفون موكب العبادي بالحجارة
ارتفع عدد قتلى التفجير الانتحاري في حي الكرادة العراقي إلى أكثر من 213 قتيلا، مما أطلق دعوات لقوات الأمن للقضاء على الخلايا النائمة لتنظيم «داعش»، المتهم بالمسؤولية عن أحد أسوأ التفجيرات الفردية التي يشهدها العراق.
وارتفع عدد القتلى مع استمرار انتشار الجثث من تحت الركام في حي الكرادة، حيث انفجرت شاحنة تبريد ملغومة ليل السبت، بينما كانت المنطقة مزدحمة بالناس خلال شهر رمضان.
وذكرت مصادر طبية وأمنية، أن عدد الضحايا بلغ حتى ظهر اليوم الإثنين 213 قتيلا، و200 جريح، وسط استمرار جهود العائلات وفرق الإغاثة في البحث عن 35 مفقودا.
واستهدف التفجير بشاحنة تبريد ملغومة حي الكرادة الذي كان يعج بالمتسوقين قبيل عيد الفطر، وأثار غضبا لدى العراقيين إزاء عدم تمكن الحكومة من الحفاظ على الأمن، ما دفع رئيس الوزراء حيدر العبادي، إلى الإعلان عن تعديلات في الإجراءات الأمنية، لكن الشارع في بغداد لا يزال غاضبا على تقصير الحكومة في حماية المدنيين.
فيما أعلن تنظيم «داعش»، مسؤوليته عن الهجوم، معلنا أنه تفجير انتحاري. بحسب ما نقل موقع «سايت» الأمريكي، الذي يتابع المواقع الجهادية.
وكان انفجار ثان وقع في نفس الليلة جراء عبوة ناسفة في سوق بحي الشعب ذي الأغلبية الشيعية في شمال بغداد، مما أسفر عن مقتل شخصين.
وتراجعت وتيرة التفجيرات في العاصمة العراقية منذ أن سيطر تنظيم «داعش»، على مناطق واسعة في شمال وغرب بغداد في يونيو/ حزيران 2014. بيد أن التنظيم ضرب مجددا المدنيين بعد النكسات التي مني بها، فيما هزت بغداد في مايو/ أيار، سلسلة تفجيرات أدت إلى مقتل أكثر من 150 شخصا، خلال سبعة أيام.
وألقت الهجمات بظلالها على خطابات النصر التي أطلقتها حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، بعد طرد القوات العراقية، تنظيم «داعش»، من الفلوجة معقل المتشددين على مقربة من العاصمة بغداد.
وأمر المسؤولون الحكوميون بشن العملية العسكرية في مايو/ أيار، بعد سلسلة من التفجيرات الدامية في أحياء شيعية في بغداد، التي قالوا، إنها انطلقت من الفلوجة التي تبعد 50 كيلومترا غربي العاصمة.
وندد مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق يان كوبيس، بالاعتداء الإرهابي واصفا إياه بـ«العمل الجبان والشنيع»، داعيا السلطات إلى إحالة المسؤولين عنه إلى العدالة.
وفي مؤشر على الغضب الشعبي حيال الإخفاق الأمني، قوبل العبادي أمس الأحد باستقبال غاضب في حي الكرادة الذي نشأ فيه، حيث رشق سكان موكبه بالحجارة والدلاء الفارغة والنعال، تعبيرا عن سخطهم.
وأمر العبادي بإجراءات جديدة لحماية بغداد، بدءا بسحب كاشفات القنابل المزيفة التي استمرت الشرطة في استخدامها على الرغم من الفضيحة المتعلقة بصفقة شرائها عام 2011، في عهد سلفه نوري المالكي.
وبيعت المعدات المحمولة باليد على أنها كاشفة عبوات ناسفة، في حين أنها تستخدم لتحديد مواقع كرات الجولف المفقودة. وسجن رجل الأعمال البريطاني الذي باعها للعراق بمبلغ 40 مليون دولار، في بريطانيا عام 2013.
وأمر العبادي باستبدال المعدات بأخرى فعالة عند مداخل بغداد والمحافظات العراقية.
وكانت الكرادة ذات الأغلبية الشيعية والأقلية المسيحية، والتي تضم عددا من المساجد السنية، مكتظة بالمتسوقين وقت الانفجار قبيل عيد الفطر الذي يحل هذا الأسبوع مع نهاية شهر رمضان.