صور| اعتقال أب عراقي تجرد من إنسانيته وعذب طفله بطريقة وحشية

تُشير الإحصاءات الفلسطينية الرسمية، أنه خلال العقدين الماضيين، أن 95% من بين حالات الاعتقال للأسرى الفلسطينيين يتعرضون للتعذيب والاعتداء في المعتقلات الإسرائيلية.

وحذر رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، اليوم الخميس، من أسلوب التعذيب الممنهج الذي تتبعه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها.

وأشار فارس في تصريحات صحفية، إلى ظروف الاعتقال الوحشية التي يتعرضون لها، واستخدام سلطات الاحتلال اصابات الأسرى المعتقلين والمرضى للضغط عليهم أثناء التحقيق.

وأشار إلى أنه يتم العمل على تشريع قانون حرمان الاسرى من التعليم، إضافة لممارسة سياسة العقوبات الجماعية ضدهم، محملاً المسؤولية المباشرة لحكومة الاحتلال.

ولفت فارس إلى القانون الاسرائيلي الذي يلزم جهات التحقيق، توثيق عملية التحقيق بالصوت والصورة، منوها الى أن الشاباك الاسرائيلي يطلب كل ستة أشهر من الحكومة الاسرائيلية اعفاءه من مسؤولية التعامل مع هذا البند من القانون وبالفعل يحصل على الموافقة.

وبين أن حكومة الاحتلال لجأت إلى سن تشريع يقضي باستصدار حكم قضائي لممارسة “العنف الجسدي المعقول”، في إطار علمية تعمية، لتكوين انطباعات مضللة عند المتلقين وكأن “اسرائيل” تطور تشريعاتها بما من شأنه أن يوقف التعذيب.

ودعا فارس، إلى تشكيل استراتيجية كفاحية فلسطينية تجتمع عليها كل قوى الشعب الفلسطيني، لفضح ممارسات الاحتلال ضد شعبنا وفي مقدمتهم الأسرى.

وأكد ضرورة استناد الجهود المبذولة لفضح ممارسات الاحتلال وانتهاك حكومة الاحتلال القانون الدولي، على حالة كفاحية عامة يقوم بها الشعب الفلسطيني.

بعد سنوات حاولت فيها أجهزة الأمن الإسرائيلية نفي تعذيب المعتقلين الفلسطينيين في غرف التحقيقات، اعترف محققون لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بانتهاج سياسة التعذيب، كاشفين النقاب عن كيفية اختيار الأساليب المناسبة لإجبار المعتقلين على الكلام.

تقول الصحيفة :”من وقعوا تحت بطش المحققين يتحدثون عن أساليب مختلفة، بدءا من الصراخ في الأذن، مرورا بالضرب، وصولا للإجبار على أوضاع مؤلمة لوقت طويل. حتى اليوم ترددت تلك النظريات من طرف واحد فقط هو الشاكي. لكن في حديث أجراه مؤخرا محققون، بحضور عدد من الشهود، أصبحت قصصا أكثر واقعية: إذ بات بالإمكان الاستماع لما يحدث خلال عمليات تعذيب المشتبه فيهم في قضايا رئيسية، ومن يصادق على تلك العمليات وما جدواها للتحقيق”.
المثير للسخرية ما قاله “ن” مسئول سابق كان يملك صلاحيات ممارسة التعذيب :”ما يحدث هنا ليس كما يحدث في جوانتانامو.. لا نبقي على المتهم عاريا في 10 درجات مئوية تحت الصفر. الطرق المتبعة في إسرائيل جرى اختيارها بحرص بحيث لا تترك أضرارا أو علامات، ومن جانب آخر لتكون فاعلة بشكل كاف لكسر إرادة المتهمين.

يقول “ن” إن الصفعات هي الأسلوب الأول الذي ينتهجه المحقق،وأن الصفعة تكون بقوة معينة بحيث لا تؤذي الأعضاء الحساسة كالأنف والأذن والجفن والشفتين، ويكون المعتقل معصوب العينين، كيلا يرى المحقق وهو يهم بضربه فيتخذ وضعية معينة قد تتسبب في إيذاء أعضائه الحيوية.

وعن أساليب التعذيب الأخرى، يقول “ن”:يجلس المتهم على كرسي بلا ظهر، ويجبره المحققون على إمالة ظهره بزاوية مائلة للأسفل، ويداه مكلبلتان من الخلف وكذلك قدماه مقيدتان، في هذه الوضعية يضطر المتهم للاعتماد على عضلات بطنه ليصمد.

ومن طرق التعذيب القاسية التي اعترف بها المسئول الإسرائيلي السابق والتي يقول إنها كثيرا ما تتسبب في انهيار المعتقلين، إجبار المعتقل على الجلوس نصف جلسة وظهره إلى الحائط ويداه مقيدتان، والبقاء في هذه الوضعية المؤلمة لوقت طويل. وإذا ما سقط المعتقل من فرط الألم يجبره المحققون على العودة لتلك الوضعية، حتى إذا ما انفجر باكيا، وتوسل وصرخ، يواصل المحققون تعذيبه.

ويقول محقق كبير شارك في الحديث أن البدء في علميات التعذيب تتطلب أولا الحصول على موافقات خاصة إن كان الحديث يدور عن عمليات بغرض جمع معلومات مهمة، لكن في بعض الحالات يمكن للمحقق ممارسة التعذيب دون موافقات إن كان الأمر يتعلق بحالات عاجلة كعملية “استشهادية” مثلا على وقع الحدوث وقد يؤدي جمع المعلومات من أحد المشتبهين إلى منعها أو معرفة مكان تنفيذها.

صحيفة “هآرتس” كانت قد كشفت في مايو/آيار 2015 بعض أساليب التعذيب التي يمارسها الإسرائيليون، وقالت آنذاك إن هناك زيادة كبيرة في استخدامها، ومنها الوقوف لساعات مع مد اليدين جانبا، والضرب، وتقييد المعتقل بشكل يمنعه تماما من الحركة ومداعبته بالريشة، والصفعات، والصراخ في الأذن.

يقول “ن” إن المحقق ينتهج أحيانا أسلوب تعذيب نفسي، بجذب المعتقل من قميصه بشكل عنيف والصراخ في وجهه لدفعه للانهيار. كذلك من الطرق المتبعة إجبار المعتقل على رفع يديه من خلف ظهره بمحاذاة كتفيه بعد تقييدهما. وتطرق الحديث الذي كشفت الصحيفة عن بعض تفاصيله إلى إدراك المحققين حجم الآلام التي تتسبب فيها مثل هذه الوضعيات، بعد أن حاول بعضهم تجربتها على أنفسهم، ولم يستطيعوا تحملها.

“هآرتس” طرحت مسألة جدوى جرائم التعذيب الإسرائيلية وقالت إنها في كثير من الحالات لا تبدو فاعلة، مثل حالة محمد الخطيب، الناشط بحركة حماس في الخليل، والذي اعتقل بتهمة الانتماء لخلية حماس بالضفة الغربية صيف 2014، لعد نحو شهرين من اختطاف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين.

حاول المحققون إيجاد صلة ما بين الخطيب وعملية الاختطاف وبعد تعرضه لأبشع ألوان التعذيب – ومن بينها إجباره على الجلوس على مقعد بلا ظهر مع تقييد قدميه، ودفعه لإمالة ظهره للخلف- اتضح في النهاية أنه لا يرتبط بها من قريب أو بعيد.